أسماؤها
سورة الفاتحة من السور التي اشتهر أن لها أسماء كثيرة : لها ما يزيد على عشرين اسما. وإن كانت السنة الصحيحة يتردد فيها السبع المثاني وأم الكتاب وفاتحة الكتاب. ولذلك ركز معظم المفسرين على إيضاح هذه الأسماء الثلاثة:
1- فاتحة الكتاب :
< فأما أنها فاتحة الكتاب فلأنها أول القرآن وفاتحته . ومعلوم أنه كان كلما نزل القرآن أمر بوضعه في موضعه سواء تعلق الأمر بالترتيب في السور أو في موضع الآيات داخل السور, مع وجود خلاف في ترتيب السور. ذكر صاحب كتاب ” مناهل العرفان” ص : 350ج 01 : وعملا بهذا الترتيب كان الفقهاء يحثون على ضرورة المحافظة عليه حتى في الصلاة. كما أن بعض العلماء عملوا على تأليف كتب خاصة في الحكمة من هذا الترتيب القرآني بإبراز التناسب الوارد في ذلك مثل ما فعله الإمام السيوطي في كتابه ” تناسق الدرر في تناسب السور”.
والمهم أنسورة الفاتحة باسمها فاتحة الكتاب تأتي من حيث الترتيب في أول القرآن ويجب الحفاظ على ترتيبها هذا مع أنه قد يبدو أنها لا تستحق هذا الموضع باعتبارها أصغر حجما من سور طويلة جدا تليها مباشرة, وقد يظهر أن من الأفضل وضعها مع قصار السور في آخر القرآن. لكن مع كل ذلك فإنها تبقى مفتتح هذا القرآن وكأنها بوضعها هذا جامعة للقرآن كله، بمعنى أن القرآن كله ما هو إلا تفسير لهذه السورة القصيرة. قال الحسن البصري : إن الله أودع علوم الكتب السابقة في القرآن, ثم أودع علوم القرآن في المفصل, ثم أودع علوم المفصل في الفاتحة. فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة” أخرجه البيهقي في شعب الإيمان والنص مأخوذ من كتاب ” تناسق الدرر في تناسب السور/ السيوطي. ص : 61.
ومن أمثلة كون سورة الفاتحة جامعة لكل ما في القرآن ما ذكره الإمام السيوطي في ص : 63 وما بعدها في نفس الكتاب ” تناسق الدرر في تناسب السور”. قال (بتصرف) : ” قال بعض الأئمة : تضمنت سورة الفاتحة الإقرار بالربوبية والالتجاء إليها في دين الإسلام، والصيانة عن دين اليهود والنصارى , وسورة البقرة تضمنت قواعد الدين، وآل عمران مكملة لمقصودها. وأما سورة النساء فتضمنت أحكام الأسباب التي بين الناس. أما المائدة فسورة العقود تضمنت بيان تمام الشرائع ومكملات الدين والوفاء بعهود الرسل…”.
2- أم الكتاب :
وأما أنها أم الكتاب فهو بمعنى أصله. فالفاتحة للقرآن كالأم للولد, فهي منشئه. ومثيل هذا في القرآن ما نجده في كتابات المؤلفين : فإنهم إن كتبوا مؤلفا وضعوا له مقدمة خاصة بينوا فيها كل ما هو آت في الكتاب حتى إذا قرأها القارئ تحمس أو تكاسل في قراءة الكتاب.
فالفاتحة بالنسبة للقرآن الكريم كله تعطي للقارئ نظرة عامة حول ما هو وارد في القرآن من خلال سوره كلها. فمن المعلوم أن القرآن جاء محتويا على أمور متعلقة بالعقائد والأحكام والأخبار من خلال مجموعة نواه وأوامر ووعد ووعيد, والفاتحة جاءت محتوية على كل هذا بصورة إجمالية, وإنما جاءت كل السور الأخرى لتفصل هذا وتبينه.
قال الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله في تفسيره (ج 1. ص : 179).
