الغرب مصدر الإرهــاب


منذ أن سيطر الغرب على العالم والإنسانية تعيش في تعاسة لانهاية لها : وكانت البداية بأن أباد المهاجرون البيض الشعوب الأصلية في أمريكا واستراليا، ومرورا بسرقة الأفارقة واستغلالهم في حقول ومصانع الأرض الجديدة، ولا يخفى كم مات منهم في الطريق بسبب تكديسهم في الصناديق كالحيوانات في البواخر ورميهم في المحيط الأطلسي، والمذابح في نيويورك والمدن الأمريكية الأخرى التي ذهب ضحيتها الآلاف من الزنوج. ولا يخفى أن نيويورك بنيت على أنقاض من الجماجم البشرية ( الأفارقة)، وصولا إلى الحربين الأوروبيتين الأولى والثانية، وكم من الملايين من البشر ذهب ضحيتها ودمار عدد من مدنهم بسبب الصراع بينهم على المستعمرات وحب السيطرة، والعقد النرجسية إلى استعمار الدول الضعيفة والسيطرة على ثرواتها، والقضاء على ثقافات الشعوب ومحاربة الدين الإسلامي خاصة وهم الذين يطبلون ويزمرون ليل نهار في إعلامهم وكتبهم باحترام حقوق الآخر في الاختلاف والحرية الديموقراطية والحرية الدينية، وعملاؤهم عندنا يدافعون عنهم بالغالي والنفيس ويدعوننا إلى تقليدهم في كل شيء إلا في أمور التقدم والتكنولوجيا لأنهم يعرفون أن أسيادهم لا يسمحون للشعوب “المتخلفة” بالتقدم، ووصولا إلى الاستعمار الجديد باسم تحرير الشعوب من الديكتاتورية وتصدير الديموقراطية إلى الدول “المتخلفة” التي تصدر الإرهاب إلى العالم الحر، الذي يقتل الآلاف من البشر من أجل مصالح مادية للطغمة الحاكمة .

ومما يؤسف له التركيز على الإرهاب الأصغر ونسيان الإرهاب الأكبر الذي هو السبب الوحيد له، وهذا كله بين لكل من له ذرة عقل وبصيرة، أن الظلم وحب السيطرة وقهر الضعيف واستغلاله، والقتل من أجل المال،من أسس البناء الفكري والنفسي للشعوب و الإنسان الغربي رغم بعض الاستثناء الذي لا يقاس عليه،ولهذا نقول لأشباه المفكرين الذين يدعوننا إلى التفريق بين الشعوب والنظم الحاكمة، وينسون أن هذه الشعوب منذ قرون تصدر لنا هذه البربرية والهمجية، ويتناسون أن الغرب ابن الأفكار الرومانية والإغريقية الوثنية التي تدعو إلى الاستغلال وقتل الأخر ماديا ومعنويا، ولهذا أضم صوتي إلى كل الأحرار في العالم وخاصة المسلمين المستهدفين أكثر بهذا الظلم، وأدعو العلماء والمفكرين ومن ورائهم الشعوب الإسلامية من طنجة إلى جاكرتا أن يقوموا قومة رجل واحد للوقوف في وجه المشروع الغربي الصهيوني الاستعماري، بداية بالعودة إلى الدين الإسلامي وتطبيقه في جميع نواحي الحياة، والقضاء على جميع الأمراض التي أصابت الأمة وعلى رأسها المرض الخطير الذي وصفه نـبي الرحـمة ألا وهو الوهن وهو حب الدنيا وكراهية الموت، ووصف علاجه في الحديث الصحيح، ودراسة مخططات الأعداء دراسة متأنية من أجل إعداد خطة استراتيجية على المدى البعيد، والعمل فيالمدى القريب على الحيلولة دون القضاء على الأمة نهائيا وإحياء روح البذل والعطاء الكامن في نفوس المسلمين والتركيز على العمل وليس على القول، في تنزيل الخطط العملية لمقاومة المشروع الاستعماري على أرض الواقع وكفانا من الشجب والتنديد والخروج إلى الشوارع، وبعد ذلك الكل يعود إلى حالته القديمة من الاستهتار والنسيان كأن شيئا لم يقع.

> رشيد المتوكل

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>