< سمو الأميرة سارة، نرحب بك على صفحات جريدة المحجة.
ونود التعرف على اهتماماتك الثقافية والدعوية والاجتماعية
> تخصصي فيال أساس دكتوراة في العقيدة والمذاهب المعاصرة، تقلبت في مناصب عدة في العمل الأكاديمي، أستاذة وعميدة ووكيلة للكلية ثم بعد ذلك استقلت من العمل الجامعي لأتفرغ للعمل الدعوي، أرأس مركز الأمير عبد المحسن بن جلوي للبحوث والدراسات الإسلامية، ورئاسة تحرير مجلة الشقائق، أنا عضو في العديد من المنظمات الإسلامية والهيآت العالمية، شاركت في كثير من المؤتمرات والندوات، وألقيت محاضرات في العديد من الجامعات والمراكز الثقافية، وأحاول بقدر الإمكان أن أخدم الإسلام بكل ما أستطيع.
< لو سمحت أن تعطي لنا تعريفا لمركز البحوث والدراسات الذي ترأسينه.
> هو بدأ كفكرة في ذهني، لأني رأيت أن الساحة الإسلامية تفتقد إلى المراكز الجادة التي تُعنى بفقه الواقع وإصلاح واقع المسلمين، وبعد ذلك يسر الله السبل فكان أن فتحنا المركز قبل حوالي سنتين، لكن الإعداد كان قبل ذلك بسنوات وبدأنا نشاطا صغيرا وبدأنا الآن الحمد لله نتوسع في هذا النشاط، نقيم ندوات تعالج قضايا الأمة، نقيم دورات تخصصية في العلوم الشرعية وفي التأهيل الشخصي وما إلى ذلك، نقيم أياماً دراسية، لدينا مكتبة وقاعات.
المركز يتكون من عدة طوابق، طابق علمي وفيه المكتبة وفيه الخلوات العلمية وفيه غرف للانترنيت وقاعات للمحاضرات وما إلى ذلك، ثم الطابق الإداري. نحاول أن نقوم بنشاطات إسلامية توعوية وفكرية لنعيد الشباب إلى الإسلام الصحيح وأيضا لنقدم إسهاماً حقيقياً في تصحيح واقع الأمة من خلال معايشة الواقع كما هو لا كما يتصوره البعض أو نعيش في الماضي ونسعى جاهدين إلى أن نقيم علاقات وارتباطات مع علماء الأمة ومكفريها بحيث نمارس عملاً جماعياً وليس عملا فرديا لأن العمل الفردي يبقى قاصرا وإن كان قويا.
< سمو الأميرة ما مستوى إقبال المرأة على هذا المركز أولا؟ ومدى انتفاعها بهذا المركز ثانيا؟ أي استفادتها منه؟
> قد تفاجئين إن قلت لك إن إقبال النساء على المركز أكثر بكثير من إقبال الرجال، وإلى الآن معظم الدورات التي أقمناها والأنشطة هي نسائية لأن المرأة أكثر استجابة وأكثر حماسا من الرجل ولا أعرف السر في هذا.
< هذا يجرنا للحديث عن المرأة، المرأة الخليجية، في الوقت الراهن، خصوصا أن هناك دعوات من خارج دول الخليج ـ دول أوربية وأمريكا ـ لإشراك المرأة في الحياة السياسية وتصحيح ربما حتى القوانين التي تتعلق بالمدونة، وقوانين الأسرة إلى آخره. وهناك شبهات حول هذه الدعوات كيف تتعامل معها المرأة؟ وبالتالي كيف تتعامل معها المركز بصفة رئيسية؟
> سأفرق لك بين واقع المرأة الخليجية. المرأة السعودية تختلف عن المرأة في باقي دول الخليج، باقي دول الخليج تكاد تكون استسلمت لهذه الشبهات وهذه الدعوات، ليس لديها ذلك الرصيد وتلك الحصانة الثقافية الإسلامية التي تجعلها على وعي بما يحاك وما يدار. ومن هنا نجد أنه بدأت تحدث تغييرات فعلية في أحكام الأحوال الشخصية، في طرح مدونات جديدة، في مناقشة هذه القضايا في معظم دول الخليج، ونحن نحاول أن يكون لنا دور نشيط في التوعية، بالنسبة للمملكة الوضع يختلف، المرأة السعودية أكثر وعيا وأكثر ثقافة، وأكثر حصانة دينية. وبالتالي فهي أخذت موقفا حازما من هذه الدعوات, في السابق ربما لم تكن تشعر بهذا الخطر، فبدأت المرأة السعودية تقوم بأعمال ثقافية وتوعوية وندوات وملتقيات تناقش فيها هذه القضية، ومحاولة التدخلات الخارجية فيها، أنا لا أنكر أن هناك بعض التيارات المخالفة ولكن تبقى إلى الآن ضعيفة وقليلة العدد، وهذا يبشر بأن الاتجاه الإسلامي سيبقى هو الأقوى بإذن الله تعالى لأنه أصبح عند المرأة السعودية وعي بأنها إن خسرت هذه المعركة فهي ستتحمل وزر العالم الإسلامي كله. لأنها تبقى قبلة المسلمين، فإن ضاعت قبلة المسلمين فماذا سيبقى لهم؟ لأجل هذا أقول لك إن المرأة السعودية تختلف عن المرأة في باقي دول الخليج، ونسأل الله الثبات لها.
