كيان الإرهاب الصهيوني يغتال الشهيد الحي أحمد ياسين


فُزْتَ ورَبِّ الكعبة!!

إلى روح الشهيد أحمد ياسين :

ألف تحية

لفلسطين ولجند حماس

إسلامية

والمسجد كان النبراس

ألف تحية

للشيخ المقعد،  البطل

رمز القوة والحرية

من  أشعلها رغم الشلل

ثورة عز قرآنية.

(مما حفظناه أيام الطلب)

الناظر في القرآن الكريم وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم تتجلى له،دون عناء،عقلية ونفسية اليهود، ويلاحظ أن القرآن يعفينا ،لو كنا عاقلين، من عبث البحث في ماهية هذا الجنس البشع الذي واجه الدعوة الإسلامية منذ بداياتها الأولى،وقاومها مقاومة خفية وظاهرة، وكاد لها كيدا موصولا .لم يفتر اليهود منذ أن ظهر الإسلام في المدينة وتبين لهم أنه في طريقه إلى الهيمنة على مقاليدها وعزلهم عن القيادة آنذاك، وسد الثغرات التي كانوا ينفذون منها: الثغرات الاقتصادية والسياسية …. لقد شن اليهود معركة على الإسلام والمسلمين منذ ذلك التاريخ البعيد لم يخب أوارها حتى الآن بالوسائل نفسها والأساليب نفسها، لا يتغير إلا شكلها،أما حقيقتها فباقية ، وأما طبيعتها فواحدة.

وتأتي عملية اغتيال الشهيد الحي البطل أحمد ياسين كحلقة من حلقات الصلف والإرهاب اليهودي الذي تربص برجالات كبيرة رصعت جبين التاريخ الإسلامي القديم والحديث منذ عهد النبوة إلى يومنا هذا. لكن هيهات هيهات؟؟ فالمجاهدون الربانيون عندما يكتشفون طريق الله في جهادهم يصيرون يُخَوِّفُون الأعداء ، وعندما يتحركون من موقع يعتقد أن الله هوالذي يجب أن يرضى، وأنه لا مشكلة إذا لم ترض أمريكاو”إسرائيل”، عند ذاك يكتشفون مواقع القوة أمام كل هؤلاء”الفراعنة الجدد”. فالراحل الرمز أحمد ياسين ،رمز القوة والحرية، الذي أشعلها ثورة عز قرآنية على الرغم من الشلل، وعلى الرغم من أنه لم يبق منه إلا قلب ينبض يحب الله وفلسطين ولسانٍ سَيْفٍ يخزي اليهود الغاصبين، ويصدع برسالة الحق المبين في واقع تضخمت فيه قوة بعض الأنظمة لقمع الشعوب وتركيعها، على الرغم من ذلك استطاع هذا الشيخ المقعد أن يكتشف مواقع الضعف في خصمه عندما استطاع الثبات على موقفه وعندما أعطى الحرية لنفسه كاملة في أن يرفض ويخطط ويقاوم الضغوطات والإغراءات…إنه لم يكن،أبدا،مبهورا بخصمه ومهتزا فى موقفه حتى حينما تخلت جل الأنظمة عن دعمه ودعم شعبه في قمم تاريخية، تؤرخ للعار والهزيمة تحولت خلالها اللاءات الثلاث إلى “نعمات” لا نهاية لها.

