جوانب من الإعـجـاز العـلـمـي لـمـكـة الـمـكـرمـة


ملايين المسلمين يترددون كل عام على مكة المكرمة ويقومون بأداء مناسك الحج والعمرة والزيارة دونما تفكير في الدلالات الحسية والكرامات الربانية وجوانب الإعجاز العلمي فيما يمرون به من مناسك ومشاهد، ابتداء من موقع مكة المكرمة والكعبة المشرفة والحجر الأسود ومكوناته وموقع مقام إبراهيم -عليه السلام- والآيات البينات التي أشار الله إليها والمتعلقة به، وماء زمزم ومكوناته وكيف أنه طعام وشراب وخير ماء الأرض.

أسرار الحجر الأسود

يقول الرسول : “هو من أحجار السماء”، ويقول: “هو من أحجار الجنة”..

القصة كما ترد في كتب السيرة.. كتب التاريخ، يروي سيدنا رسول الله — أن سيدنا إبراهيم وهو يرفع القواعد وابنه إسماعيل -عليهما السلام- لاحظ أن مكة صخورها متشابهة، فأراد أن يجعل بداية للطواف كما علمه أو أمره ربنا تبارك وتعالى، فأرسل سيدناإسماعيل يبحث عن صخر من نوع مختلف حتى يجعله علامة لبداية الطواف، فلف سيدنا إسماعيل لم يجد صخراً مغايراً، لأن طبيعة الصخور النارية أو المتحولة تكون متجانسة لمساحات كبيرة جداً.

فعاد بعد الغروب فوجد كتلة من الصخر عند أبيه، وقال له: أتاني به جبريل -عليه السلام- تعاونا على رفع هذا الحجر، ووضعاه في الركن الشرقي من الكعبة المشرفة حتى يكون علامة لبدء الطواف.

الحجر الأسود يقول الرسول  أنه من أحجار السماء، وثبت علمياً أنه نيزك ونيزك من نوع فريد.. مختلف عن كل النيازك التي أنزلت إلى الأرض، ولن أفصل كثيراً، لكن يكفي هذا، ويقول الرسول  “إنه كان ياقوتة بيضاء سودته خطايا الناس” مثل هذه الأمور لو دُرِسَت من الناحية العلمية دراسة موضوعية صحيحة تصبح ورقة دعوة من أرقى ما يكون، يعني مقام إبراهيم كتلة ضخمة جداً لن يضيرها أن يؤخذ منها شريحة صغيرة للغاية وتدرس، ويقدم للناس وثيقة.

حكمة الطواف بالكعبة المشرفة ودلالاته

الطواف يا أخي الكريم مطابقة للفطرة، لماذا؟ لأن كل ما في الوجود يتحرك في هذا الاتجاه، يعني الإلكترونات في داخل الذرة، الكواكب في مجموعتنا الشمسية، المجموعة الشمسية حول مركز المجرة، الكون كله يتحرك في هذا الاتجاه، فهو نوع من أنواع الموافقة مع الفطرة، أنت تجعل نفسك متوافقاً مع جسدك ومع الكون من حولك، فالطواف طبعاً هو تحية الكعبة، وهو عبادة من أحب العبادات إلى الله سبحانه وتعالى، وموافقة الإنسان للكون ككل، وهذه الموافقة لها من انعكاساتها الروحية والنفسية ما لا يستطيع أن يقدره إلا من يفهم ماذا يفعل في أثناء الطواف.

أنا أعتقد أن مشكلتنا الرئيسية إننا لم نحسن التبليغ عن الله وعن رسوله .. وأننا قصَّرنا في ذلك تقصيراً كبيراً، وهذا هو الذي أوصلنا إلى الوضع الذي نحن فيه، وأسأل الله تعالى أن يدرك المسئولون قيمة حسن عرض الإسلام علىغيرنا من الناس بالكلمة الطيبة والحجة الواضحة والمنطق السوي،  إن الغرب لم تعد القضايا الغيبية تحرك مشاعره، تكلمه عن الجنة، عن النار، عن البعث، عن الحساب لا.. لا.. لا تحرك عنده ساكناً، ولكن إذا قلت له أن حقيقة علمية لم تصلوا إليها إلا منذ سنوات قليلة يرويها كتاب أُنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة، أو حديث لرسول الله  الذي بعث من قبل ألف وأربعمائة سنة والله يهزه ذلك من الأعماق.

إن الحجر الأسود نقل عدة مرات وتفتت إلى قطع صغيرة يصعب أن يؤخذ منه شيء الآن، لكن  سبق لعميل بريطاني أن جاء وسرق قطعة من الحجر الأسود، وذهب بها لمتحف للتاريخ الطبيعي في لندن، ولابد من المطالبة بإرجاع هذه القطعة، والمطالبة بالشرائح التي عُمِلَت منها، يعني هذا شيء ممكن عمله، أما مقام إبراهيم فممكن بمنتهى السهولة أن نأخذ منه قطعة ندرسها..

