على هـامش إحصـاء السكـان الجديد : لـماذا نعيش ؟


لاشك أن السؤالين : “كم نعيش؟ وكيف نعيش؟” اللذين اعتمدهما الإحصاء العام للسكان والسكنى مفيدان جدا لمعرفة حاجيات بلادنا، مما يجعل التخطيط للتنمية الاقتصادية والاجتماعية محكما إذا صدقت النوايا طبعا.

لكني كنت أتمنى أن يضاف إلى السؤالين السالفين، خصوصا في إحصاء هذه السنة”2004م”، سؤال ثالث : “لماذا نعيش؟” ليعلم أعداء الإسلام أن شعبنا، بجميع فئاته العمرية وشرائحه الاجتماعية، ورغم بعض ظواهر الانحراف، شعب مسلم متشبث بدينه وقيمه لا يبغي عنهما محيدا.

ودليلي على ذلك كون معظم المنحرفين من أبناء شعبنا الحبيب، على اختلاف انحرافهم، وبما فيهم غير المحجبات مثلا، يذكرون الله في كل حين، ويخشعون عند ذكر آيات قرآنية أو أحاديث نبوية، ويسألون الله العفو والتوبة.

وسأذكر ما شاهدته يوما في إدارة أحد الأبناء المغربية، لأبين لأعداء الإسلام، من الداخل والخارج، أن نساءنا مسلمات، وإن أفلحوا في كشف عوراتهن فلن يفلحوا في مسح عقيدتهن وإيمانهن بالله العزيز الحميد :

دخلت يوما الإدارة المذكورة أعلاه لقضاء بعض الأغراض، وفي انتظار المسؤول رُفِع الأذان لصلاة العصر، فقامت سيدة محجبة من على مكتبها وأخرجت سجادا من دولاب وأدت الصلاة.

وبعد بضع دقائق، مَرّ أمامي موظفان يتحدثان عن الصلاة، فسألت أحدهما عن المسجد، فطلب مني مرافقته، ففعلت.

نزلنا المرأب، فسألني إن كنت أود الوضوء، فشكرته لكوني كنت متوضئا، فأرشدني إلى قاعة الصلاة؛ بيت صغير في ركن معوج داخل عمارة كبيرة وضخمة، هذا نصيب الإسلام من هذه الشركة.

امتلأت القاعة بالمصلين، وارتدى أحدهم قميصا وصلى بنا، ثم دخل بعدنا القاعة نفسها آخرون لنفس الغرض، فحمدت الله أن الإسلام اقتحم هذه الإدارة رغم كونها ربوية.

ولما رجعت إلى مكاني حيث أنتظر المسؤول، رأيت موظفة غير محجبة تأخذ خمارا من زميلتها وترتديه لتصلي، ثم تطلب أخرى نفس الخمار وتصلي، ثم ثالثة، فقلت سبحان الله، استطاعوا تغيير مظهرها ولم يتمكنوا من تغيير جوهرها.

فالله أكبر كبيرا رغم أنف دعاة تجرير المرأة، والله أكبر كبيرا رغم جمعيات إفساد المرأة، والله أكبر كبيرا في قلوب نساء المغرب من طنجة إلى الكويرة. وصدق الله العظيم إذ يقول : {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون}(الصف : 8).

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>