أحمد ياسين:ياأيها الشيخ الذي رفعت هاماتنا عالية في زمن الغطرسة الصهيونية والأمريكية، وفي زمن هواننا الحضاري على الناس. علمتُ منذ كنت طالبا في بداياتي الأولى بالجامعة، وأنا أتتبع خطاك الرصينة، علمت أنك اكتشفْتَ ما اكتشفه البَدْريون والأُحُديون،اكتشفْتَ سرّ النصر، فربيْتَ عليها أجيالا تفقه السنن، وها أنت تغادرنا إلى دار البقاء ونفسك مطمئنة إلى طيب الثمر الذي غرسْتَ شجرتَهُ في الدعوة والتربية والعمل الخيري والعمل السياسي، ثمر استلذه تلاميذك في كل أنحاء العالم،فطعموا منه حتى الشبع ليكون نبراسا يهتدون بِه،بعد كتاب الله وسنة نبيه ، في عتمة الواقع وحلكته، اكتشفْتَ كل ذلك فاستطعْتَ فعل الكثير وحصلت على الكثير بإذن الله؛ أنتجت رساليين قد يسميهم العالم متطرفين أو إرهابيين أو متعصبين أو ربما مجانين؟لا يهم ، فليست المشكلة أن يسموا بأي إسم،المهم كيف سماك وسماهم الله : لأن الناس كلهم سيفقدون أسماءهم يوم القيامة ويبقى اسم واحد هو أنك وأنهم وأننا، بإذن الله، (عبد الله).

لقد عرفت، يا حبيب الصالحين أنه بمقدار ما تتأصل عبوديتك لله في روحك وفي موقفك يتأصل انتماؤك لله .فالمسألة الفلسطينية لم تُخِفْ الأعداء إلا عندما انتقلت من التحرك في ملاعب أروقة الأنشطة التقليدية التي صنعها الاستعمار والتي حرمت كلمة الله في حركة الجهاد والمقاومة، إلى رحاب الله الواسعة التي فيها تتربى المقاومة وتطهر النفوس وتشحذ الهمم الفاترة.لقد اكتشفْتَ -والشعب الفلسطيني الذي عاش تحت الاحتلال بعيدا عن المكاتب الضخمة والفخمة- أن هناك في الضفة الغربية وقطاع غزة،رمز العزة،أنه لا حامي من مصادرة الأرض والعرض والحرية إلا الإسلام، لذلك انطلقْتَ من خلال الإسلام فحولْتَ الجامعة في غزة إلى جامعة إسلامية، والساحة ساحة إسلامية وانطلقت كلمة الجهاد بعد ما ظلت مغمورة بين سيل من المفاهيم والمصطلحات ، كلمة الجهاد التي تختزن تاريخ الإسلام المناضل السامق في علياء السماء وشموخ غير مسبوق وغير ملحوق، كلمة الجهاد التي تحمل القرآن في مضمونها وتحمل محمدا  في عنوانها وتحمل كل شهداء الإسلام من بدر حتى الآن في مسيرتها، الشهداء الذين حين احتل الإسلام أعماقهم فقدوا الخوف من الموت في مواقفهم ومواقعهم، فواجهت الحجارة الدبابة والسكين البندقية والرشاش، فبورك الإسلام الذي صنع الانتفاضة وشيخها ومرشدها الذي أعطى استشهاده قوة جديدة لكل موقع ضعف في الأمة حتى تتكامل المواقع الإسلامية.

لقد وعيْت ،ياشيخنا،أن الذين يلتزمون المسألة الإسلامية والمسألة الفلسطينية لا يمكن أن يلتزموا السياسة الأمريكية التي صنعت “إسرائيل”وأعطتها كل أسباب القوة والمنعة العسكرية والسياسية والامنية والاقتصادية.

لقد فقهْتَ أنه إذا رضيت عنك أمريكا فاتَّهِم نفسك ،وإذا رضيت عنك إسرائيل فاتهم ملتك وإيمانك،لأنهم لن يرضوا عنك حتى تتبع ملتهم {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم}.

إذا حدقنا في الانتفاضة في ظل قيادتك يا سيدي فإننا نعلم أن الإرادة عندما يملكها الشعب وعندما تتعمق في وعي الأمة وفي حياتها العملية،  فإنها تستطيع أن تواجه كل أدوات القمع والتدمير ولو كان سلاحها في المواجهة هو الحجارة والسكاكين، لأن المسألة هي أن تخترق الأمةُ حاجزَ الخوف  -كما علمتنا- الذي أربك الواقع السياسي والأمني الصهيوني وأفقد الإرهابي شارون صوابه فأصبح كالثور الهائج نحو الدماء الحمراء.