” المقصود من القرآن كله تقرير أمور أربعة : الإلهيات, والمعاد. والنبوات, وإثبات القضاء والقدر. فقوله : {الحمد لله رب العالمين} يدل على الإلهيات وقوله {مالك يوم الدين} يدل على نفي الجبر وعلى إثبات أن الكل بقضاء الله وقدره وقوله {اهدنا الصراط المستقيم} إلى آخر السورة يدل على إثبات قضاء الله, وعلى النبوات, فقد اشتملت هذه السورة على المطالب الأربعة التي هي المقصد الأعظم من القرآن” مأخوذ من كتاب ” تناسق الدرر في تناسب السور” ص 61-62.
وقال الإمام الطاهر بن عاشور (التحرير والتنوير. ص : 133/ج. 1) “وقد ذكروا لتسمية الفاتحة أم القرآن وجوها منها : أنها تشتمل محتوياتها على أنواع مقاصد القرآن وهي ثلاثة أنواع : الثناء على الله ثناء جامعا لوصفه بجميع المحامد وتنزيهه عن جميع النقائص, ولإثبات تفرده بالإلهية وإثبات البعث والجزاء وذلك من قوله تعالى {الحمد لله} إلى قوله {ملك يوم الدين}؛ والأوامر والنواهي من قوله {إياك نعبد}؛ والوعد والوعيد من قوله {صراط الذين} إلى آخرها. فهذه هي أنواع مقاصد القرآن كله، وغيرها تكملات لها لأن القصد من القرآن إبلاغ مقاصده الأصلية وهي صلاح الدارين وذلك يحصل بالأوامر والنواهي, ولما توقفت الأوامر والنواهي على معرفة الآمر وأنه الله الواجب وجوده خالق الخلق لزم تحقيق منه الصفات, ولما توقف تمام الامتثال على الرجاء في الثواب والخوف من العقاب لزم تحقق الوعد والوعيد. والفاتحة مشتملة على هاته الأنواع فإن قوله {الحمد لله} إلى قوله {يوم الدين} حمد وثناء؛ وقوله {إياك نعبد} إلى قوله {المستقيم} من نوع الأوامر والنواهي؛ وقوله {صراط الذي أنعمت} إلى آخرها من نوع الوعد والوعيد مع أن ذكر المغضوب عليهم والضالين يشير أيضا إلى نوع قصص القرآن”.
3- السبع المثايي :
وأما أنها مسماة السبع المثاني فلأنها سبع آيات لقوله تعالى : {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} ولقد ذكر في سبب تسميتها بهذا الاسم وجوه أبرزها : (كونها تثنى في كل ركعة من الصلاة- أنها تقرأ في الصلاة ثم تثنى بسورة أخرى)
قال الإمام السيوطي في “الإتقان” ص : 118 ج : 1 : “وأما المثاني فيحتمل أن يكون مشتقا من الثناء لما فيها من الثناء على الله تعالى ؛ ويحتمل أن يكون من التثنية, قيل لأنها تثنى في كل ركعة, يقويه ما أخرجه ابن جرير بسند حسن عن عمر قال : السبع المثاني فاتحة الكتاب, تثنى في كل ركعة؛ وقيل لأنها تثنى بسورة أخرى؛ وقيل لأنها نزلت على قسمين ثناء ودعاء وقيل لأنها كلما قرأ العبد منها آيةثناه الله بالإخبار عن فعله كما في الحديث: وقيل لأنها اجتمع فيها فصاحة المباني وبلاغة المعاني؛ وقيل غير ذلك”
فهذه إذن هي الأسماء المشهورة التي اشتهرت بها سورة الفاتحة. مع أنها كما أشارة لذلك الإمام السيوطي لها أكثر من عشرين ا سما. قال : “وقد وقفت لها على نيف وعشرين اسما، وذلك يدل على شرفها، فإن كثرة الأسماء دالة على شرف المسمى” الإتقان : ج / ص : 116.
وسورة الفاتحة مكية باتفاق الجمهور.
