هَمْسٌ الدُّجَى


من بين النصوص الفائزة في مسابقة جائزة محمد الحلوي للمبدعين الشباب

هَمْسٌ الدُّجَى

نَحْيَا بكوْنٍ غريبٍ دُونَما عجبٍ        منْ سرِّ إبْداعِه، كمْ عنهُ ننشَغِلُ!

 

نحْيا وبالدّهْرِ ما نُبْدي سوى شَغَف    مزْرٍ وما كان كشْفُ الدهرِ مُحتملُ

 

وقدْ خُلِقنَا وما كُنّا سوى عدم       وما لنا بالدُّنا ذكرٌ ولا سُبُل

 

نَسيرُ فيها كأنّا من مسِيرتِنَا       لنا وجوبٌ جرى من طَبْعِه ا لأزَلُ

 

وكُلُّنا راجعٌ لا مُستقرَّ لنا          نُعَمِّرُ الكونَ ساعاتٍ ونرْتَحِلُ

 

وما خُلقنا سوى إذْ شَاءَ من وجبَتْ    بهِ الحياةُ ومنْ يُقْضَى به الأجَلُ

 

وكُلُّ ما حوْلَنا فِي الكونِ مُعْجزَة     نمُرُّ فيها ولا تُدْرَى لها عِلَلُ

 

يا أيُّها الناس هُبُّوا من مراقِدِكُم   كَمْ نامَ قومٌ وكمْ للسِّرِّ قد جَهِلُوا

 

وحينما شَهِدُوا عَيْناً حقَائقَة        هيهاتَ كانُوا بأَعْماقِ الثَّرَى نزَلُوا

 

تَدّبَّرُوا أمركُمْ هلاّ تروْن به        ما يعْتَرِي النّفْسَ من أهْوالِهِ الوجَلُ؟

 

هيَاكِلٌ من رمِيمٍ نحنُ سائِرَة        نَجُرُّها في متاهاتٍ ولا نجِلُ

 

ونعْتَلِي فوق هذِي الأرْضِ مفْخَرة       وفِي الأدِيمِ لنا لا بُدّ مُنْتزَلُ

 

وينقضِي عُمرنَا والفِكْر في عَبث      وإنّمَا الكُنْهُ فِي أعمَارِنَا جَلَلُ

 

بِئسَ الذي عبرَ الدُّنْيا فَمرّ بها     وما لَهُ فِكَرٌ منْهَا ولا مُثُلُ!

عبد الاله الياداري

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>