معجزة زمزم

وبئر زمزم آية من آيات الله سبحانه وتعالى، يقولسيدنا رسول الله — في وصفها : “هي هزمة جبرائيل، وسقيا الله لإسماعيل”، والهزمة هي الطرقة الشديدة، وكون بئر تخرج من صخور بهذه الصورة، صخور مسمطة لا مسامية فيها، ولا نفاذية لها، تخرج تفيض لآلاف من السنين معجزة.

هي بئر قديمة ظهرت في 2572 قبل الميلاد أي 4000 سنة قبل الهجرة، ولا تعرف البشرية بئراً فاضت من مثل هذه الصخور لهذا المدى من السنين أبداً.

تفيض بـ 18 لتر في الثانية الواحدة.

… العلماء احتاروا من أين يأتي هذا الماء، ولم يدرك مصدر هذا الماء إلا بعد حفر أنفاق حول مكة المكرمة، فلاحظ العلماء أن في الأنفاق خطوط شعرية دقيقة للغاية تفيض منها مياه لها طبيعة ماء زمزم، فأدركوا أن الماء يأتي للبئر من شقوق شعرية دقيقة لكن تمتد لآلاف الكيلو مترات حول البئر، وهذا وصف رسول الله — يقول: “هي هزمة جبرائيل”، والهزمة هي الطرقة الشديدة، الطرقة الشديدة كوَّنت هذه الصدوع أوهذه الشقوق، أو هذه الخطوط الشعرية التي يفيض الماء إلى هذه البئر آية من آيات الله سبحانه وتعالى، ثم هذا الماء له صفات طبيعية خاصة: أولاً إنه غني جداً بالعديد من الأملاح النادرة، ولذلك سيدنا رسول الله  يقول: “خير ماء الأرض ماء زمزم”، ويقول هي طعام طعم. وشفاء سقم.

لأن الماء لما يتحرك لمسافات كبيرة في الصخور يعطيه ربنا -تبارك وتعالى- القدرة على إذابة كم كبير من العناصر، ومع الكرامة التي أعطاها ربنا -تبارك وتعالى- لهذه البئر.

وجدت حديثاً غريباً رواه مسلم في صحيحه عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: “لقد لبثت ثلاثين يوما بين ليلة ويوم ما كان لي طعام إلا ماء زمزم أو كما قال.

فسمنت حتى تكسرت عُكَن بطني، وما وجدت على كبدي سخفة.. سخفة جوع”.

ممكن أن يعيش عليه، وكثير من الصحابة عاش على ماء زمزم لأيام فاقت الشهر، ماء زمزم فقط.

شفاء سقم فيه حديث في البخاري وجدته عن عائشة رضيالله عنها كان الرسول عليه الصلاة والسلام يحمل ماء زمزم في الأداوي والقرب، وكان يصب على المرضى ويسقيهم.

كنا في مؤتمر في مكة المكرمة وأثيرت هذه القضية، وانبرى لها عدد من الأطباء، وذكروا قَصَصاً تهز القلب، قصة ليلى الجزائرية الأخت التي حكم الأطباء في فرنسا بأنها في حالة متقدمة جداً من السرطان، ودعوا أهلها أن يأخذوها إلى بلدها كي تموت، ففكرت أن تأتي لعمرة، وجاءت وبرئت برءاً كاملاً من هذا المرض، ورجعت إلى الطبيب الذي كان يعالجها، فاندهش اندهاشاً كبيراً، وقال: ليست هذه المرأة التي رأيتها من قبل، وعاشت سنوات بعد هذه القضية، ثم توفيت إلى رحمة الله.

والإمام ابن القيم قال إنه استشفى من عدة أمراض باستخدام ماء زمزم. وكان في بعض الحالات يقول إنه يصل إلى حالة كان يعجز الأطباء عنها، ويقول إنه ممكن أن يُستخدم ماء زمزم للاستشفاء بشرط.. سلامة القلب.

جاءني واحد مرة ويقول إنه عنده برص، وأنه حاول التداوي بماء زمزم فلم يُشفَ، قلت له: لابد من أن يكون لديك يقين، إن لم يكن هذا اليقين بأن كلام الرسول حق، وأنها لما شربت له، “ماء زمزم لما شرب له”.

