رسالة دكتوراه في الأدب الإسلامي


الرؤية الإسلامية للإنسان في شعر عمر بهاء الدين الأميري

شاعر الإنسانية المؤمنة ( 1916-1992)

تقدمت الباحثة  صفية الهيلالي عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية برسالة لنيل درجة الدكتوراه من كلية الآداب جامعة محمد الأول بوجدة عن رسالتها التي قدمتها في الشاعر السوري المغربي عمر بهاء الدين الأميري وعنوان الرسالة:” الرؤية الإسلامية للإنسان في شعر عمر بهاء الدين الأميري شاعر الإنسانية المؤمنة 1916-1992  دراسة دلالية وفنية” وقد تمت مناقشة الرسالة مساء يوم الاثنين 7/6/2004  في قاعة نداء الإسلام في مبنى الكلية وكانت لجنة المناقشة تتكون من فضيلة الدكتور عبد الرحمان حوطش رئيسا وفضيلة الدكتور حسن الامراني مشرفا وفضيلة الدكتور سعيد الغزاوي عضوا  وفضيلة الدكتور اسماعيل الاسماعيلى عضوا.

وقد جاءت الرسالة في جزء واحد وقد بذلت فيها الباحثة جهودا مثمرة ونالت على رسالتها  درجة مشرف جدا

وفى ما يلي ملخص لتقرير الباحثة عن موضوع  أطروحتها  :

لماذا الشاعر عمر الأميري

إن أهمية عملية التعايش الثقافي بين ما هو مشرقي ومغربي تفرض علينا  العناية بإبداع شاعر سوري،  لكنه عاش ربع  قرن في المغرب(1) الذي كان كبير الاعتزاز به دائم الافتخار به مقاما طيبا لا يفتر لسانه وقلمه عن اللهج به ….  يثني على ملكه وشعبه وينوه بتاريخه ومواقفه البطولية ومبادراته الإسلامية ويعرف بقضاياه الوطنية ويساند وحدته الترابية وعنها يدافع وينافح”(2) كأي مواطن مغربي.

فالشاعر عمر الأميري تفتحت قريحته بسوريا واكتمل نضجها في هذا الوطن وإبداعه وثيقة لأحداث مغربية وأخرى مشرقية وعربية وإسلامية بحكم انتماءاته المتعددة. لكن للأسف رغم كل هذه المعطيات لم يهتم حق الاهتمام  الثقافي بالشاعر في هذا البلد فلا نعثر إلا على بعض المقالات هنا وهناك وجلها كان بعد وفاته. أما على مستوى البحوث والدراسات الجامعية  العليا بالمغرب فحسب علمي المتواضع لم تنجز أية رسالة جامعية داخل أرض هذا الوطن تتمحور حول إبداع شاعر  الإنسانية المؤمنة رغم ماله من غزارة في الإنتاج  ورغم هذا الارتباط الوطيد والتعلق الشديد بوطني المغرب.

وبما أن عمر الأميري ” أحد أقطاب العمل الإسلامي”(3) اهتم بالعديد من قضايا الإسلام و المسلمين ” كان في مسلكه الثقافي منفتحا على الثقافات المختلفة فإن إبداعه يستحق أن يكون الشغل الشاغل للباحثين في الأدب الإسلامي اليوم”(4).

لماذا الرؤية الإسلامية

“إن كل أمة تستشعر الأصالة في فكرها و حياتها و نشاطها الأدبي و الثقافي تحرص على الأدب الذي يحمل شخصيتها ومثلها”(5) فلابد من الاهتمام بالأدب النابع من هويتنا و العمل على دراسته ونقده ومعالجة قضاياه و ظواهره حتى نسمو به إلى مستوى العالمية عالمية الدين الذي ينطلق منه هذا الأدب مع ضرورة التعامل بحذر مع الاتجاهات الأدبية  الأخرى آخذين منها ما يفيد و لا يرجع بمسيرتنا الثقافية إلى الوراء وبهذا نكون مرتبطين أشد الارتباط بجذورنا و هويتنا منتجين مبدعين لأدب يمثل  شخصيتنا الحضارية الإسلامية منفتحين على الآخر دون نكران للذات.

