أصبحتُ أكثر تحملا للمسؤولية وشعاري {واستبقوا الخيرات}
لم تكن الأم تدري أن تصبح ابنتها عضوا في الجمعية، حين سألتها يوما :
- أماه، لماذا تتعبين نفسك من أجل الآخرين؟
أجابت الأم :
ـ لأنال الأجر والثواب من الله عز وجل.
فتشربت الطفلة العمل الاجتماعي منذ نعومة أظفارها، وآمنت بواجب التضحية من أجل الآخرين.
تلكم هي الطفلة حكمة بها، التي تعيش هموم مجتمعها وأمتها، تشع عيناها براءة وصدقا وكلها أمل في الغد المشرق… شعارها : “واستبقوا الخيرات”.
كان لنا معها هذا اللقاء بالرباط، يوم 12 أكتوبر 2004.
>> متى شرعت في العمل الاجتماعي التطوعي؟
< لقد كنت منذ صغري من المترددين على جمعية السلام للأعمال الاجتماعية ـ فرع الرباط ـ ، حيث كنت أستفيد من الأنشطة الثقافية المنظمة من طرف نادي الطفل التابع للفرع، كما كنت أساعد في بعض الأنشطة الإشعاعية للجمعية (توزيع الإفطار، كسوة العيد…).
>> ما هي الدوافع التي جعلتك تتطوعين في العمل الاجتماعي؟
< إن الأسباب التي دفعتني إلى التطوع في العمل الاجتماعي عديدة أهمها : الرغبة في التقرب إلى الله لنيل رضاه عز وجل، وذلك بالتخفيف عن إخواني الذين يعيشون حالة اجتماعية مزرية فكما قال الرسول : “من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب الآخرة”. ومما شجعني أكثر على العمل الاجتماعي جو التآخي والمودة الذي يسود العلاقات بين أعضاء الجمعية الذين يجتمعون لنفس الهدف.
>> كيف ترين العمل الاجتماعي؟
< أجد أن العمل الاجتماعي عمل نبيل، يقرب المرء من ربه ويربيه على التواضع، ويجعله يحس بقيمة النعم التي وهبها الله إياه ومعاناة إخوانه المعوزين الذي لولا مشيئة الله عز وجل لكان من بينهم.
>> المواقف التي أثرت فيك وأنت تقومين بواجبك في إطار الجمعية؟
< هناك موقف حصل لي منذ شهور قليلة لم أنسه إلى اليوم، كان ذلك حينما سألتني إحدى صديقاتي بالمؤسسسة عن سبب عملي في الجمعية رغم أني غير مجبرة على ذلك، وكانت هي عندئذ غير مقتنعة تماما بالفكرة، فأخذت أشرح لها وجهة نظري مبينة لها قيمة الثواب الذي سنحظى به من عند الله، ومدى قيمة الخدمة التي نسديها لوطننا الغالي، وما كدت أصور لها الشكل الذي أحلم أن تكون عليه بلادي من تعاون بين أفراده، وانتشار للعلم والثقافة وتحقيق التنمية المنشودة، حتى سالت عيناي دمعا وأنا كلي أمل في الغد المشرق، وقلبي يخفق بوطنية لم أعهدها من قبل، فأمْسَكَتْ يدي قائلة : صدقت، وأعاهدك أنني سأفعل كل ما بوسعي لكي أساهم في تنمية بلادي.
لقد كان موقفا عجيبا.
>> ما مدى استفادتك من العمل الجمعوي؟
< لقد استفدت والحمد لله الكثير من عملي داخل الجمعية، حيث أنني تغلبت على بعض عيوبي : كتضييع الوقت والانشغال بتفاهات العصر، كما أنني شعرت بأنني شخص فعال وإيجابي في بيئتي، مما جعلني أصبح أكثر تحملا للمسؤولية وأكثر جدية في جميع أعمالي، وجعلني أحس بحلاوة العمل مع الجماعة وروعة المحبة في الله، كما ساعدني على أن أصبح ذات هدف في الحياة.
>> أمنيتك؟
< أمنياتي كثيرة يمكن أن ألخصها فيما يلي :
ـ أن ينتشر الاسلام على أوسع نطاق في العالم بأسره
ـ أن تعود أمتنا الاسلامية لما كانت عليه من ازدهار وتقدم.
ـ أن يصبح بلدي المغرب في طليعة البلدان المتطورة.
ـ أن أنال رضا الله.
ـ أن يسود السلام والأمن العالم بأكمله.
>> ما هي نصيحتك للأطفال؟
< نصيحتي للأطفال أن يهتموا بدراستهم، لأنهم أمل البلاد ورجال الغد، وأن يبتعدوا عن كل ماهو تافه، وأن يشغلوا أنفسهم بكل ما هو مفيد كتنمية الهوايات مثلا، وأن يتقربوا من الله عز وجل بالعبادات حتى يعينهم وييسر أمورهم.
> كلمة أخيرة
< يجب أن يكون لكل منا هدف سام في الحياة، لأننا خلفاء الله عز وجل، ويجب أن نقوم بدورنا على أكمل وجه، حتى نسعد في الدنيا والآخرة، ويجب ألا نكون متشائمين وأن نتوكل على الله في كل الأمور، وأن نكون إيجابيين وفعالين أينما رحلنا وارتحلنا.