عبادة النظر إلى الكعبة

…أنا أشعر في أداء هذه الشعيرة بمتعة فوق التصور، سيدنا رسول الله — يقول: “إن لله مئة وعشرين رحمة ينزلها على أهل مكة: ستون للطائفين، وأربعون للمصلين وعشرون للناظرين إلى الكعبة”. صادفني رجل سويسري مسلم هو من كبار رجال التعليم، وكان عندنا مؤتمر للتعليم في مكة المكرمة ووجدته جالسا هو وزوجته أمام الكعبة من بعد صلاة العشاء إلى الفجر، فسألته فروى لي هذا الحديث، وقال إن النظر إلى الكعبة عبادة، وأنا لا أدري إن كان سيتيسر لي أن آتي إلى مكة مرة أخرى أم لا، وأنا لا أُفرِّط في ثانية واحدة من بعد صلاة العشاء إلى صلاة الفجر إذ أنا أجلس أمام الكعبة أو أطوف بها أو أصلي من حولها، فالحقيقة لابد للإنسان أن يفهم هذه المعاني.

سيدنا رسول الله  يقول: “ما عُوقِبَ قومٌ إلا وهاجر نبيهم بمَنْ آمن معه إلى الكعبة” ومعظم الأنبياء ماتوا حول الكعبة.

طبعاً، ويقول  أن بين بئر زمزم والحجر الأسود قبور عدد كبير من الأنبياء..

منهم نوح عليه السلام، وهود عليه السلام، ومنهم صالح عليه السلام، ومنهم شعيب عليه السلام.

أنا لما أدخل وأعلم أن هؤلاء الأنبياء موجودون، أليس من حقهم عليَّ أن أُحييهم، أن أقول السلام عليكم يا أنبياء الله، هذا العدد الكبير، في حجر إسماعيل مدفون إسماعيل -عليه السلام- وأمه شرفها الله، أليس من حقهما عليَّ أن أقول السلام عليكم يا أهل هذه الدار، فالحقيقة ناس كثيرون يجهلون هذه المعاني، وهي مهمة جداً، ولها دور في الانبعاث الروحي للإنسان، التهيُّؤ النفسي للإنسان لمعرفة قدسية هذا المكان له دور كبير جداً.

لو وعَّينا الناس بكرامة هذه الأماكن بأدلةملموسة ليس فقط بالمعاني الروحية النفسية الإيمانية،لا بل بأدلة مادية ملموسة نؤكد للناس كرامة هذه الأماكن، ربما يستوعبون هذه الشعيرة وأداءها استيعاباً أعمق وأحسن، ويا ليت..  يكون شيء من التوعية قبل أن يخرج الحاج أو المعتمر، يعرض عليه فيلم لا يكلف الدولة شيءاً يُعلِّمه ما هي كرامة هذا المكان، ما هي قدسية هذا المكان، ولو وعى الناس كرامة الحجر الأسود أو كرامة ماء زمزم أو كرامة مقام إبراهيم عليه السلام، والله لنالوا بركات ما لها أول ولا آخر، ولانتظم أداء الفريضة دون مضايقة ودون ازدحام ودون ضجيج ودون خلافات بين الناس، تؤدَّى الفريضة بوقار و.. وباحترام للمكان أعلى بكثير مما تجد.. عليه…

الرسول  يقول: “نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضاً من اللبن فسودته خطايا بني آدم” ويقول للسيدة عائشة: “لولا ما طُبع على هذا الحجر يا عائشة من أرجاس الجاهلية وأنجاسها، إذن لاستُشفي به من كل عاهة.. والله، “لاستُشفي به من كل عاهة، وإذا لألفى اليوم كهيئته يوم أنزله الله عز وجل وليعيدنَّه إلى ما خلقه أول مرة وإنه لياقوتة بيضاء من يواقيت الجنة ولكن الله تعالى غيره بمعاصي العاصين وستر زينته عن الظلمة والأثمة لأنه لا ينبغي لهم أن ينظروا إلى شيء كان بدؤه من الجنة” .

أنا قادم من المغرب منذ أيام، فوجئت أن هناك عدد من الأوروبيين والأميركان الذين أسلموا، وأنا مهتم بتتبع قَصَص إسلامهم، والله بعضهم أسلم بآية واحدة، أو بحديث نبوي واحد، أو بلفتة إعجازية .. في القرآن الكريم أو في سنة رسول الله — وكلهم من كبار الأساتذة، كلهم أساتذة جامعات على قدر من العلم وقدر من المعرفة ويعني انخراطهم في الالتزام الإسلامي.. حد يثير الإعجاب حقيقة، وقف أحد الأساتذة الفرنسيين وألقى محاضرة في حضرة ملك المغرب باللغة العربية لمدة نصف ساعة، والله أنه بهر الناس ليس فيكلامه لكنة واحدة،  تحدث عن الإسلام دين الأمانة، نصف ساعة رجل فرنسي يتكلم.. باللغة العربية بطلاقة شديدة، ويُحسن الاستشهاد بآيات القرآن الكريم بأحاديث المصطفى ، نحن قصَّرنا تقصيراً كبيراً في التبليغ عن الله وعن رسوله .

