الخبراء العرب يطالبون بالتدرج في الفصل ، بينما الاختلاط بين الجنسين يثبت فشله في المدارس الأمريكية


> القاهرة مركز الإعلام العربي

في الوقت الذي تصر فيه بعض وزارات التربية والتعليم بالبلدان العربية والإسلامية على تطبيق نظام المدارس المختلطة في مراحل التعليم المختلفة، بدأت المدارس الأمريكية التي ابتدعت هذه الفكرة في التخلي عنها، بعد النتائج السلبية التي رصدها خبراؤها نتيجة تطبيق هذا النظام.

فقد أقدمت خمس مدارس حكومية في كاليفورنيا وسان فرنسيسكو على تجربة الفصل بين الإناث والذكور، أملاً في تحسين المستوى الدراسي.

وقالت مديرة مدرسة مازينا الأمريكية : إن هذا النظام التعليمي الجديد يقدم بديلاً للأهل القلقين إزاء تدني مستوى التعليم في المدارس الحكومية الأمريكية،و من جهتهم يعتبر الخبراء العرب المختصون في مجال الاجتماع والنفس أن اتجاه المدارس الأمريكية إلى تطبيق تجربة الفصل بين الإناث والذكور في المدارس خطوة طبيعية تهدف إلى ضبط العملية التربوية، وتتفق مع الفطرة الإنسانية والأخلاقية السليمة.

>أرفض مسألة الاختلاط في المدارس والمعاهد والجامعات لعدة اعتبارات منها ما هو ديني، ومنها ما يتعلق بمسألة التحصيل الدراسي؛ لأن المرحلة السنية (18- 22سنة) حرجة جداً، ومعروفة بأن الذكر يميل للأنثى والعكس، وهذا قد يشتت الذهن والتفكير ويقلل من عملية التحصيل الدراسي، وطالما أن هذه المجتمعات بدأت تتفهم هذه المسألة، فالأولى بنا -ونحن مجتمعات عربية مسلمة- أن نطبق مثل هذا النظام”.. بهذه الكلمات بدأ الدكتور فريح العنزي -أستاذ علم النفس بالكويت- تعليقه.

مضيفا أن المجتمعات الغربية الآن تئن تحت وطأة المشكلات الاجتماعية مثل انتشار المخدرات والخمور وممارسة الفسق والرذائل بين الطلبة والطالبات، وهذا ناتج عن الاختلاط والحرية الزائفة التي ينادون بها، الأمرالذي أسهم في تحلل حضارتهم من تعطيل النمو الاقتصادي، وكل هذا يُعد ضريبة فادحة تدفعها تلك المجتمعات لهذه الحرية المسرفة، مشيراً إلى أن الجامعات من الصعب أن تمنع الاختلاط بها، لكن هذا لا يعني عدم وجود حل، إنما الأفضل وضع خطط مستقبلية على عدة سنوات قادمة حتى يتسنى التخلص من النظام المختلط.

اتجاه موجود

متفقاً مع الرؤية السابقة يرجع الدكتور بدر الدين علي -أستاذ علم الاجتماع بجامعة لويزفيل بولاية كنتاكي الأمريكية- أسباب التجربة الأمريكية الجديدة بمنع الاختلاط، إلى أن المجتمع الأمريكي بدأ يعاني من المشكلات الاجتماعية التي بدأت تطفو على السطح من جراء ترك الحبل على الغارب، ومنح الحرية الشخصية دون قيود، وبصفة خاصة بالنسبة للطلبة والطالبات، وبالرغم من أن الاتجاه العام السائد هناك هو التحرر، إلا أنه من الملاحظ ظهور مجموعات في الآونة الأخيرة بدأت تنادي بالعودة للتقاليد والقيم الأصيلة، وعدم السماح بوجود علاقة بين الولد والبنت قبل الزواج.

ويضيف : إن اتجاه المجتمع الأمريكي لإنشاء مدارس مستقلة فيه دلالة واضحة على أن المجتمع يعاني من النتائج السلبية لهذه الموجة التحررية، ولكن لا نستطيع أن نضمن أن تمتد تلك الحركة وتتسع بشكل كبير، خاصة في الوقت الحالي، إذ أن الذين ينادون بها لا يزالون يمثلون جماعات قليلة لا يمكن أن تشكل ضغطاً كبيراً على الاتجاه السائد، كما أن غالبية الأسر في المجتمع الأمريكي تتخذ الاتجاه التحرري التحللي بدرجة تثير الخوف، ويجعل هيمنة الآباء على الأبناء محدودة للغاية!.

الحكومة هناك -كما يؤكد أستاذ علم الاجتماع بولاية كنتاكي الأمريكية- لا تتعامل مع مشكلات الشباب بطريقة سليمة، فهم حينما يفقدون الحلول المناسبة لا يفعلون شيئاً سوى تحويل المشكلة لقضية أخرى، ضارباً مثالاً على ذلك بأن مشكلة ظهور الحمل بين طالبات المدارس حولوها لمشكلة صحية وليس إلى مشكلة أخلاقية، ثم بدأوا في توزيع وسائل منع الحمل وشرح كيفية استخدامها في المدارس! منتهجين سياسة أضعف الإيمان -إن صحّ التعبير- فهم يوفرون وسائل منع الحمل حتى لا يكون هناك ضرر صحي على الطالبات!.

البداية.. التربية

أما الدكتور محمد عبد العال الشيخ أستاذ الصحة النفسية بكلية تربية القاهرة فله رؤية مختلفة، إذ يقول : إن المجتمع الغربي متشبع بثقافة مختلفة تماماً عنا، وبقيم وعادات مختلفة أيضاً؛ لذلك نجد أن الاختلاط لديهم يسبب مشكلات معينة. ونحن إذا سلّمنا بعدم الاختلاط سنجد أن الطلبة والطالبات خاج أسوار المدارس سوف يفعلون ما يحلو لهم، وهنا سنجد أن عملية الفصل لا فائدة منها؛ لأنهم إن لم يتقابلوا في المدارس فسوف يتقابلون في الجامعات، وبعد الجامعات في العمل، فالمشكلة هنا ليست في الفصل وإنما في كيفية تربيتهم منذ الصغر؛ فالأولاد عندما يختلطون في المدارس -في حدود ضوابط معينة- سوف ينشأون ولديهم إحساس قوي بالانتماء والأخوة، وتتكون لديهم منظومة قيمية وهذا هو المهم.

ويضيف : لقد ثبت أن الأولاد الذين ينشأون في بيئة منغلقة ينشأ بينهم نوع من التزمت، إضافة إلى بعض الانحرافات مثل الشذوذ،وطبقاً لنظريات النمو النفسي والاجتماعي، فإن كل جنس يميل إلى أفراد الجنس الآخر، ولابد أن يحدث هذا في إطار من الضوابط الأخلاقية والاجتماعية والدينية، والإسلام وضع لنا دستوراً رائعاً من يلتزم به ويسير عليه يتجنب كل الانحرافات الأخلاقية، أما الأسرة فعليها الدور الأكبر، وتأتي بعدها بقية مؤسسات التنشئة الاجتماعية سواء كانت المسجد، أو المدرسة أو النادي أو وسيلة الإعلام… إلخ.

المجتمع ع 1337

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>