حياته العلمية
- مأمون فريز محمود جرار (دكتور)
- ولد في قرية صانور من أعمال مدينة جنين بفلسطين في 1369/1/1هـ الموافق 1949/10/23م.
- درس المراحل الثلاثة الأولى في مدارس مدينة جنين وحصل على شهادة الدراسة الثانوية العامة سنة 1967م.
- حصل على ليسانس في اللغة العربية من كلية الآداب في الجامعة الأردنية عام 1971م.
- حصل على دبلوم في التربية من الجا معة الأردنية عام 1973م.
- حصل على ماجستير في اللغة العربية من الجامعة الأردنية عام 1980م.
- حصل على الدكتوراه في منهج الأدب الإسلامي من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض بالمملكة العربية السعودية سنة 1407هـ 1987م.
حياته العملية
- عمل محاضراً ثم أستاذاً مساعداً في جامعة الملك سعود في كلية الآداب قسم اللغة العربية ثماني سنوات من عام 1982 إلى عام 1990م.
-عمل في جامعة عمان الأهلية بالمملكة الأردنية الهاشمية.
- عمل في جامعة العلوم التطبيقية منذ عم 1991م.
- عمل متفرغاً للتأليف في دار البشير للنشر والتوزيع لسنة واحدة بين عامي 1992- 1993.
- عضو في رابطة الأدب الإسلامي العالمية.
< ما هو موقفكم من الأدب الإسلامي؟ وتقييمكم لمستوى هذا الأدب خاصة المعاصر
> أنا ضد الأسئلة العامة والأحكام الكاسحة، الآن لا تستطيع أن تحكم حكما عاما على الأدب الإسلامي الذي يمتد من بنغلاديش إلى المغرب، وأن تحكم على الشعر وعلى القصة وعلى المسرحية، فليس من السهل أن تحكم.
< أعني حضور الأدب الإسلا مي، حضوره في الأدب العالمي هذا هو المقصود؟
> حضور الأدب الاسلامي يختلف من بيئة إلى بيئة، نحن نستطيع أن نقول في هذه المرحلة، قد تبثت أو رسخت فكرة الأدب الإسلامي، من خلال الإنتاج الأدبي ابتداءا بأعضاء رابطة الأدب الإسلامي العالمية وغيرهم، ومن خلال حضور الرابطة ومكاتب الرابطة والإصدارات التي تقدمها الرابطة، فهذا شيء جيد، لكن هل بلغنا المطلوب؟ وهل وصلنا إلى المستوى المطلوب؟ الواقع لا . لم؟ لأننا نطمح إلى أن يكون الأدب الاسلامي من خلال الأدباء المتميزين، له الحضور والشهود والبروز في الساحة الأدبية، بحيث يصبح هو المادة الأساسية لتداول الناس، لكن أقولها بصراحة، الفكرة الطيبة قد لا تنتج أدبا رائعا أو راقيا. الفكرة الطيبة، شأنها شأن المواد التي تحتاج إلى ماهر، المواد الخام لا تنتج المادة المطلوبة إذا لم تكن هناك خبرة، ومشكلتناـ وهذه كتبتها قبل فترة في مجلة الشقائق عن الأدب الإسلامي والاحتراف، أن أكثر أدبائنا الإسلاميين هواة وليسوا محترفين. الأديب المحترف يعطي الفن الأدبي حقه، من حيث تنمية التجربة، ومتابعة التجربة، ومن حيث اكتساب الخبرات من الآخرين بالإضافة إلى الخبرة الذاتية، أما الهاوي، فإنه يكتب الشعر عبر الخاطرة ويكتب القصة عبر الخاطرة. وأعني بالاحتراف بأن تصبح هوية الشخص أدبية، إذا قيل فلان يقال شاعرا، وإذا قيل فلان يقال قصاص، أي أن يكون متخصصا، فإذا قلنا المتنبي وأردنا أن نصدر له بطاقة هوية فسنكتب شاعر، لكن مَن مِن شعراء الاسلام في العصر الحديث إذا أردت أن تكتب في هويته أو بطاقة تعريفه مهنته يصلح أن يقال شاعر أو قاص أو كذا، نجيب الكيلاني يقال قصاص أو روائي.
