ما تنشره الصحافة المغربية من حين لآخر عن الهجمات الشرسة على الإسلام باسم العلمانية أو النصرانية أو غيرهما من الملل والنحل ينذر بخطر جسيم وثبور وخيم، وقد قلنا مراراً وقال غيرنا أكثر منا بأن المغرب يراد به شر لا شر بعده، وسقوط لا قيام منه.. وذلك بطرق شتى وبوسائل خبيثة تترى.
لقد كان المغرب يحرص على دينه أكثر من حرصه على نفسه وأرضه وماله، فقد كان يضحي بالنفس والنفيس دفاعاً عن هذا الدين وصيانة له، لأنه سبب وجوده وسر نهوضه لأن الله اشترى منه ماله ونفسه بثمن غال ومقابل نفيس ألا وهو الجنة.. فلم تستطع الهجمات باسم الصليبية ثم باسم الاستكبار أن تنال من قوته ولا أن تحد من سطوته، فقد كان كلما ظنوا أنه خضع وخنع انبعث أقوى مما كان..
والآن يتعرض المغاربة بل المسلمون كلهم، لهجمات وحشية تحت مسميات مختلفة والهدفواحد، تلويث فطرته وتدنيس شرفه ونهب خيراته وشعارها : إن لم تستطع أن تُنَصِّرهم أو تُمَجِّسهم فاجعل منهم مسلمين سيئين، وما نشرته أخيراً جريدة الأخبار المغربية العدد 26بتاريخ 1 أبريل 2004 لأمر مفزع حقا، وانظر بعض عناوين ذلك الملف : >مغاربة يعتنقون المسيحية< >المسيحية موضة الثانويات بالدار البيضاء< >جنود المسيح< وتحدثت عن تنصير الأيتام والأطفال المتخلى عنهم، ويقال إنه تنصر قرب آزرو أكثر من ثلاثمائة طفل مغربي، في حين هناك في أوربا أو أمريكا لا يسمح للأبوين أو أحدهما أن يضرب ولده أو يزجره وإلا فرقم هاتف الشرطة على استعداد للتدخل وموجود ليزجر الفاعل من الأبوين أولا ثم يحاكم وينزع ولده أو بنته منه وقد يسجن..
ففي أي قانون دولي أو محلي يسمح بتغيير عقيدة الأطفال واستغلالهم باسم الأعمال الخيرية، لو فعل مسلم ذلك في الغرب لقام المجتمع المدني والسياسي، والإعلامي بل والحكومات وقعدوا للقضاء عليه، ومنذ سنوات قليلة مضت حوكم عراقي بأمريكا لأنه زوج ابنتيه القاصرتين دون 18 سنة رغما عنهما كما زعموا كما حوكم الزوجان في حين أن بأميركا الآلاف من القاصرات يحملن من سفاح ولا ضير في ذلك…
وانظر باقي العناوين في الملف المذكور : “رائد المنصرين المغاربة” ‘الدار البيضاء بؤرة التنصير’ ‘منصرون جواسيس” الخطة السرية (نافذة 10- 40) أي التنصير من المغرب إلى الصين، المراسلة أخطر طرق التنصير، “150منصراً من الطائفة الإنجيلية (النصرانية الصهيونية) بالمغرب”.
إن ما نشر وما ينشر قليل من كثير أما الواقع فأفظع..
إن المغرب الذي يحرص على وحدة المذهب أولى به أولا أن يحرص على وحدة الدين وإلا وجد نفسه يعيش في كوارث لاطاقة له بها، إن المغرب إذا ما ظل يغض الطرف عن انتهاك حقوقه المشروعة فسيشهد بعد عقدين أو ثلاثة من السنين أنه أصبح مثل لبنان والعراق : كثرة الطوائف والملل والنحل من “سنة” وشيعة، وبروتستان إنجليين وبروتستان معمدانيين، وكاثوليك، وأرثوذكس وبهائيين وقاديانيين، وعُبّاد الشيطان وعُبّاد النجوم وعُبّاد… كما في إسبانيا..
إن الحفاظ على وحدة المذهب هو واجب للحفاظ على وحدة المغاربة ولكن قبل ذلك يجب الحفاظ على وحدة الدين، فالشعب المغربي كله يشكو من هجمات همجية على دينه وأخلاقه ووحدته ومصدرها من هنالك حيث تطبخ المؤامرات القريبة المدى والبعيدة المرامي.
فحتى نستيقظ ونتوكل على الحي الذي لا يموت {إن تَنْصُروا الله ينْصُرْكم ويُثَبِّتَ أقدامكُم}.