لماذا موضوع الإنسان

” إن الإبداع في الشعر أو في أي فن آخر هو ضرب من الكشف عن الحقيقة التي تتناول قضية الإنسان الكوني هذه الحقيقة التي لها وجودها الثابت  في الحياة والكون”(6) و لما كان فضاء العالم الفكري واسعا متراميا و لما كان الإسلام أكثر اتساعا في الزمان والمكان فقد اقتضى موقعنا الحاضر أن نعالج الرؤية الإسلامية للإنسان ليكون هذا الموضوع على رأس الأولويات التي يعتبر تأخير معالجتها تفريطا مذموما(7) من هذا المنطلق كان اختياري لمحور الإنسان في شعر الشاعر وهو من أهم المحاور في شعره و يستقطب أكثرها.

كانت تلكم عدة عوامل وراء اختيار هذا الموضوع فماذا عن محتوياته؟

اقتضت طبيعة الموضوع أن يتكون البحث من قسمين: قسم نظري وآخر تطبيقي:

القسم الأول ( الجانب النظري) : الرؤية الإسلامية و الرؤى الأدبية للإنسان

الفصل الأول: الرؤية الأدبية الإسلامية ( خصائص و ضرورات أدبية):

أوضح هذا الفصل القصد من الرؤية الإسلامية، و علاقتها بالحقل المعرفي الأدبي، و قبل هذا لا بد من تمهيد أسلط فيه الضوء على الجذور الأدبية، لهذا المصطلح ( الرؤية) لأنتقل إلى تحديد خصائصه في الأدب الإسلامي ، من خلال محاولة تصنيفها إلى صنفين : خصائص دلالية ، وأخرى فنية  مشيرة إلى بعض الضرورات  الأدبية ، المتعلقة بمجال الرؤية الإسلامية .

أما الفصل الثاني: الرؤى الأدبية للإنسان : المذاهب و الإسلامية : ففي مبحثه الأول  المذاهب الأدبية والرؤية للإنسان:  حاولت أن أوضح للقارئ الكريم رؤية عدة اتجاهات أدبية للإنسان منهاالاتجاه الأدبي الفرويدي ، الاتجاه الأدبي الوجودي ، الاتجاه الأدبي الواقعي.الاتجاه الأدبي الحداثي، لأصل إلى الحديث في المبحث الثاني عن الإسلامية (في الأدب) والرؤية للإنسان: وقد وقفت عند هذا الاتجاه الأدبي أكثر من غيره من الاتجاهات لأنه منطلق تحليل النص الشعري المعتمد متناولة موضوع الإنسان، من خلال ربطه بمجموعة من العلاقات الخارجية منها والداخلية، وأقصد بهذه الأخيرة  العلاقة مع الذات، أما الأولى فكانت عن علاقة الإنسان بالكون والحياة و العلاقات البشرية وبنهاية هذا المبحث أنهيت بحول الله القسم الأول النظري من هذا البحث لأنتقل إلى:

القسم الثاني( الجانب التطبيقي) الرؤية الإسلامية للإنسان في شعر عمر الأميري.

وينقسم إلى دراسة دلالية و أخرى فنية و كل واحدة منها تحتوي على عدة فصول ومباحث و يمكن القول بالنسبة للجانب الأول الدلالي من هذا القسم التطبيقي وما احتواه من فصول ومباحث أنه تسنى لي وضع الإطار العام لأغلب الموضوعات التي كان الشاعر يدير فيها إنتاجه، عبر مختلف أطوار حياته الأدبية، فقد جعلت لكل موضوع فصلا خاصا به يحتوي على عدة مباحث تم من خلالها إظهار رؤية الشاعر الإسلامية للإنسان في إطار علاقته بالروابط الأسرية، المعتقدات الدينية، المشاعر الوجدانية ثم القضايا السياسية.

أما عن الجانب الثاني من القسم التطبيقي وهو ما شكلته الدراسة الفنية فقد انقسم بدوره إلى عدة فصول ومباحث بينت فيها مستوى الانسجام والتوافق بين المبنى و المعنى في النص الشعري الأميري من خلال معالجة موضوع الرؤية الإسلامية للإنسان في شعر عمر الأميري .

فكان الفصل الأول عن الإيقاع الشعري وقد خصصت المبحث الأول منه للإيقاع الخارجي والمبحث الثاني للإيقاع الداخلي، محاولة إظهار مدى خدمة الإيقاع لرؤية الشاعر الإسلامية للإنسان ومدى تجديده أو تقليده في الجانب الإيقاعي الشعري و أيضا مدى توفقه أو إخفاقه في بعض موسيقاه الشعرية سواء الداخلية منها أو الخارجية.

