يقولون إن المرأة نصف المجتمع، وأنا أقول إن المرأة هي المجتمع لأنهم حين يقولون المرأة نصف المجتمع يذهبون إلى التعداد الكمي، أما حينما نقول إن المرأة هي كل المجتمع، فإننا نقصد الدور الذي تؤديه المرأة على العموم داخل المجتمع، وبإعدادها وتعليمها يتم إعداد المجتمع وتعليمه
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق
ولذلك فإن تعليم المرأة يعتبر ضروريا وأساسيا للنهوض بالمجتمع، بكل المجتمع رجاله ونسائه على حد سواء
فتحية لتلك المرأة التي تعلمت وتحدت الصعاب؛ صعاب التقليد و الجمود والعادات البالية، بهدف بناء مجتمع متعلم
وتحية لتلك الفتاة الناشئة التي تتعلم وتتحدى الصعاب؛ صعاب الهدم والتغريب، وصعاب السلخ والتشويه
وتحية لتلك الفتاة المخلصة لتعليمها المخلصة لحضارتها و وطنها و مقدساتها وتراثها
وتحية لتلك الفتاة التي تحصد النتائج الأولى بعد كدها المستميت في التحصيل والتعلم
إن ما نراه اليوم هو وضع العراقيل أمام تعلم الفتاة، في عصر الدعوات إلى إنصاف المرأة وفي عصر المساواة وفي عصر الديموقراطية ، وضع العراقيل من مختلف الأشكال والأصناف
هناك عراقيل ضد الفتيات المحجبات عن اقتناع وإخلاص، عراقيل في عدة مؤسسات وخاصة بعض المؤسسات العليا ذات الاستقطاب المحدد، حيث لا يسمح للفتاة المحجبة بولوج هذه المؤسسات لأن المقابلة الشفوية مصفاة دقيقة لا تسمح لهؤلاء الفتيات باختراقها، حتى ولو كن يحملن الدرجات العليا، بل حتى تلك الدول التي تدعي العلمانية وتدعي الأخوة والمساواة و الحرية مثل فرنسا لم تسمح لهؤلاء الفتيات بالولوج إلى أية مؤسسة حكومية
هناك عراقيل ضد عامة الفتيات إما بإغرائهن بالانصراف عن الدراسة والتحصيل والدخول في متاهة الفساد واللهو، وإما باعتراض سبلهن وهن غاديات أو رائحات من مؤسساتهن التعليمية بسرقة أمتعتهن أو حليهن
وقد تتحول هذه العراقيل إلى حواجز يستحيل تجاوزها وبذلك تصبح كل الدعوات المغرضة التي تدعو إلى المساواة بين الرجل والمرأة مجرد دعوات فارغة
ورغم كل هذه العراقيل فإن الفتاة المسلمة استطاعت أن تحقق نتائج طيبة، جيدة
فالفتيات بصفة عامة أحرص من الذكور على الحضور ومتابعة الدروس في المؤسسات العليا ذات الاستقطاب المفتوح
وهن بصفة عامة يشتغلن داخل البيت وخارجه ولا يمنعهن ذلك من أن يكن القدوة في بناء الأمة داخل البيت وخارجه
تحية إذن لتلك الفتاة المتعلمة المؤمنة بربها، الملتزمة بدينها، المتشبتة بحضارتها، العاملة لمستقبل يسوده العلم والحوار