ياشيخنا، لقد استطعت أن تفرض نفسك على عقلية العدو وتفكيره حتى أصبح اليهود يفكرون بقلق -ليس في حاضرهم فقط بل وفي مستقبلهم- وبات علينا أن نتعلم منك الشهادة والرجولة والإباء في هذا الواقع الذي يخدرنا ويضعفنا ويسقطنا لأن الأمة في حاجة إلى ما يلهمها حتى يتقوى بعضها ببعض،بعيدا عن لغو المفاوضات لأنه من عمل الشيطان، وعن دعوات الاستسلام لأنها من عمل الانهزاميين.

إننا أدركنا اليوم باستشهادك أننا نحتاج إلى صلابة تتحرك بحسم لمواجهة كل التمييع الذي نتحرك فيه إلى آذاننا على جميع المستويات.

لقد كنت رجل المسؤولية في الظروف الصعبة باقتدار ندر نظيره، عندما انطلقت -وحركتك- وحدك أمام العالم وتقدمت على أساس سياسة النفس الطويل والمسؤولية الفاعلة. لم تخف من الذين وقفوا أمامك وسجنوك وعذبوك ليبطلوا دعوتك ومواقفك الرافضة للتفريط في شبر واحد من أرض فلسطين الطاهرة،وليخوفوك بالقوة المسيطرة التي تحكم العالم وامتثلت لقوله تعالى : {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مومنين،إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس}(آل عمران : 139). {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}(الأنفال : 60)، وعلمت أنه علينا أن نكون القوة الكبيرة غير المعتدية التي ترهب الأعداء من موقع قوتها ليحذر الآخرون من الاعتداء على الأمة، لأننا إذا أبقينا أنفسنا ضعفاء، وإذا أوحى بعضنا إلى بعض بالضعف، وإذا استسلمنا  لهذا الضعف، وإذا لم نأخذ بأسباب القوة وما أعطاه الله لنا من عناصر القوة في الثروات المخزونة في أرضنا والثروات التي يمكن أن تتحرك في طاقتنا، وإذا لم نأخذ بذلك كله فسوف تسحقنا الأرجل وسوف نكون الأذلاء.

إن موقفك يا سيدنا ظل يستلهم من النبي  الذي كان يفكر في أن المسألة ليست أن يُرْضي قريشاً وإنما كان يفكر في أن يرضي الله عنه عندما قال رسول الله  : >إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي< وكان يفقه أن العزة لله {ولله العزة ولرسوله وللمومنين}(المؤمنون : 8). فكنت عزيزا من موقع عزة الله ورسوله والسير في خط الله ورسوله ، إنك انتصرت على الإرهاب الصهيوني لأنك كنت تراقب الله وحده، وانتصرت لأنك كنت تستمد ثقتك بنفسك وبحركتك وبرسالتك من إيمانك بالله وثقتك به.

لقد قلت يا سيدي : (سنسعى ما حيينا إلى هدفنا)، وقد وفيت بوعدك على الرغم من أنك تعلم أن بني يهود الذين لم يتورعوا عن قتل  الأنبياء لا يتوانون عن قتل من سواهم.

إن ما جرى لك يا سيدي يوجهنا إلى أنه ما تزال بقية أن نرجع إلى الله بعقولنا التي توحده وقلوبنا التي تحبه وتعشقه، وبأعضائنا التي تطيعه وبمواقفنا التي تتحرك نحوه تسعى إليه، ما تزال عندنا فرصة أن نتوب إلى الله وأن نرجع إليه وأن نعمل بما أنزل الله.

لنراجع ونضبط حساباتنا مع الله الآن،فإن من استطاع ضبط حساباته فستثبت أقدامه يوم تزل الأقدام .

رحم الله الراحل الغالي وأسكنه فسيح جنانه. اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده واغفر لناوله.

و{إنا لله وإنا إليه راجعون}

والحمد لله رب العالمين

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>