شؤون اجتماعية: رسالة موجهة إلى كل من يشرب الخمر

أخى، أختي

هذه رسالة موجهة إلى كل من يشرب الخمر…لن أقول لك أيها العاصي اللعين..بل أقول لك يا آخى ويا أختي إنى أحبك فعلا وأخشى عليك سوء العاقبة..لا تنجذب وراء الخداع ودعوات السوء

لقد جاء اليوم الذي ظهرت فيه في مجلاتنا إعلانات عن الخمر..منها إعلان موجه خصيصا لتحطيم المراهقين فصيغته لا تصلح للرجال: خليك راجل وجرب….. استفزاز رخيص لفورة المراهقة في عقول أبنائنا.. هل الرجولة هي شرب الخمر؟؟

ولكن صانع الإعلان يعلم أن المراهق سيجرب فقط ليثبت انه رجل قادر على التحدي وحتى تضيق الحلقات لو حاول الصغير الامتناع ظهر تيار آخر يقول : من قال أن الخمر حرام؟؟ من قال أن اجتنبوها معناها التحريم….؟ من قال؟ القرآن واضح وصريح : {إنما الخمر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه.}… قرن الله الخمر والميسر بالأصنام والأزلام أي بالشرك بالله… واجتنبوه معناه لا تقتربوا حتى من مكان تتواجد فيه هذه الأشياء….. لأنها رجس..أي نجس….

ناس تعلن عن الخمر بأسلوب استفزازي وناس تقلل من الوازع الديني فتكتمل الحلقة حول الشباب ليسقط في مستنقع شرب الخمور

حين يبايع الرسول المؤمنين يقول :” أبايعكم على ألا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تزنوا ولا تشربوا مسكرا…. فإن لم تفعلوا من ذلك شئاً ضمنت لكم الجنة”. إذن بيعة الإسلام من شروطها عدم شرب المسكرات.

هل تتصورون أن 22% من طلبة الثانوي في إحدى البلاد العربية الكبيرة يشربون الخمر…هذا قريب من ربع عدد الشباب الصغير..هذه مأساة، يقول رسول الله  : >إن على الله عهداً لمن يشرب مسكرا أن يسقيه الله من طين الخبال، قالوا : وما هو؟ قال : صديد وعرق أهل النار<.

ويقول  أيضا : >لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها وعاصرها وحاملها والمحمولة إليه<.

ويجرؤ بعد ذلك أحد على قول إنها ليست حراماً. إنها من الكبائر وما ينطبق على الخمر ينطبق على المخدرات بل المخدرات أشد…

يا أيها الشباب الذي يتصور أن البانجو شئ بسيط، إنه من المخدرات…ومن شدة حرمة المخدرات أجمع فقهاء المسلمين على إعدام بائع المخدرات.

ولو تصورتم أن أوروبا وأمريكا تشرب الخمر وهى دول متقدمة انظروا إلى ما يحدث لهم : في ألمانيا 25 مليار مارك إنفاق على علاج حالات بسبب الخمر…. 60% من حوادث الطريق بسبب الخمر 15 % من أسباب المرض هو شرب الخمر.

في أمريكا 100000حالة وفاة سنوياً بسبب الخمور…. 71 بليون دولار خسارة سنوية بسبب نقص أداء العاملين بسبب الخمر، يعانى 1/5 سكان أمريكا من سمنة مفرطة بسبب الإفراط في شرب الخمر، في انجلترا 200000 يموتون بسبب الخمور , 2 بليون جنيه استرلينى خسارة سنوية، 50% من الجرائم، ثلث حوادث السيارات 1/5 حوادث الاعتداء الجنسي على الأطفال.

وهل تظنون أن هذه الدول المتقدمة ستعاني كل هذه المعاناة وتقف مكتوفة الأيدي..أبداً لقد حاولت أمريكا تحريم الخمر تماما على ثلاث مراحل :

1- بدأ ذلك في 1918 بتهيئة الرأي العام لتقبل الفكرة

2- ثم صدر القانون فعليا وأصبح سارياً في 1920

3- ولكن الإرادة كانت أضعف من أن تقاوم، فتم إلغاء القانون في 1933وفشلوا في السيطرة على البلاء، قارنوا ذلك بما فعله الإسلام حين حرم الخمر وأيضا على ثلاث مراحل

< بدأ بآية : {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس}…هذه تهيئة ذهنية بأن الخمر شئ سئ

< ثم : {يأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون}… هذا تقليل لأوقات شرب الخمور وتحجيم للزمن المتاح

< ثم كانت الآية الأخيرة : {يا أيها الذين إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون}..

