عَشَرة… حـاشاك!


كانت أنامل الشيخ المرتعشة وقد التفت حول العصا الغليظة، تعد… سبعة، ثمانية، أكثر، أقل… يحك رأسه، تطاوعه ذاكرته :

- نعم، نعم، طلقت تسع نساء حاشاك.

و(حاشاك) في عاميتنا تقال لشيء مستقذر تعافه النفس!

ويستطرد الشيخ منتشيا برجولته وقوته :

- فأما الأولى، فقد أحرقت الطعام، والثانية لم تعجب أمي، والثالثة لا إرث لها بعد أن باع أبوها أرضه، والرابعة عاقر، والخامسة ولود كالقنية و…العاشرة سوت أضلعها المعوجة هذه… ورفع عصاه… تزوجتها  وهي طفلة في عمر أصغر حفيداتي، لكنني ربيتها نعم التربية… إيه العصا، العصا هي التربية، لا أسمع صوتها وكأنها خرساء… تعمل داخل البيت وخارجه كبقرة رومية…

وسأله الرجل مقاطعا :

- كم ابنا لك؟!

وعاد الشيخ إلى أنامله يعد ويعد، لكن الذاكرة تخونه كل مرة، فيخلط بين أسماء الأبناء والأحفاد وأبناء الأحفاد… سأعدهم جيدا إذا زاروني في العيد، سأعد الذكور فقط أما الإناث فلا إرث لهن!  هل أنا أحمق لأسلم أرضي إلى أزواجهن؟

كان الشيخ قد تعب، فاستسلم للنوم.

> نبيلة عزوزي.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>