عدد المعوقين في فلسطين بلغ حوالي 109035 معوقا قتل الاحتلال منهم 56 معاقا
يوافق ، الثالث من ديسمبر، مناسبة الذكرى السنوية لليوم العالمي للمعاق، والذي كرسه المجتمع الدولي يوماً لتأكيد ضرورة احترام وتعزيز وحماية حقوق المعوقين في كافة أنحاء المعمورة. وهي الحقوق المستندة على المبادئ العامة لحقوق الإنسان، بما فيها الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، والتي تكرس تحقيق المساواة التامة بين جميع أفراد البشر، دونما أي نوع من التمييز القائم على أساس الجنس أو العرق أو اللون أو الأصل الاجتماعي أو أي شكل آخر من أشكال التمييز.
وقد وصلت نسبة المعاقين في المجتمع الفلسطيني 3% نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة علي الشعب الفلسطيني مند نصف قرن، هذا إضافة إلى العوامل الوراثية.
وأعرب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، عن قلقه الشديد جراء تصاعد حجم المعاناة الخاصة التي يعيشها المعاقون الفلسطينيون في مدن وقرى ومخيمات الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة على صعيد تزايد حجم الانتهاكات الجسيمة لقواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، والتي تنفذها قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي ضد السكان الفلسطينيين المدنيين وممتلكاتهم بشكل عام، خاصة مع دخول انتفاضة الأقصى عامها الرابع. فقد أدت تلك الجرائم ضد الفلسطينيين إلى مزيد من الضحايا المدنيين الذين سقطوا بسبب استهدافهم أو استخدام قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي القوة المفرطة دونما اعتبار لأهمية الحق في الحياة والحفاظ على أرواح المدنيين الأبرياء الذين لم يشكلوا أي نوع من الخطر الحقيقي على حياة جنود قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي.
إن هذه الجرائم لم تكن بمنأى عن الأشخاص المعاقين من الفلسطينيين، إذ تعرضوا شأن بقية السكان الفلسطينيين المدنيين الآخرين إلى الانتهاكات الجسيمة وجرائم الحرب على أيدي قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي. ووفقاً لتوثيق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فقد سقط 56 شهيداً من المعاقين الفلسطينيين، بينهم 9 أطفال و 3 نساء، وذلك منذ بداية الانتفاضة في التاسع والعشرين من أيلول/ سبتمبر 2000 وحتى 30/11/2003. ومن بين الشهداء المعاقين 17 شهيداً كانوا يعانون من إعاقة عقلية، 10 شهداء كانوا يعانون من إعاقة حركية، 10 شهداء كانوا يعانون من إعاقة سمعية، 7 شهداء كانوا يعانون من إعاقة مزدوجة، 11 شهيداً كانوا يعانون من إعاقة نفسية، وشهيد كان يعاني من إعاقة بصرية. وقد سقط ثلاثة شهداء معاقين ضحية اغتيالهم خارج نطاق القانون على أيدي قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي. إن سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء بين صفوف المعاقين الفلسطينيين يؤكد أن قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي لم تكن تبذل أي جهد لتجنب إيقاع مزيد من الضحايا بين صفوف المدنيين الفلسطينيين عموماً والمعاقين منهم على وجه الخصوص. أي ممن كانوا في أمس الحاجة للمساعدة الإنسانية وتوفير الخدمات الطبية المناسبة لحالاتهم المختلفة. وقد أصيب خلال انتفاضة الأقصى ما يزيد على خمسين شخصاً من المعاقين بالأسلحة النارية المختلفة التي تستخدمها قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي.
وإضافة لذلك فقد تعرض المعاقون الفلسطينيون للاعتقال على أيدي قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي، وقاسوا أصنافاً شتى من المعاملة والعقوبة القاسية والحاطّة بالكرامة الإنسانية وأشكالاً مختلفة من التعذيب. وقد جرى ذلك عبر احتجاز المئات منهم ولعدة ساعات على الحواجز العسكرية التي عزلت بها تلك القوات المدن والقرى الفلسطينية عن بعضها البعض.
ووفقاً لتحقيقات المركز الفلسطيني وتوثيقه، لم تكتف قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي بهذه الممارسات، وإنما تجاوزتها إلى أبعد من ذلك، حيث ألحقت أضراراً مادية كبيرة في المؤسسات التي تقدم خدمات للمعاقين، جراء قصف تلك القوات لمؤسسات أمنية تقع بالقرب من هذه المؤسسات، وهو ما ألحق أضراراً فادحة فيها. وتنتهك قوات الاحتلال في ذلك حق المعوقين في الرعاية والتأهيل والتعليم.
وأوضحت انتصار الوزير (أم جهاد) وزيرة الشؤون الاجتماعية الفلسطينية أن عدد المعوقين في فلسطين بلغ حوالي 109035 معوقا منهم 69145 معوقا من محافظات غزة مشيرة إلى ان نسبة المعوقين في المجتمع الفلسطيني وصلت إلى 3% من أعلى النسب في العالم نتيجة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ممارسات واعتداءات صهيونية منذ نصف قرن إضافة إلى العوامل الوراثية وسوء التغذية وحوادث الطرق. وذكرت أم جهاد ان أكثر من نصف المعوقين المسجلين لدى وزارتها بشكل رسمي هم من جرحى الانتفاضة. وحول المساعدات التي تقدمها وزارة الشؤون الاجتماعية بينت أم جهاد أنه يتم إعطاء المصاب من الانتفاضة مبلغا قدره 300 دولار لمرة واحدة فور حدوث الإصابة، كما يصرف للمعاق الأعزب مبلغ حوالي 120 دولارا شهريا والمتزوج 200 دولار شهريا، بالإضافة إلى 11 دولار لكل طفل من أطفال أسرة المصاب إذا كان لديه أبناء، إضافة إلى صرف بطاقة تأمين صحي وصرف مواد تموينية مختلفة من كل شهر. ومن جانبه قال سمير أبو جياب مدير جمعية المعاقين حركيا ان نسبة معاقي الانتفاضة وصلت إلى 23% من عدد المعاقين حركيا الموجودين بالجمعية البالغ عددهم 6600 معاق، مشيرا إلى أن الذين أصيبوا بإعاقات دائمة معظمهم من أصحاب الإصابات المباشرة بعيارات نارية في الحبل الشوكي والرأس.