إن كتاب الله لهو خير رفيق لمن يريد أن يسلك الطريق، طريق الله الموصل إلى رحمة الله، حتى لا تتفرق بك السبل يا عبد الله، فالله وحده قصدنا وغايتنا ولا شيء سوى الله، وكتاب الله تجد فيه يا مسلم دفئ القرب من حبيبك ومولاك، فهو كلامه ونوره ووحيه ورحمته للعباد، فيه الحياة مع أنبياء الله، وأولياء الله، وأحباب الله، وهو محراب الأوابين، والمقبلين على رب العالمين، فيعرجون من خلاله إلى أعلى عليين.
قال رسول الله : “الذي يقرأ القرآن وهو ما هر به مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران” متفق عليه. أي له أجر المشقة وأجر القراءة.
إنه ميدان للتنافس الحقيقي لو كنا نعلم حقيقة الأمور، يقول رسول الله : “لا حسد إلا في اثنتين رجل أتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار”. متفق عليه.
إن جوف المسلم إذا كان فارغا من إشراقة القرآن، وقراءة القرآن كان كالبيت الخرب، والبيت الخرب هو مأوى العفونات، والأوساخ، والهوام والحشرات.، قال رسول الله : “إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب”. رواه الترمذي وقال حسن صحيح.
إن المسلم يرقى بهذا القرآن في الدنيا والآخرة، ما دام من أهل القرآن قراءة وتطبيقا.
أما الرفعة في الدنيا فيقول عنها رسول الله[ : “إن الله يرفع بهذا القرآن أقواما، ويضع آخرين”. رواه مسلم.
أما في الآخرة فيقول : >يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق، ورتل كما كنت في الدنيا ترتل، فإن منزلتك عند آخر أية تقرؤها>(رواه الترمذي وقال حسن صحيح).
إنه القرآن الذي تُستَمطَرُ به رحمة الله، وعفو الله، ومغفرة الله، والسكينة من الله، كان رجل يقرأ سورة الكهف، وعنده فرس مربوط شِطنين، فتغشته سحابة، فجعلت تدنو وجعل فرسه ينفر منها، فلما أصبح أتى النبي ، فذكر له ذلك، فقال : “تلك السكينة تتنزل للقرآن” متفق عليه.
إنه الكتاب العزيز الذي لا يرضى أن يبقى عند صاحبه إذا لم يكرمه بالقراءة والاهتمام، قال رسول الله : “تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها” متفق عليه.