< آمين. سموك هذا يجرنا إلى الحركة الأدبية النسائية إن صح التعبير في السعودية، خصوصا في الأدب الإسلامي، وبصفتكم ترأسون مجلة الشقائق ـ ما تقييمكم لمستوى الأدب عند المرأة؟
> لا أستطيع أن أعطي تقويما دقيقا، ولكن أقول إنه الآن بدأ يتحرك بشكل فاعل، قبل ذلك كان فيه نوع من التباطؤ، نوع من عدم المبادرة، من التهيب في خوض غماره، لكن الآن لا، وخصوصا بعد إنشاء رابطة الأديبات المسلمات حيث أصبح هناك نوع من النشاط الجماعي والحركة، وتعرفين أنه في أي عمل إن كان الإنسان بمفرده تخف العزيمة ويصاب بنوع من الإحباط وعدم الإقدام، ولكن إن كان هناك جهة ترعاه، جهة تشجعه، جهة تقيم له الندوات والمحاضرات فهذا يعين، وبالتالي فأنا أرى ولله الحمد أن الحركة الأدبية النسائية الإسلامية بدأت خطوات قد تكون بطيئة. ولكنها ثابتة. المهم أن يبدأ الطريق، متى وضعنا أقدامنا على الطريق بإذن الله تكون المسيرة موفقة.
< من خلال ترؤسكم لمجلة الشقائق ما هي معوقات المرأة في الحقل الإعلامي؟
> الإشكالية ليست في معوقات المرأة الإعلامية، الإشكالات هي أنه عندنا معوقات كثيرة، قد يكون في مقدمتها المعوق المادي، أيضا الإقبال على العمل الإسلامي، حيث يبقى ضعيفا إلى حد ما، عدم التعاون، حيث أن كثيرا من الجهات لا تتعاون مع العمل الإسلامي، أو الإعلام الإسلامي لاعتبارات كثيرة، لكن الآن ولله الحمد ـ ولا أ علم هل سمعتم بذلك أم لاـ لقد أنشئت هيأة عليا للإعلام الإسلامي، وهذه في حد ذاتها في تصوري دافع قوي لنا للعمل، وقد نظم أول ملتقى عقد بجدة شارك فيه العديد من الهيآت الإسلامية على مستوى العالم. ولله الحمد كرمنا في مجلة الشقائق أننا نقدم العمل الإسلامي الهادف الجاد، وهذا في حد ذاته أعتبره محفزا ودافعا لكل العاملين في حقل العمل الإسلامي، معناه أن هناك من يتابع، هناك من يقدر، هناك من يدعم، نحن نحتاج إلى الدعم المعنوي بخلاف الدعم المادي، والمعوقات كما تعلمين كثيرة جدا.
< أستاذة ما رأيك في الملتقى الدولي الرابع للأدب الإسلامي؟
> بكل صراحة أنا سعدت بعنوانه، نحن بحاجة حقيقية وماسة إلى أن نحدد المفهومات التي نتعامل معها، لأن الإشكالية أنه أصبحت تطرح على الساحة مصطلحات يقصد بها شيء ويراد بها أشياء أخرى فيها غموض، فيها محاولة للتفكيك، محاولة للإساءة، محاولة لاقتلاع الجذور، ونحن نستعملها، ثم تصبح جزءا من حياتنا ومن تفكيرنا، وهي وسيلة من وسائل التغيير، فعقد ملتقى بعنوان “مفاهيم وقضايا” لتحديد المفهوم وتحديد القضية، هذا في حد ذاته شيء رائع، ولكن لي ملحوظة، هذا الهم الأكبر الذي كان ينبغي أن تركز عليه جميع البحوث وجدت أنه لم يكن بارزا بالشكل المطلوب، فالبحوث والمداخلات المقدمة شرقت وغربت لكنها مالا مست الموضوع بشكل جوهري كامل، باستثناء طبعا بعض ما قدم، أنا لا أقول الجميع، ولكن كنت أتمنى لو كان التركيز أكبر لأن القضية جد مهمة، ويبقى هذا رأي شخصي.