خـــــاتمــة

لابد للمسلم الذي يقوم بأداء  شعيرة الحج أن يستشعر معاني كثيرة حقيقةً من هذه الرحلة. أميركي أسلم وكان يهودياً اسمه (مايكل وولف) مذيع في محطة من المحطات الأميركية، فلما أسلم جاء للحج وبحكم تكوينه الإعلامي سجَّل رحلة الحج في شريط، أسمه الحج، هذا الشريط ربي هدى به أعداداً كبيرة جداً من الناس في أميركا، بيقول أيه؟ بيقول: الحج رحلة إلى الله، يعني هذا الرجل حديث عهد بالإسلام، فالحج رحلة إلى الله، يشعر الإنسان بالخروج من الدنيا إلى الآخرة… بدليل إنه فيه ميقات، يقول: حكمة الميقات صحيح بيحفظ قدسية المكان لكن بيشعر الإنسان بالانتقال من حال إلى حال، وبعدين يقول فيه إحرام، والإحرام يشبه الكفن تماماً فيه تجرد من الزينة، فيه قبل ذلك سداد الديون، وإرضاء النفوس والصلح مع الناس و.. استعداد للرحيل من هذه الدنيا، ويقول: أن الطواف مواءمة للفطرة، أن النفرة من مكة المكرمة إلى مِنَى وإلى عرفة والموقف المشهود في عرفة..أقرب للحشر يُذكِّر الناس بذلك، وظل يذكر معاني في أداء رحلة الحج في ثلث ساعة، والله من أجمل ما يكون.. ربما كثير من المسلمين لا يستشعرونها.لا يستشعرونها نعم، فلابد فعلاً تثقيف الناس في هذه الناحية، يعني أن يشعر الحاج وهو خارج أنه خارج لله سبحانه وتعالى، وخارج إلى مكان مقدس، مكان تتضاعف فيه الحسنات إلى عشرة آلاف ضعف إلى ما شاء الله، كما يُضاعَف فيه العقاب يعني الخطيئة في مكة أو في المدينة المنورة أو في بيت المقدس يضاعف عليها العقاب، لأن هذه أماكن مقدسة لابد أن يستشعر أنه في مكان وطئته أقدام كلالأنبياء. الأزرقي يقول: ما من نبي ولا من رسول إلا وحج هذا البيت. سيدنا رسول الله — يقول: “أن في مسجد الخيف في مِنَى قبور سبعين نبي من أنبياء الله. ولابد أن نخاطب الغرب أيضاً حتى غير المسلمين، أنتم تعظمون إبراهيم -عليه السلام- الحج تعظيم لذكرى إبراهيم عليه السلام، أنتم تعظمون هذه السلسلة من الأنبياء، وهؤلاء الانبياء حجوا هذا المكان وطافوا به، حتى نستطيع أن ننقل هذه المعاني الإنسانية الكبرى التي تؤاخي بين الأنبياء وتجمع بين الأديان في رسالة واحدة وتؤاخي بين الإنسانية، يعني الأخ الأميركي هذا الذي مَنَّ الله عليه بالإسلام مايكل وولف يقول بعد أن صوَّر وجوه الناس، وكأنه يسألهم أنت منين؟ يسمع الإجابة فقط، أنا من اليابان، أنا من نيجيريا أنا من المكان الفلاني، يقول: هذا أول مؤتمر عالمي في تاريخ البشرية، ومؤتمر عالمي يتم بدون تكتلات سياسية، تجرد لله سبحانه وتعالى، يقول هذا المؤتمر الذي يؤاخي بين الناس بغير تفرقة عرقية ولا تفرقة لون ولا تفرقة لغة، ويقف الأسود بجوار الأبيض بجوار الأصفر يؤدي الصلاة، أو يطوف حول الكعبة، قال ما أحوج الإنسانية إلى هذا المعنى حتى يتعلم الناس معنى الأُخوَّة بين أبناء الأسرة الواحدة آدم وحواء.

هذه المعاني يجب أن تثار عند الناس، وكل من يأتي للحج لابد أن يعي أين هو، ويعي أنه يطأ أرضاً وطأتها أقدام الأنبياء والمرسلين، ومدفون فيها مئات من الأنبياء والمرسلين، ومكان مذكور في الملأ الأعلى أنه تحت البيت المعمور، البيت المعمور تحت عرش الرحمن، وأن هذا المكان له من القداسات وله من الأنوار وله من الإشراقات وله من البركات ما يجعل قلب الإنسان ينجلي من المعاصي، ويتطهر من الذنوب، ويعيد الإنسان كيوم ولدته أمه.

د.زغلول النجار

> عن الجزيرة نت بتصرف

(برنامج بلا حدود ، إعداد وتقديم : ذ. أحمد منصور)

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>