< لكن له شعر ومسرح ونقد.
> نعم لكنه دون ذلك، الهوية الأساسية له أنه قصاص روائي، عمر بهاء الدين الأميري شاعر وإن كانت له دراسات، عبد الرحمان العشماوي شاعر وإن كانت له دراسات أيضا، قليلون هم أولئك الذين بلغوا هذا المستوى المطلوب الذي ينبغي أن يكون من الاحتراف، والاحتراف يعني امتلاك الموهبة وامتلاك التجربة والاستفادة من خبرات الآخرين، ووضع مخطط للرقي بالفن الذي يعمل به الإنسان أو يختص به حتى يصل إلى المستوى المطلوب.
فبشكل عام ـ ألخص الفكرة التي تسأل عنها ـ ليس من السهل أن نحكم على الأدب الإسلامي حكما عاما وأيضا الأدب الإسلامي أقول بخير، ولكنْ أمامنا مشوار طويل يحتاج إلى الجهد ويحتاج إلى إثبات الوجود، وربما يكون هناك أديب أو ناقد يكون له من الحضور ما يروج للفكرة أكثر من عدد كبير من الشعراء والأدباء من ذوي الانتاج العادي وليس المتميز.
< التعريف الذي تبنته الرابطة للأدب الإسلامي هو : الأدب المعبر عن التصور الإسلامي للكون والحياة والانسان، هل هو تعريف دقيق؟ أم هو تعريف القصد منه الخروج من متاهة التحديد الدقيق للتعريف، نحو رحابة الاتفاق والابتعاد عن الاختلافات الضيقة إلى آخره؟ تتبعي لمجموعة من المقالات، أبانت لي أن هناك مجموعة من التعاريف فضفاضة جدا لا يمكن أن تجمع إلا في هذا التعريف الذيتبنته الرابطة. هل الحكمة من تبني هذا التعريف هو هذا؟ أم أنهم قصدوا التحديد ولكن أخطأوا فيه.
> أثرت العامل التوفيقي من جانب، لكن هذا ما اتفق عليه العاملون في الرابطة. لكن لو أردنا أن نبحث عن الأدب الاسلامي في تعريف، لقلنا هو أدب إسلام، لا بد أن نتوفر فيه شروط الأدب، وشروط الإسلام، باختصار، فهو أدب رؤية، ولا يسمى أدبا إلا إذا توفرت فيه شروط الأدب، ولذلك كثير مما يسمى أدبا هو أقرب إلى النثر أو إلى الكلام العادي وليس إلى الكلام الفني. ولذلك ربما يكون الكثير مما يسمى بالأدب الإسلامي هو خارج نطاق الأدب، هو كلام طيب وكلام جيد، ولكن كما قيل قديما هو شعر الفقهاء هو كلام طيب ولكنه في المستوى الفني دون ما هو مطلوب، فالتعريف لا بأس من أن تبذل فيه جهود في المراجعة، ومحاولة إبداء بعض الآراء في هذا التعريف والتعديل، ليس قرءانا، ليس شيئا منزلا، وإنما يمكن أن يتم فيه الاختلاف والتعديل عليه، حتى نصل إلى رؤية أقرب إلى الحقيقة.
< بالنسبة للرابطة، عندما تبنت هذا التعريف، ألا يدل هذا على أنها تبنته تجنبا للتحديد الدقيق من أجل فتح آفاق أكبر من أجل استيعاب أكبر لأنواع الابداع؟
> لا أظن أن هذا الأمر كان واردا، هذا التعريف كان بعد النظر في تعريفات سابقة، وأظن أن صاحب هذا التعريف هو الدكتور عبد الرحمان رأفت الباشا رحمة الله عليه، والذي صاغ هذا التعريف، وكان يدرس مادة الأدب الإسلامي في جامعة الإمام وله كتاب في الأدب الاسلامي، وتبنى هذا التعريف، ويبدو أن الرابطة ارتضته، وهو كان في وقت ما نائب رئيس الرابطة، ومن المنظرين لفكرة الأدب الإسلامي، فارتضاء هذا التعريف أمر طبيعي، فلا نريد أن نقف طويلا عند هذا التعريف الذي ارتضته الرابطة هل يمكن أن يعدل؟ إذا جاءت الصيغة أكثر دقة، وأكثر وضوحا، وأكثر بيانا، يمكن أن يعرض الأمر ويعدل.
