تتعرض المرأة المسلمة منذ ما يربوعلى قرن من الزمن لحملة منظمة تهدف إلى سلخ المرأة المسلمة عن دينها وعن دورها فى المجتمع عامة وفى الاسرة خاصة.وجريدة المحجة تستضيف اليوم فضيلة الدكتور فريد الانصارى,وتناقش معه قضايا ساخنة مثل المرأة والحجاب، المرأة والمسألة العلمية والدعوية ,المرأة والاسرة. فهيا بنا لنسمع ما يقوله ضيفنا الكريم في الجزء الأول من هذا الحوار :
> امرحبا بكم فى جريدة المحجة. للمرأة فى الاسم دلالة تعبيرية نفسا وصورة.كيف ذلك؟
< بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وعلى آله وصحبه الهادين المهتدين. أما بعد، فالذي يستقرىء آيات القرآن الكريم وأحاديث النبى يدرك أن كلام الوحى عندما نراه إنما كان القصد منه أساسا الحديث عن الانسان ذي الخصائص المعينة والميزات المتفردة، الحديث عن المرأة فى الكتاب والسنة كما فى الاسلام بصفة عامة لم يكن قط حديثا عن أشكال ولا عن جنس بالمعنى الخِلْقى أوبالمعنى البيولوجى كما يعبر اليوم، إنما كان حديثا عن نفس بالدرجة الأولى. فالنفس الانسانية التى جعل الله منها الذكر والأنثى هى فى الأصل خلقة واحدة {ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء…} فالأمر إذا بتقوى الله جلى وعلا والامر بعبادته كان متعلقا أساسا بعبادة الله تعالى، بذكر النعمة التى أنعم الله تعالى بها على عباده ، وأول هذه النعم نعمة الخلق، لأنه خلقهم , وبين أن طبيعة هذا الخلق راجعة إلى النفس الاولى التى خلق الله تعال، النفس الواحدة التى هى نفس آدم عليه السلام، ومنها خلق زوجها، فإذًا طبيعة الانسان من حيث هى نفس ذات نفس الرجل والمرأة لا فرق بين هذه وذاك , من حيث النفس , لكن جعل الله فى ذلك لكل جنس خصائص معينة ميزته، فكان هذا التمييز متعلقا بطبيعة الانثى حيث أن الانثى تؤدى وظيفة التكميل للرجولة , لأن الرجولة ناقصة لا تكمل إلا بالأنثى، وكذلك الانثى ناقصة لا تكمل إلا بالرجولة وبالرجل، فإذا هذه هى الصورة العامة لمسألة النفس الانسانية المتعلقة بالمرأة الانسان.
> ما دلالة الحجاب التعبيرية من الناحية السيميائية فى الاسلام؟.
< ذكرت أن الحجاب سيماء أوسيمياء وكل ذلك وارد فى لغة العرب وكذلك فى الاحاديث النبوية واضح جدا، إذن التعبير القرآني بالسيما والمقصود بالسيما وسيسماء وسيمياء كلها بمعنى واحد إنها علامة على الشىء , ولأنها لغة فالسيميائيات لغة , كل شى ء فى هذا الكون من الخلائق نصبه تعالى دلالة على معنى، كل شىء له مغزى، فحينما ينزل حكم فى كتاب الله تعالى، أويرد فى سنة النبى متعلقا بمظهر من المظاهر فى اللباس أوفى الهيئة من شعر الانسان أوشكله أومشيته أوغير ذلك التى تبدو للناس شكلية أوظاهرية، فإذا تعلق الأمر بها بشكل جدى أوبشكل حتمى أوبشكل واقع من السماء إلى الأرض فلا يمكن أن يكون إلا ذا مضمون دلالى خاص، ومن هنا كان لباس المرأة فى الاسلام دالا على معنى تعبدى خاص، أي أنه سيماء يعبر بها الله تعالى على معنى، وحينما تلتزمه المرأة فهى تعبر عن معنى، هذا المعنى يتعلق أساسا بطاعة الله سبحانه وتعالى لأن اللباس يقابله العُرْي، فحبذ الاسلام للمرأة لباسا معينا ,به تصبح لابسة وبدونه تصبح عارية ولوكانت فى عرف الناس لابسة كما فى الحديث “كاسيات عاريات” فهي كاسية