كشفت الوكالة اليهودية في مسح لها أجرته بالتعاون مع وزارة الداخلية الإسرائيلية ومكتب الإحصاء المركزي أن 15 ألف يهودي يغادرون إسرائيل كل عام دون رجعة.
وفي المقابل قالت الوكالة إن عدد الوافدين إلى إسرائيل كل عام يقدر بحوالي 20 ألف يهودي, 33% منهم يهود حسب الشريعة اليهودية فيما يعتبر 67% منهم غير يهود حيث أن من ولد من أم غير يهودية لا يعد يهوديا.
وينتاب المجلس الصهيوني والوكالة اليهودية قلق بالغ من التراجع الديموغرافي الذي وصل مستوى لم تشهده إسرائيل منذ 29 عاما في ظل تنامي الصراع بين العرب واليهود.
كما تشير الإحصاءات الإسرائيلية الرسمية إلى أنه في عام 2002 كان عدد الوافدين من غير اليهود 51% من إجمالي الوافدين، 11% منهم يقولون إنهم مسيحيون رغم أن 50% منهم يخدمون في الجيش الإسرائيلي.
وفي تصريح للجزيرة نت اعتبر المؤرخ اليهودي البروفوسور دان ميغوبيتش هذا التراجع ناقوس خطرعلى إسرائيل.
وأضاف مؤلف كتاب الهجرة والاستيعاب في إسرائيل أن الصراع القائم في الشرق الأوسط هو صراع أجيال لكنه صراع ديموغرافي واضح المعالم, صراع بين الكم والكيف بين 400 مليون عربي في الشرق الأوسط وخمسة ملايين ونصف يهودي.
وأرجع ميغوبيتش أسباب الهجرة الإسرائيلية العكسية إلى اندلاع الانتفاضة الثانية وتطورها إلى انتفاضة سلاح وحرب استنزاف بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل تنامي الفقر وتراجع الاقتصاد وانتشار البطالة.
لكن الكاتب الصحفي آفي شوحط أرجع أسباب الهجرة العكسية إلى تعقيدات قانون العودة الذي يفصل من يريد فيجعله غير يهودي.
ويضيف شوحط في تصريح للجزيرة نت أن مصير الآلاف من اليهود مرتبط بمصادقة الحاخامية الإسرائيلية.
تجدر الإشارة إلى أن عدد اليهود الذين وصلوا إلى إسرائيل منذ عام 1990 يقارب 100 ألف يهودي غادرها منهم 70543مهاجرا, وقد وصل 3790 يهوديا من كندا عام 2002 ثم غادر إسرائيل 30% منهم.
وتقول مصادر الوكالة اليهودية إن يهود دول الاتحاد السوفياتي السابق يفضلون الهجرة إلى الولايات المتحدة وألمانيا على إسرائيل، إذ بلغ عدد الوافدين منهم إلى إسرائيل خلال 25 عاما 700 ألف يهودي.
وحسب الإحصاءات الرسمية أيضا فقد هاجر من إسرائيل إلى ألمانيا عام 2003 حوالي 19 ألف يهودي ممن قدموا من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق وهو ما يشير إلى أن الزيادة في عدد المهاجرين مقارنة بعام 2002 ارتفع بحوالي سبعة آلاف مهاجر.