فكانت إجابة المسلمين..نعم انتهينا يا رب انتهينا…. وأصبحت المدينة وقد توحلت طرقاتها وكأن المطر قد هطل طوال الليل وذلك بسبب سكب كل الخمور الموجودة في البيوت.

هذا هو الفارق بين إرادة المسلمين وإرادة غيرهم , وهذا هو الفرق بين تناول الإسلام للقضايا وتناول غيره لها.

هل تستكثرون أن نتفوق على الغرب في الإرادة….؟؟؟؟ كان ابتعادنا عن الخمور احد ميزاتنا فلماذا نفقدها الآن؟

يا من تشرب الخمر تذكر أنك ستقف بين يدي الله وحدك يوم القيامة وتحاسب حسابا عسيرا…ستلقاه ورائحة الخمر تفوح من فمك…ستلقاه مخمورا. لن يسلم عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يضع يده في يدك سيشيح عنك بوجهه فلقد نقضت بيعة الإسلام.

أرجوك…. تب

إن يوم القيامة يمر على المؤمن مثل ركعتين خفيفتين مع أن طوله 50000 سنة…يقف الناس حفاة عراة جائعين عطشى لا يموتون بسبب ذلك فيرتاحون بل يظلون واقفين والشمس تقترب والحر يزداد والعرق والذنوب تحيط بكل واحد. منهم من يصل العرق إلي قدميه أو ركبتيه أو صرته أو ترقوته أو عينيه كل واحد حسب ذنوبه ومنهم من يغرق في عرقه وكل هذا يحدث قبل الحساب…وترى ناساً يجتمعون على حوض الرسول ماؤه ابيض من الثلج وأحلى من العسل… أما أنت فتروى من طين الخبال…

وتقف لتحاسب فتأتى نقطة الخمر في ميزانك مثل بحر كامل من السيئات فيثقل ويثقل ويثقل

والحل : توبوا….. يا شباب توبوا

إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل، إن الله ينزل إلى السماء الدنيا وقت السحر، هذا الوقت الذي تكون فيه مخمورا مع أصحابك فينادى : هل من تائب لأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من طالب حاجة فأقضيها له؟ رب العزة هو الذي يبحث عنا…توبوا يا اخوتى…والله إنى أخاف عليكم سوء العاقبة في الدنيا والآخرة

أخاف عليك ارتعاشك يوم القيامة لأنك فعلا سترتجف وترتعش من هول ما سيحدث لك…. القبر صعب على العاصي فما بالك بمرتكب الكبائر…فالخمر والمخدرات من الكبائر. وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وقد أتموا دفن واحد منهم في لحظتها , وقف يقول”استغفروا لأخيكم واطلبوا له التثبيت فإنه الآن يسأل” الآن وليس بعد سنوات أو أشهر أو حتى يومين….. إن ضمة القبر قاسية وملائكة العذاب سود الوجوه سود الثياب لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون….

خسارة…ألف خسارة يا شباب.. يتجنبك رسول الله يوم القيامة ويقول سحقا سحقا , بعدا بعدا..ويحتضن شاباً كنت تستهزئ به وتعتبره من السذج المتخلفين….شاباً لم يحتس الخمر ولم يشارككم مجالسها فاحتقرتموه واعتبرتموه غبيا متخلفا متأخرا…هو الآن يرفل في النعيم…وأنتم في منتهى الشقاء…هو الآن ينهل من كل السعادة وأنتم تعذبون شتى أنواع العذاب

عاهدوني على التوبة…

اندموا على ذلك وتوقفوا عن ممارسة الذنب وعاهدوا الله أن لن تعودوا لمثله أبدا…سيغفر لكم والله سيغفر لكم ويقبلكم ويمسح كل ما سبق….فالتوبة تجب ما قبلها

تذكروا أعداد الشباب التي تموت بسبب حادثة طريق أو جرعة زائدة

تذكر صديق أو جار أو شخص معرفة فقد حياته بسبب سكره وإدمانه..وذهب للقاء ربه وهو غير مستعد لهذا اللقاء وليست له من هناك عودة ولا يملك من حيث هو توبة ولا يوجد هناك من يرحمه وكل ما حوله يهلكه ويعذبه

تذكروا وتوبوا….أرجوكم يا أحبائى توبوا وادعوا غيركم للتوبة…أقولها محبا مخلصا.

عن :