عرفا لكنها عارية شرعا. فحينما يحدد الشارع الحكيم لباس المرأة فى حدود معينة , فذلك اللباس يعبر عن الانضمام تحت لواء الرحمان , والعُرْي تمرد على الخالق، لأن الشيطان كانت منه أول وسوسة لآدم وزوجه ليأكل من تلك الثمرة المعلومة {وإذ قلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة} فحينما عصيا الله جلا وعلا {فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه. وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو} هذه الزلة التى حدثت بوسوسة الشيطان؛كان الشيطان يهدف من ورائها إلى شىء وهوأن يخرج آدم من دائرة الطاعة إلى دائرة العصيان؛من العبدية الى التمرد؛ كما تمرد ابليس؛ لأن إبليس مريد لأنه تمرد على الله تعالى؛ فهذا التمرد حينما استطاع ابليس أن يغري آدم بالأكل من الثمرة وزوجه فسارا الى التمرد والعصيان {فعصى آدم ربه فغوى} هذا العصيان الدى حصل من آدم؛ فصارت علامة بارزة؛ هذه العلامة هى العري الذى حصل لآدم وحواء ليريهما سوءاتهما. فإذا حصل العري لآدم، وحصل العري لحواء فلما اكتشفا أن لباس الجنة الذي كان حريرا وكان من لباس الجنة كما ذكر فى القرآن قد سقط عنهما {جعلا يخسفان عليهما من ورق الجنة} أى يستتران؛ حينما بدت لهما سوءاتهما جعلا يستتران بورق الجنة؛ فهذه الحادثة لم تحك فى القرآن هكذا عبثا من أجل القص والحكى، أبدا؛ وإنما هى علامة فإذاً كان العري فى هذه القصة علامة. بمجرد أن حصل العري لآدم وحواء أدركا كلاهما أنهما عصيا الله تعالى. ما علامة العصيان؟. العُرَى.فإذاً صار العرى بعد ذلك سمة للتمرد على الله عز وجل؛ ولم يزل ابليس يستعمل العري سيماء فى كثير من الاشياء المذكورة فى القرآن؛ السحر الآن وعبر التاريخ يجعل العرى سيماء لانجاز أفعاله السحرية؛ لا يمكن للساحر أن يكون ساحرا حقيقيا إلا بممارسة طقوس – كما وردت بذلك الدراسات الآن- أنه لايمكن للساحر أن يمارس طقوسه إلا فى هيئة عارية باختلاط بين الذكران والإناث حينئذ يمكن أن يجتاز امتحانه فيرضى عنه الشيطان ويعطيه صك السحرية أوصفة الساحر وينجز أعماله السحرية؛ فإذاً صار العرى رمزا دالا على حالة معينة فقابله اللباس، ولذلك فرضه الله فرضا على الرجل والمرأة؛ وإنما المرأة فقط اكتسبت شهرة فى المسألة لأن شياطين الانس والجن حاولوا أن يعروا المرأة؛ وإلا فإن الرجل مفروض عليه أن يلبس. المرأة والرجل فى ذلك سواء؛ لا فرق فى ذلك من حيث الاصل والحكم. ما فرض على الرجل هوبالضبط مافرض على المرأة؛ وهوستر العورة؛ هذا يستويان فيه. الخلاف أين، هوفي تحديد العورة لا أقل ولا أكثر.أما اللباس فهومفروض على الرجل كما المرأة. أما حدود اللباس أين؟ هذه تفاصيل. وإلا فالأصل هوالاستواء بين الرجل والمرأة من حيث اللباس الذي هوسيماء الطاعة : العبد المستور هذه علامة على أنه يسير فى طاعة الله؛ الانسان العاري هذه دلالة على التمرد على الله تعالى؛ وما نحسب أشكال الموضة التى تجرى الآن فى الاسواق العالمية إنما هى نوع من أنواع التمرد على الله تعالى؛ لأنها تصر إصرارا على تعرى المرأة والرجل على حد سواء بأشكال مختلفة ؛ ولهذا تقوم ضجات كبرى حول اللباس؛ ليس لأنه أسود ولكن لأنه سيماء حضارية دالة على تميز حضارى معين، على عبدية أو تمرد على الله تعالى.
