كشف المجلس الإسلامي للدعوة والإغاثة أن المنظمات التنصيرية العاملة في إقليم دارفور غرب السودان تحت ستار الإغاثة تقوم بتهديد منظمات الإغاثة الإسلامية وتسعى لطردها من الإقليم، مشددا على أن بقاء منظمات الإغاثة الإسلامية هناك واجب ديني لا يجوز التخلي عنه.
وخلال اجتماع حضره ممثلون لأكثر من 50 منظمة إغاثية ودعوية أعضاء في المجلس الإسلامي للدعوة والإغاثة عقد بالقاهرة السبت 28-8-2004 قال الأمين العام للمجلس كامل الشريف في كلمته: “لقد بلغ الأمر ببعض المنظمات التنصيرية العاملة بدارفور أن تقوم بتهديدنا ومحاولة طرد المنظمات الإسلامية من معسكرات النازحين، معتبرة (المنظمات التنصيرية) أنها أحق بالعمل وسط أهالي دارفور الذين ينتمون لأصول أفريقية لأنهم في الأصل لم يكونوا مسلمين”.
وشدد الشريف على أن “المنظمات الإغاثية الإسلامية ليست ضد أي عمل إنساني أو ضد وجود منظمات أخرى تعمل لصالح الإنسان في دارفور، ولكن المشكلة هي استغلال حاجة الإنسان لإفساد عقيدته”، في إشارة إلى الجهود التنصيرية التي تقوم بها بعض المنظمات الغربية في دارفور تحت ستار الإغاثة.
وأكد على أن عمل منظمات الإغاثة الإسلامية في دارفور واجب ديني لا يمكن التخلي عنه بسبب مثل هذه التهديدات.
ظهور أقلية مسيحية
وفي هذا الصدد اعتبر الدكتور عدنان بن خليل باشا -رئيس لجنة الدعوة والإغاثة بالمجلس الإسلامي للدعوة والإغاثة- ما يحدث في دارفور “محاولة لتغييب السودان عن الساحة العربية والإسلامية”، مشيراً إلى أن “دارفور التي لم يكن بها مسيحي في يوم من الأيام -إلا موظفا أو عاملا وافدا عليها- بدأت تظهر فيها أقلية مسيحية بفعل نشاط هذه المنظمات التنصيرية”.
من جانبه تحدث الدكتور حسين حسن أبو بكر رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في تشاد (أحد المنظمات الأعضاء في المجلس الإسلامي للدعوة والإغاثة) عن أوضاع لاجئي دارفور شرق تشاد، مشيراً إلى أن هناك تجاهلا تاما من المنظمات الإسلامية لأكثر من 300 ألف لاجىء من دارفور في تشاد وأن الجهة الوحيدة التي قدمت لهم إغاثة هي البنك الإسلامي للتنمية في حين استأثرت المنظمات الكنسية والتنصيرية بباقي الجهود الإغاثية.
وقال أبو بكر: “الجائع لا يسأل عن مصدر الطعام والعريان الذي لا يجد ما يقيه من المطر والبرد لن يسأل عن هوية الجهة التي تقدم له الإغاثة سواء أكانت مسلمة أو مسيحية وهو ما ينذر بمخاطر شديدة تهدد عقيدة وهوية هؤلاء اللاجئين”.
وأضاف أبو بكر: “الناس هناك يحتاجون إلى مجرد رؤية أخ مسلم يقف بجوارهم، ويكفي أن تعرفوا أنهم عندما شاهدوا طائرة إغاثة أرسلها خادم الحرمين الشريفين (الملك فهد بن عبد العزيز) قابلوها بالتهليل والتكبير والفرح أكثر من أي إغاثة قدمت لهم من جهة أخرى”.
وشدد ممثلو المنظمات الأعضاء في المجلس الإسلامي للدعوة والإغاثة في كلماتهم على أن وجود المنظمات الإغاثية الإسلامية هو الضمان الأساسي لعدم قيام منظمات تعمل لحساب الأجندات المعادية للقضايا العربية والإسلامية باستغلال الأزمة في دارفور وتوسيع نطاقها وتحويل دارفور إلى صخرة صلبة تتحطم عليها وحدة السودان وأراضيه.
وأجمعوا على أن الأهمية التي يجب أن توليها هذه المنظمات الآن والتي تتميز بها عن غيرها من المنظمات الأخرى هي لإعادة توطين اللاجئين في قراهم ودفعهم إلى مواطنهم الأصلية؛ لأنهم هناك سيعودون كمنتجين لا يحتاجون إلى مد اليد للآخرين.
وفي ختام جلسات الاجتماع صدر بيان ختامي تضمن العديد من المقترحات كان أهمها إنشاء لجنة للتنسيق بين الجمعيات الإغاثية والمؤسسات الأعضاء في المجلس تكون مهماتها تحديد الاحتياجات الإغاثية لمواطني دارفور وتسهيل نقل المواد الإغاثية إليهم.
كما حث البيان الختامي المنظمات الأعضاء في المجلس على دعم خيار عودة النازحين إلى قراهم ومناطقهم باعتبار أن ذلك هدف أساسي لإنهاء الأزمة، بجانب دعوة رجال الأعمال والمؤسسات المانحة لدعم المشروعات التنموية ودعم البنية التحتية في دارفور.
كما اقترح البيان دعوة لجنة التعليم والدعوة بالمجلس الإسلامي للدعوة والإغاثة لعقد اجتماع طارئ لتزويد دارفور بمحفظي القرآن والدعاة.
> إسلام أون لاين.نت