وقيل إنها أول ما نزل من القرآن. قال بهذا حديثا الإمام محمد عبده رحمه الله . قال : “إني أرجح أنها أول ما أنزل على الإطلاق, ولا أستثني قوله تعالى : {اقرأ باسم ربك الذي خلق} كتاب : دروس من القرآن .ص : 25 وهذا قول مستند الآثار. والصحيح أنها أول سورة كاملة نزلت على الرسول لكن أول ما نزل من القرآن هو قوله تعالى : {اقرأ باسم ربك الذي خلق…} مع أن هذه المسألة فيها خلاف مبني على حجج أورده الإمام السيوطي في الإتقان بدءا من الصفحة 50 من الجزء 1.
وكيفما كان الأمر فالذي يبقى الانتباه إليه ضروريا هو أن الفاتحة هي أول القرآن بحسب الترتيب، فكانت بذلك خير استهلال لكتاب الله الكريم.
موقع البسملة من الفاتحة
افتتح الله عز وجل هذه السورة بالبسملة (بسم الله الرحمان الرحيم) على غرار جميع السور إلا ما كان من سورة التوبة (براءة).
غير أن العلماء اختلفوا في كون البسملة من الفاتحة أم لا؟ فقال بعضهم إنها آية من سورة الفاتحة، وقال آخرون إنها ليست منها.
والخطير في أمر هذا الخلاف هو أن يناقش بعض الناس المسألة مع التعصب لرأي دون آخر بدون الاعتماد على دليل ثابت. فهذا غير مقبول خصوصا عندما يتعلق الأمر بالصلاة؛ ذلك أن الصلاة مطلوب فيها قراءة الفاتحة، ولا صلاة دون فاتحة، وهنا تقع الفوضى، بحيث يُجادل الناس بعضهم بعضا في مسألة قراءة البسملة في الفاتحة أو عدم قراءتها، دون الاستناد إلى الأدلة والحجج، وأما إن وقع ذلك الاستناد إلى الدليل ـ فلا شك أنه في تلك الحالة لا يقع الجدال.
والذي يمكن الإشارة إليه هنا كدليل ثابت وكتوضيح لابد منه، ما يلي :
>- أولا : انقسام الفقهاء إلى شطرين بارزين أحدهما يقول بأن البسملة آية من الفاتحة، ويمثل هذا الشطر : الشافعي في قول من أقواله وأحمد وإسحاق وأبو ثور وفقهاء مكة والكوفة غير أبي حنيفة.
أما الشطر الثاني فيرى أصحابه أن البسملة ليست من الفاتحة، ويمثله : مالك والأوزاعي وفقهاء المدينة والشام والبصرة باستثناء عبد الله بن عمر وابن شهاب من فقهاء المدينة.
وأما أبو حنيفة فلم يُنقل عنه شيء، وإن كان الزمخشري قد أخذ عنه أنها ليست من السورة.
>- ثانيا : إنه لا خلاف بين المسلمين في أن البسملة (بسم الله الرحمان الرحيم) من القرآن، ولم يختلفوا في أنها كتبت في المصحف في أول الفاتحة، وإنما الذي اختلفوافيه هو هل البسملة آية من سورة الفاتحة أم لا؟ بمعنى أنهم لم يختلفوا في كونها قرآنا، بل في تكرار قراءتها، وهذه مسألة ذكرها الفقهاء وحُسِمَ فيها القول (بداية المجتهد ونهاية المقتصد/ابن رشد الحفيد/ ص 89/ج1).
>- ثالثا : السر في الخلاف في مسألة البسملة :
< بالنسبة للمالكية فإنهم مشهورون بعدم قراءة البسملة في الفاتحة، ولعل من أشهر أقوالهم في هذا ما جاء عند ثلاثة من أشهر المالكية : أبو بكر الباقلاني، أبو بكر بن العربي، والقاضي عبد الوهاب.