> ينتشر الحجاب فى هذه الأيام بشكل كبير؛ لكن غلبت عليه أشكال الموضة؛ والنساء فى ذلك يحاكين صحفيات الفضائيات؛ حتى أن بعض أنواع الحجاب تفتن أكثر من العري. ما الفارق بين الحجاب العارى والحجاب الساتر؟
<حقيقة هذا الاصطلاح الذى أطلقته فى الكتيب (يقصد كتاب سيماء المرأة) هومن باب السخرية لا أقل ولا أكثر والا فلا يوجد أصلا حجاب عار لانه جمع بين النقيضين؛ الحجاب حجاب؛ ما سمى حجابا الا لانه يحجب ؛ وما لا يحجب ليس بحجاب؛ حقيقة أن الاصطلاح فى القرآن كما ورد لا يدل على هذا المعنى {فاسألوهن من وراء حجاب}أى من وراء ساتر؛ من وراء ثوب أوغيره. هذا لا علاقة له بالحجاب وانما اللباس الشرعى للمرأة، الحجاب اصطلاح حادث، حدث فى العصر الحديث نظرا لظهور العرى لا أقل ولا أكثر. حقيقة حينما يتحايل على اللباس الشرعى للمرأة ليصل الى غير المقصود يفقد صفته الشرعية؛ لان الشيطان يحاول أن يعرى المرأة عريا كاملا، فان لم يستطيع فجزئيا فان لم يستطع فعريا مقاصديا، إن صح التعبير،بمعنى ما قصد شرعا باللباس فى الكتاب والسنة فى قوله تعالى {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} ما معنى يعرفن . أى يعرفن بتقواهن وورعهن، فاللباس يجب أن يكون أمارة وعلامة على الورع وعلى التقوى، بحيث لايفتن {ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن} فإذا كان هذا اللباس يظهر الزينة،ولا تحتاج المرأة اليوم أن تضرب برجلها ليتخيل الرجل من بعد ما تلبس من زينة الداخل. بل الآن مع الاسف الشديد، كثيرات ممن يسمون بالمتحجبات يظهرن هذه الزينة فى شكلية اللباس بألوانه وموضاته وغير ذلك مما يستعمل، يؤدى الى النتيجة العكسية تماما بما قصد من اللباس فى التشريع حتى صار الى عكسه وصار الى نقيضه، نقول -مع الاسف- الشيطان حينما يفشل فى تعرية المرأة حسيا فإنه يعريها معنويا، بحيث تلبس ألبسة ما هى بالساترة بل هى فاتنة، إما باللون، إما بالهيئة، وإما بالفصالة، فهذا ليس بحجاب. حقيقة، بعض الشر أهون من بعض، لكنه دون الحد الشرعى. وأخشى أن يدخل فى قوله : >كاسيات عاريات<،
> يقول تعالى فى سورة النور {والزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة} ما سر تقديم الله تعالى للمرأة فى هذا الوضع مع العلم أنه تعالى يقدم الرجل فى أغلب المواضيع.
< من الناحية النحوية معروف أن الواولا أثر لها فى الترتيب، أما من الناحية البلاغية فنعم، التقديم والتأخير له أثر، أولا فى الحكم فإنه سوى بينهما { فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة}، لكن مع ذلك هناك واشارة لطيفة وهى من اللطائف والاشارات أن المرأة لوتمنعت عن الزنا لما حدث الزنا،بحيث لا يمكن أن يقع إلا برضاها، فان وقع بإكراهها فالحكم لا يمكن أن تعتبر زانية، وإنما عندما ترضى المرأة بذلك فإنها تسهل الطريق إلى المعصية. فلوتمنعت، لوتسترت لما وصل الرجل بها الى ذلك المكروه والمحضور، والمرأة بما أنها تغوى الرجل وتفتنه، تتشكل فى لباسها وتتفنن، حتى بعض الشباب الذي سقط فى المعصية حسب ما يشتكى إلي كثير من الشباب وأحواله تدل على أنه من أهل الشر فهويريد العفاف ويريد التقوى، لكن ما هوواقع فى الشارع وفى المجتمع من العري يفتنهم فيقعون فى المعاصى مع الأسف الشديد. فواقع المرأة يسبب كثيراً من البلاء، مسؤولية فعله تقع على المرأة والرجل بعد المعصية على حد سواء، لكن تقع على المرأة قبل المعصية أكثر لأنها تتسبب .لكن لا ينبغى أن ننسى أن الرجل بما هومدبرومخطط على المستوى العالمى فهوالمسؤول الأكبر عن الزنا الحاصل فى العالم الآن، الرجل الغربى واليهودى، معروف جدا أن هذه فلسفة اليهود أي أن التجارة فى الرقيق الابيض فلسفة يهودية رأسمالية غربية.
وللحديث بقية