“- يا حُرَّاسَ الأغنام جورّى.. لمّا الكبيرُ فينا تلعثمْ
وصار أضحوكة الزمن وتبرَّم عن قول الحق وتَفَننْ
ورقصت له الذكرياتُ، وغدَت تمزجُ السمَّ
والعربَدْ في سَمر نقدْ.
- ياحرّاسَ الأغنام لا تثوري، فقد مات أهل الثارِ وأنتم عار العَرْبنَدْ (نسبة للعرب) لا تفعلي شيئاً، غُوري، لمّا الصغير فينا تَنَهَّدْ. وقال : “أوقِفوا النّارَ، فأنا هنا أُحْرَقُ، أكْتَوي.. ودمعي دَمٌ وأنفاسي آهاتٌ ولا أقوَى على التمرُّدْ”.
- يا حرّاس الأغنام، نامي، فقد أغوتْك الذئابْ ورَسمَتْ لَكِ في الماءِ العِكر عقرباً وقالت : هذا الوعد وهذا العَسْجَدْ.
- تَبّاً لكِ. أتسخرينَ مِنّا، وقد مات فيكِ الوَفا وتَاهَتْ عنكِ العَصَا.. فنحنُ لك العيون وأنتِ لَنَا الدُّيُون، نحنُ لك العرينُ وأنتِ لنا الضنينْ. فلا تخافي فلن يَأْكُلَكِ بُوشُ اللعينْ.
- أنتِ لُعبة الزمن، وأغنامُكِ فريستها والعيشُ في زمن الزمن، أضحوكة الزمن. فلا تخشَيْ طغيانها، فقد زاد سُباتها، ونَعِمَتْ في خوف العصا، ولن تَبْرَحَ الدِّيار الغالية. ولن تقول يوماً أن الموتَ من أجل الثأرِ كان غالباً. فويل يومئذٍ للكلاب اللاغية. وويل للأغنامِ العاتية يوم لا ينفع كلام ولا ديموقراطية، ويل للعصا ولمن عصى، ويل لمن قال لا للكلاب الضارِيَهْ”.