< بالنسبة لحضور الأدب الإسلامي انطلاقا من تجربتك. أين يسجل هذا الحضور بشكل أكبر، في السرد أم في المسرح أم في الشعر أم في النقد؟
> هو في الغالب في الشعر، الشعر في تصوري هو أكثر حضورا، وربما يليه الرواية والقصة والمسرح قليل، إلا إذا استثنينا مسرح علي أحمد با كثير على سبيل المثال، وإن كان هذا يعتبر تاريخا. لكن الآن في الوضع الحالي، لو أنك نظرت في أدباء المغرب. كم تجد بينهم مما يكتب في المسرح، وكذلك في الدول الأخرى، ولذلك المسرح أقل، ربما تضيف إلى ذلك أدب الرحلات، أو السير الذاتية أو كذا، لكن الفن الأول هو الشعر، هو الذي ما زال حاضرا وإن كنت أنا أرى من الضروري ومن المهم جدا الحضور في ميدان القصة ومجال الشعر، ومجال القصة والرواية وأدب الأطفال بشكل واضح.
< ماذا يمكنكم أن تقولوا لنا عن حضور الأدب الإسلامي على المستوى الفلسيطيني؟
> الواقع أن الأدب الإسلامي في الساحة الفلسطينية له وجود كبير، وإن كانت هناك محاولة للتعتيم، لكن هذا الأدب له حضور، وأذكر في سنة 1981 عندما صدر ديوان “قصائد الفجر الآتي” ذهبت لإجازة هذا الديوان، أرسل لي الناشر بعض النسخ، فكان الرقيب الاعلامي سودانيا، فتعجب عندما تصفح الديوان، وقال هل هناك إسلامي في فلسطين والشعر الفلسطيني، في ذلك الوقت كان عدد شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث الذين وردت أسماؤهم، تقريبا عشرة أو تسعة، كان أحمد فرح عقيلان، الدكتور عدنان النحوي، محمود مفلح، كمال رشيد، مجموعة من الشعراء، لهم حضور، لكن مشكلتنا أن مجموعة من الشعراء تأخروا في إصدار دواوينهم، أحمد فرح عقيلان يكتب الشعر منذ الأربعينات، وعدنان النحوي كذلك، فتأخروا كثيرا، ربما في السبعينات أو الثمانينات أصدروا دواوينهم، هذا لم يجعل شعرهم بين أيدي الدارسين، ولذلك هناك نوع من التقصير الإسلامي في هذا الجانب، بالإضافة إلى ذلك هناك نوع منالتعتيم المزدوج أو المشترك يؤدي إلى غياب الأدب الإسلامي، لكن أنا أصدرت كتابا فيما سبق “الاتجاه الإسلامي والشعر الفلسطيني الحديث” وجاء أحد الزملاء، الدكتور محمد اشحاتة تيم، وهو الآن في الجامعة الإسلامية بغزة ـ على ما أذكر ـ أعد رسالة دكتوراه على الاتجاه الإسلامي في الشعر الفلسطيني، وأخذ فترة طويلة، أظن من نهاية القرن 19 حتى عام 1967، وإن كانت حصلت بيني وبينه اتصالات في مرحلة إعداد الرسالة، وبعد إنجازها مع الأسف لم أستطع أن أطلع عليها إلى الآن.