- فأما الباقلاني فيقول : “لو كانت التسمية من القرآن لكان طريق إثباتها إما التواتر أو الآحاد، والأول باطل لأنه لو ثبت بالتواتر كونها من القرآن لحصل العلم الضروري بذلك ولامتنع وقوع الخلاف فيه بين الأمة، والثاني أيضا باطل لأن خبر الواحد لا يفيد إلا الظن، فلو وجدناه طريقا إلى إثبات القرآن لخرج القرآن عن كونه حجة يقينية، ولصار ذلك ظنيا، ولو جاز ذلك لجاز ادعاء الروافض أن القرآن دخله الزيادة والنقصان والتغيير والتحريف”.
- وأما أبو بكر بن العربي فيقول : “يكفيك أنها ليست من القرآن الاختلاف فيها، والقرآن لا يختلف فيه”.
- وأما القاضي عبد الوهاب فيقول : “إن رسول الله بَيَّن القرآن بيانا واحدا متساويا، ولم تكن عادته في بيانه مختلفة بالظهور والخفاء حتى يختص به الواحد والاثنان، ولذلك قطعنا بمنع أن يكون شيء من القرآن لم ينقل إلينا وأبطلنا قول الرافضة إن القرآن حِمْل جَمل عند الإمام المعصوم المنتظر، فلو كانت البسملة من الحمد لبينها رسول الله بيانا شافيا”.
فالظاهر من هذه الأقوال كلها أن المالكية يرون أن القرآن الكريم إما أن يثبت لنا بالتواتر أو بالآحاد، والمؤكد أن القرآن الكريم كله ثابت بالتواتر، ولو ثبتت البسملة بالتواتر لما وقع فيها الخلاف، ثم إن القول بأن البسملة نزلت بالآحاد فيه فتح لباب واسع للروافض.
وهذا التوضيح كله يدخل فيما يسمى بدليل النظر.
وهناك دليل ثان : وهو دليل الأثر، وهو مؤيد لما سبق بالنسبة للمالكية، فهناك أخبار كثيرة تثبت أن البسملة ليست آية من الفاتحة، وكلها أخبار من السنة الصحيحة. يُذكر من ذلك مثلا :
- روى الإمام مالك في الموطأ عن العلاء بن عبد الرحمان إلى أبي هريرة أن رسول الله قال : قال الله تعالى : قسمتُ الصلاة نصفين بينني وبين عبدي، فنصفها لي، ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل : يقول العبد الحمد لله رب العالمين فأقول حمدني عبدي، ويقول العبد الرحمان الرحيم، يقول الله : أثنى علي عبدي، ويقول العبدُ : مالك يوم الدين، يقول الله : مجَّدني عبدي، يقول العبد إياك نعبد وإياك نستعين، فهذه الآية بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، يقول العبد اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، هذه لعبدي ولعبدي ما سأل” (ص : 70-71).
- “جاء في صحيح مسلم وسنن أبي داود وسنن النسائي عن أنس بن مالك من طرق كثيرة أنه، قال : صليت خلف رسول الله وأبي بكر وعمر، فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين، لا يذكرون بسم الله الرحمان الرحيم، لا في أول قراءة ولا في آخرها” (التحرير والتنوير/ ص : 140. ج 1).
- “حديث عائشة قي صحيح مسلم وسنن أبي داود، قالت : كان رسول الله يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين”‘(التحير والتنوير – ص : 140/ج1).
- ما في سنن الترمذي والنسائي عن عبد الله بن مغفل قال : “صليت مع النبي وأبي بكر وعمر وعثمان، فلم أسمع أحدا منهم يقول بسم الله الرحمان الرحيم، إذا أنت صليت فقل الحمد لله رب العالمين” (التحرير والتنوير – ص : 140/ج1).
- عمل أهل المدينة : فالمسجد النبوي صلى فيه الرسول والخلفاء الراشدون وغيرهم ممن تبعهم من أئمة المدينة، ولم يسمع أحدهم قرأ ببسم الله الرحمان الرحيم في الصلاة الجهرية.
