وأنت تعبر المدينة العتيقة في عاصمتنا الفيحاء، تشدك جمالية الفن المعماري المتناسق، وتأسرك نخوة الإعجاب بذوق أجدادنا، فتكن لهم امتنانا وتقديرا، ويلفك الدفء وقد احتضنتك الأسوار العتيقة كأم رؤوم…
يسير أمامي سياح مبهورون بهذا الفن، فأزداد فخرا واعتزازا بأجدادي وببلدي.. يهرول نحو السياح زوجان مغربيان وقد أحنت الشيخوخة ظهريهما، يتسولان، تُرمى إليهم ورقة نقدية، ينهالان على الأيدي تقبيلا، وقد تفننا في الدعاء والتملق.
يرتج جسدي، ويرتج العمران، وقد غضب الأجداد غضبا شديدا.. طأطأت رأسي حياء.. وأنا أهم بمغادرة المدينة العتيقة، وقف شاب أمام البوابة، بجلباب وطربوش مغربيين. دنا من سائح ـ ولكم أن تتصوروا ما ذا عرض عليه وكأنه يعرض سلعة رخيصة ـ أخذت بتلابيب جلابتي وجريت.. فقد عز علي أن أرى كرامة المغربي الأصيل تهدر، ودموع الأجداد تذرف، وآثارهم شاهدة على ذلك الذل والتردي.
فكيف نجعل السياحة مرآة تعكس شموخ وعزة الإنسان المغربي؟.