أما الفصل الثاني من هذا القسم التطبيقي  فقد تمحور حول دراسة المعجم الشعري و الأسلوب وكان المبحث الأول منه يهتم بدراسة المعجم الشعري في حين كان المبحث الثاني خاصا بالأسلوب الشعري وقد أظهرت فيهما مدى خدمتهما للنص الشعري الأميري  و تعميق الرؤية الإسلامية للإنسان فيه ، أما عن مدى جودة المستوى المعجمي والأسلوبي وهبوطه فقد اختص به المبحث الثالث من هذا الفصل.

أما الروافد الثقافية وهي ما جاء الحديث عنها في الفصل الثالث  من القسم التطبيقي، فقد  أظهرت من خلالها أثر تشبع الشاعر بالثقافة الإسلامية قرآنا وحديثا و تاريخا إسلاميا…، ومدى انعكاس ذلك على رؤيته الإسلامية للإنسان في شعره وبعد الحديث عن كل هذه العناصر الفنية: الإيقاع المعجم الأسلوب و الروافد الثقافية كان لا بد من الحديث عن أحد  المكونات المهمة في النص الشعري و هي الصورة الشعرية و قد خصصت لها في ثنايا هذا البحث الفصل الرابع (الصورة الشعرية والرؤية الإسلامية للإنسان) و هو يضم ثلاثة مباحث الأول منها عن الصورة بين الواقعي و المتخيل عن الأميري أما المبحث الثاني فقد تحدثت  فيه عن تقابل الصور الشعرية الأميرية في إطار علاقتها بالرؤية الإسلامية للإنسان في شعر الشاعر وقد ختمت الحديث عن الصورة بتبيان مدى جودة مستواها الفني أو هبوطه وكان المبحث الثالث من هذا الفصل خاصا بذلك .

—————-

1- بدأ الأميري في المغرب مرحلة جديدة من عمره تطاولت لتبلغ ربع قرن من السنين كانت من أخصب أيام حياته بالجد و العطاء وهو يعد أحد الأعلام المرموقين والشخصيات البارزة  التي حظيت بالتقدير من طرف ذوي السلطة في أرض هذا الوطن فقد كان مستشارا  لجلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله  في الشؤون الدينية كما كانت له علاقات حميمية عديدة مع نخبة من رجالات العلم والثقافة  والدعوة والهيئات الدبلوماسية بحكم انتماءاته المتعددة وبحكم ممارسته و مشاركته في العديد من المجالات العلمية والسياسية و الدعوية

( ديوان إشراق عمر الأميري ص 15 بتصرف) (في مناظرة لجمعية تقارب21 بالرباط ارتباك في التنظيم وتحامل على الإسلاميين ، حسن السرات جريدة التجديد ع 693/25 يونيو 2003 بتصرف) عرفت نخبة من الشخصيات كانت لها علاقة بالشاعر رحمه الله ( المفكر المهدي بنعبود رحمه الله ، الشاعر علي الصقلي، والمستشار عباس الجراري….) للتوسع أكثر أنظر عمر الأميري حياته وشعره د خالد الحليبي ص 131

2- مع المعاصرين أسماء وآثار في الذاكرة والقلب عباس الجراري ج 1 منشورات النادي الجراري (7) الهلال العربية للطباعة و النشر  الرباط المغرب ط 1 نونبر 1995 ص 228.

3- مع المعاصرين….  د عباس الجراري ص 225

4- حوار مع الدكتور  عبد الكريم مشهداني بتصرف

5- أثر الإسلام في الشعر الحديث في سورية من ميسلون1920  إلى الجلاء 1946 محمد عادل الهاشمي مكتبة المنار الأردن  الزرقاء ط 1 1986 ص 15

6- الرؤية والفن في الشعر العربي الحديث بالمغرب ط 1 1987  المؤسسة الحديثة للنشر و التوزيع الدار البيضاء د  أحمد الطريسي اعراب ص 12

7- الأبعاد الكونية في الرؤية الإسلامية للإنسان : ذ محمد الخمسى كلمة ألقيت في ندوة “القيم الإنسانية في القران  الكريم” التي نظمتها جمعية الإمام  مالك لتحفيظ القرآن الكريم و تدريس علومه يوم 29 ماي 2004  بالقاعة الكبرى للجماعة الحضرية في سلا.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>