- لما بدأ الوحي لرسول الله فإن جبريل عليه السلام لما قال له {اقرأ باسم ربك الذي خلق}(الحديث : البخاري ـ ج 6/ ص : 88) فإنه لم يقل له بسم الله الرحمان الرحيم اقرأ باسم ربك الذي خلق…
أما الدليل الثالث فهو دليل الذوق العربي، ذلك أن من حسن الذوق العربي أن لا يرد التكرار في الكلام، ومع أن هذا الأمر فيه إفادة وبلاغة، فإنه قد لا يقبل في بعض الأحوال كما هو الشأن في الفاتحة إذا قرئت بالبسملة، فإن تكرار لفظي الرحمان الرحيم في كلام قصير دون وجود فصل كبير ومهم غير محمود في الذوق العربي. قال الفخر الرازي رحمه الله (ج : 1 ص : 207) وهو يرد على هذا الدليل : ” إن التكرار لأجل التأكيد كثير في القرآن، وتأكيد كون الله رحمانا رحيما من أعظم المهمات”. وأنا أدفع جوابه بأن التكرار وإن كانت له مواقع محمودة في الكلام البليغ، مثل التهويل ومقام الرثاء أو التعديد أو التأكيد اللفظي، إلا أن الفاتحة لا مناسبة لها بأغراض التكرير، ولاسيما التوكيد لأنه لا منكر لكونه تعالى رحمانا رحيما، ولأن شأن التوكيد اللفظي أن يقترن فيه اللفظان بلا فصل، فتعيَّن أنه تكرير اللفظ في الكلام لوجود مقتضى التعبير عن مدلوله بطريق الاسم الظاهر دون الضمير، وذلك مشروط بأن يبعد ما بين المُكَرَّرَيْن بُعدا يقصيه عن السمع، وقد علمتَ أنهم عَدُّوا في فصاحة الكلام خلوصه من كثرة التكرار، والقربُ بين الرحمن الرحيم حين كُرِّرا يمنع ذلك”(التحرير والتنوير : ج 1/ ص: 141).
< وبالنسبة للشافعية القائلين بأن البسملة من الفاتحة خاصة، فإنهم اعتمدوا في قولهم على أدلة :
- المأثور من الأحاديث :
> روى أبو هريرة أن النبي [ قال : “فاتحة الكتاب سبع آيات أولاهن بسم الله الرحمان الرحيم”، وقال فيه ابن عاشور (ص : 142) “إنه نازل عن درجة الصحيح”.
> حديث أم سلمة : “كان رسولالله يقرأ بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين”(بداية المجتهد ونهاية المقتصد/ص :90) وقال عنه ابن عاشور(ص : 142) “إنه ثابت أنه حديث مقطوع رواه ابن أبي مُلَيْكَة ولم يثبت سماع ابن أبي مليكة عن أم سلمة.
> الإجماع على أن كل ما في الكتاب قرآن وكلام الله، (وهذه مسألة ثابتة لا خلاف فيها، إنما يبقى الخلاف في كونها آية من الفاتحة أم لا).
< وبالنسبة للإمام أحمد وأبي حنيفة : قال الفخر الرازي في تفسيره (ص : 208/ ج1) : “يُروى عن أحمد أنه قال : التسمية آية من الفاتحة، إلا أنه يُسْتَر بها في كل ركعة … وقال أبو حنيفة : ليست آية من الفاتحة إلا أنها يستر بها في كل ركعة ولا يُحجر بها أيضا”.
والمهم من هذا كله هو التأكيد على كون البسملة وقع فيها خلاف، والخلاف كله موصل إلى فهم حقيقة ثابتة وهي أن البسملة من القرآن، وهو أمر غير مختلف فيه، وإنما المختلف فيه هو كونها منالفاتحة أم لا؟
ومن خلال ما سبق يتضح أن لكل فريق حججه وأدلته، فلا يحق لأحد أن يتعصب، وإلا فإن إثبات الرأي إنما يتطلب الحجة والدليل، وأما أن يتعصب الإنسان وربما يدفع به تعصبه إلى اتخاذ مواقف ساقطة من غيره، فهذا غير مقبول.
د.مصطفى بنحمزة