هناك حضور جيد للأدب الإسلامي الفلسطيني، من خلال النشاط في الساحة الفلسطينية أو الأردنية، ومن خلال نشر الدواوين بشكل جيد، قبل سنوات من السنة التي مضت أقمنا موسما ثقافيا في الأردن عن الاتجاه الإسلامي في الأدب في فلسطين والأردن، وأقمنا نوعاً من الرصد للدواوين الشعرية والقصص وغيرها، الخط البياني للدواوين الشعرية صاعد، هناكحضور جيد.
< بالنسبة لحضور فلسطين في الأدب الإسلامي، أين نسجل حضورها بشكل أكبر؟
> في الواقع هو حضور جيد وفوق الجيد، متميز، لا أظن أن هناك شاعرا إسلاميا في المشرق أو المغرب إلا ولفلسطين وللأقصى حضور في أدبه وشعره بشكل عام وفي الأدب الإسلامي بشكل خاص. وأذكر أن الأستاذ محمد منير جنباز قد أنجز بحثا في موضوع الوظيفة الإعلامية للشعر في القضية الفلسطينية، وجاء بكثير من الصور في هذا المجال وأظن إحدى الأخوات، حليمة الصويب -على ما أظن- انجزت رسالة جامعية، أيضا عن الأدب الفلسطيني، وحضور القضية الفلسطينية في الأدب. فحضور القضية الفلسطينية في الأدب حضور واضح ومتميز، وهي الهم الأول لكثير من أدباء الإسلام، خصوصا في الشعر.
< إذا شئنا أن نقارن بين حضور فلسطين في الأدب الإسلامي وحضورها في الأدب القومي و الآداب الأخرى عموما، ما هي الخلاصات التي يمكن الخروج بها؟
> لا يقل حضور فلسطين في الأدب الإسلامي، عنه في الأدب القومي أو الوطني. قد تسألون سؤالا لماذا هذه الشهرة الواضحة لمحمود درويش؟ السبب أنه ناطق رسمي باسم المعاناة الفلسطينية.
< باسم اتجاه معين
> لا، لا، ليس هذا هو السبب، ليس دائما الاتجاه هناك، وهو، حتى الآن في كثير من قصائده تحس أنها تلامس وتر الانسان الفلسطيني المسترد المغترب.
< مع مراعاة الحدود، حدود الرؤية وحدود…….
> نعم، نعم، في الستينات والسبعينات كان ماركسي الاتجاه بشكل واضح، لكن الآن، نجد هذا الصدى عند الناس قد خفت، وخصوصا عندما غنى له مارسيل خليفة كثيرا من أشعاره. لا يتحدث عن يسار أو فكر اشتراكي أو غيره، يتحدث عن قضية، وتجد صدى في نفس اللاجئ الفلسطيني. والمعذب في الداخل وفي الخارج. حقيقة نحتاج إلى الشعر الإسلامي الذي يتمثل هذا الدور، والذي يصبح ناطقا باسم الناس، والذي يصبح لما يقوله صدى في نفوس الناس كما نجد عندمحمود درويش أو سميح القاسم أو غيره.
< بالنسبة لحضور القضية الفلسطينية في الأدب بصفة عامة، أيهما يمكن أن يؤثر بشكل أكبر حضور القضية الفلسطينية في الأدب الإسلامي، أم حضورها في الآداب الأخرى؟.
> قد يكون من الصعب الحديث عن هذا الجانب، وإن كنت أرى أن تأثير الأدب في زماننا قد تراجع، وربما الآن نحافظ على تأثير الأدب من خلال جانب آخر. القصيدة إذا أنشدت أصبحت مؤثرة، لكونها نشيدا وكونها قصيدة، القصيدة عندما تسجل على شريط تصبح ديوانا صوتيا، أيضا تصبح مؤثرة، إذن لا بد من هذا. فالشعر نفسه فقد الوظيفة التحريضية، فقد الوظيفة الريادية في حياة الناس. ونابت عنه بشكل أساسي الإذاعة والتلفزيون، ووسائل الإعلام المختلفة, لكن يمكن أن يعود للشعر تأثيره عبر الوسيلة الأخرى، وسيلة الصوت، من خلال الديوان الصوتي أو الإنشاد.
> حاوره : الحسين زروق