قصة القدس(ü)


ليس للتين أو الزيتون نغضبْ

نحن للإسلام لا للأرض ننسبْ

ليس للموز أو الليمون أو قمح الموانئ

نحن لسنا من عبيد الطقس ديدان الشواطئ

ما عشقنا في فلسطين صباها

أو صَباها، أو رباها

ما عشقناها عروسا في بهاها تتطيبْ

كفها في ليلة الحناء تخضبْ

ما عشقناها مناخا، وفصولا

وجبالا وهضابا وسهولا

بل عشقناها دويا وصليلا

وغبارا في سبيل الله يُسفى، وصهيلا

وسطورا بل فصولا في كتاب المجد تكتب

عبر أجنادين، أو حطين، أو غزة طولا

وسرايا أمة الكفر على صدر صليب الكفر تصلب

****

مزقونا وانثروا اللحم على كل طريقْ

لا تبالوا، حرقونا وارقصوا حول الحريق

وزعونا في الصحاري، أطعمونا للحواجز

كل هذا في نظام الغاب جائز

غير أنا لن نبيع القدس أو أي مدينهْ

هل يبيع المؤمن الصادق للأعداء دينهْ

***

ثم ما ذا قيل عن هذي القضيةْ

قال حكام، وقواد كبار وجنودْ

أرضكم أرض ككل الأرض في هذا الوجودْ

لا تزيدوا وجع الرأس علينا واتركوها لليهودْ

هي لا تنبت درا أو زبرجد

ليست الأحجار فيها من عقيق لا ولا التربة عسجد

قلت : يا قوم أعقلوا إنها مسرى محمدْ

إنها معراجه المفضي لأطباق السماءْ

وبها صلى بكل الأنبياءْ

هل رأيتم في رؤى الماضي، أو الدنيا الجديدهْ

هل علمتم، أو سمعتم، أو قرأتم في كتاب أو جريدهْ

أن عبدا مؤمنا يطرح للبيع (عقيدةْ).

**

أرضنا القدس مريج من صمود ومرارهْ

لم تكن يوما لبيع أو إعارهْ

هي للأمة (ميزان الحرارهْ)

ناطق التاريخ في أحيائها يطلب ثارهْ

كل شبر من ثراها فيه للتلمود غارهْ

هذه القدس نسيج من سناء وطهارهْ

ها هو الفاروق في أفيائها يرفو إزارهْ

وصلاح الدين يمحو أثر الكفر الصليبي وعارهْ

ثم في غفوة قومي

قبض الراية أطفال الحجارهْ

**

ثم ماذا؟ ولماذا؟

تسعة الأصفار تبقى أمة تلهو وتلعبْ

أدمىًَ نحن؟ رجال من عجين نتقولبْ

أم ظهور ومطايا “كل من يرغب يركب”؟

سخر التاريخ منا

دمنا يرخص كالماء، ولا كالماء يُشربْ

إن تكن تعجب من كثرتنا، فالجُبنُ أعجب

قد يخيف الذئب من أنيابه مليار أرنبْ

**

كلما جئت مطارا او قطارا للعبورْ

قدم القوم اعتذارا : أنت ممنوع المرور

هذه أوراق إثباتي بأني عربي

مولدي، أمي، أبي، عمي، أخي، جد أبي

سحنتي، لوني، لساني، نسبي

عشت في هذه البراري منذ عاش الدينصورْ

وأكلت الحنظل المر ومنقوع القشورْ

قذفوا الأوراق في وجهي ولفوا طلبي

وجهارا أقسموا لي : إن سر المنع أني عربي

هذه التهمة مهما بلغت نصف الحقيقهْ

نصفها ا لآخر يكمن في تلك (الوثيقة)

كتب الكاتب فيها أنني من أهل (غزهْ)

قرروا أن يشطبوها، كرهوها

إنها تشبه في الأحرف (عزه)

**

ثم ما ذا؟

حرموني من صغاري، من عيوني، ويدياّ

حرموا الحبَّ عليَّ

جربوا كل سياط القهر فيّ

صادروا الحرف الذي أقوى على النطق به

قلعوا الأضراس من فكي، وقصوا شفتيَّ

حطموا كل عظامي

وبعنف مارسوا الإرهاب في ذاك الحطامِ

وتلا القاضي على الناس اتهامي :

أنني شخص أصولي أجيد العربيةْ

ولدى نفسي بقايا من حميهْ

أنني (معدٍ) لكوني فِيَّ (فيروس) القضيةْ

> د. عبد الغني أحمد

مزهر التميمي

مركز الأمير سلمان الاجتماعي   الرياض

(ü) ألقيت في الملتقى الرابع للأدب الإسلامي الذي عقدته رابطة الأدب الإسلامي العالمية بفاس أيام 18- 19- 20 مارس 2004

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>