إلى الذين لا يريدون سماعها إلا من أفواه الغرب : دعوة للعفة ورفض الإباحية لتجنب الأوبئة الأخلاقية في الغرب


أثبت تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية انحسار انتشار عدوى فيروس نقص المناعة المكتسبة في إحدى المدن الإفريقية، بعد أن تكثفت نشاطات الجمعيات التي تدعو إلى العفة والاحتفاظ بالبكارة حتى الزفاف.

إضافة إلى هذا التقرير انبرى عدد من علماء النفس المرموقين الذين حاورهم أعضاء ناشطون في هذه المنظمة إلى الحديث عن مخاطر الانفلات الجنسي على البنى الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات الحديثة.

وأسبغ المنظمون السويسريون الكثير من حسن التنظيم الذي اشتهروا به لإنجاح هذا المهرجان الذي دامت وقائعه ثلاثة أيام متواصلة، تخللته احتفالات قسم أداه بعض المشاركين الجدد من كلا الجنسين، متعهدين بالحفاظ على عفتهم حتى ليلة الزواج الرسمي. فيما طغت المفاهيم العائلية والحب اللاجنسي والأواصر الاجتماعية البعيدة عن أي غرض مادي على كل النقاشات التي دارت في المهرجان.

وفي صالة “زفنخن” في قريةمجاورة يتحدث أغلب سكانها الألمانية، ينشط شاب فرنسي عمره 24 سنة في توزيع بطاقات الانتماء، والتوقيع على تعهد بالحفاظ على العذرية، يقدم إلى فتيات دعين إلى مهرجان، وجئن إليه بدافع حب الاطلاع على هذه الحركة شبه الدينية الأوروبية.

وفي قاعات أخرى انتشرت أجهزة السينما  والعروض المرئية، وأقيمت ندوات علمية، شرح فيها باحثون متخصصون مخاطر الجمع بين المعاشرين في فترة زمنية محددة، وتأثير ذلك في رحم الأنثى،و ما يمكن أن ينجم عنه من أمراض، وشرح آخر مخاطر الحمل غير الشرعي وتأثيره النفسي في الجنين ومخاطر التفكك الأسري من وجهة نظر بيولوجية بحتة.

أما مؤسس الحركة القس التكساسي ريشارد روس، فقد تحدث مطولا عن ضرورة تحول حركته إلى حركة عالمية، لوقف الهدم الاجتماعي الذي تتسبب به الاباحية. كماأوضح المصاعب الكثيرة التي تواجه الأنثى في المجتمعات الأوروبية وهي بصدد المحافظة على عذريتها، خاصة وأنه ينظر إلى مثل هذا النموذج على أنه شاذ، في حين أنه يمثل طبيعة الحياة.

أما في فرنسا ذاتها فقد اتسع نشاط جمعية تحمل اسم الجمعية الأمريكية نفسه، مترجما إلى الفرنسية، ويحاول القائمون عليها تقديم تصورات عن أفضل أسلوب حياة يمكن للمنتسبين إليها اتباعه، للابتعاد عن الغواية التي تنتشر مصائدها في كل زاوية من زوايا المجتمع.

وارتبطت الجمعيتان، الفرنسية والأمريكية، بروابط عميقة وأقامتا أواصر مع اتحادات الطلبة في الجامعات، إلى درجة أن أعداد أعضاء الجمعيتين الأمريكية والفرنسية وصلت إلى نحو المليون منتسب، موزعين على عدد كبير من البلدان الناطقة بالفرنسية والإنجليزية، ومنذ سبع سنين خلت أخذت الجمعيات الألمانية الخيط نفسه،و راحت تنسج على منواله نشاطات وجدت صداها في أوساط الشبيبة الألمانية، حيث تحرك أعضاؤها لإقناع طلاب المدارس الثانوية بالانضمام إلى جمعياتهم، وأداء قسم العذرية.

وقد برزت نتائج هذا التحرك  بوضوح في أروقة المدارس الثانوية التي كان من الصعب لسنوات قلائل مضت على فتاة أن تصرح بأنها لا تزال عذراء. أما اليوم فإن العديد منهن يجاهرن بحماسة بهذه العفة، بل يدعون لها في محاولة منهن التأكيد للآخرين أن هذه الأفكار لا تنتمي إلى عالم عتيق بل هي معنية بمعالجة مشكلات عنيفة تسود زماننا هذا.

ويؤكد شاب في العشرين من عمره أنه مصر على عدم الاقتراب من أي فتاة، حتى وإن كان الأمر لا يتجاوز قبلة عابرة، بانتظار الزواج.

ويربط أحد أساتذة علم الاجتماع بين بزوغ مثل هذه الحركات وعودة الوعي الروحي الملتزم إلى الشبيبة الأوروبية، باعتبار أن الجنس ليس إرضاء لغريزة بهيمية، بل يرتبط بأعمق المشاعر الوجودية والروحية الشاملة المرتبطة بالنشاطات الفكرية العليا للدماغ الإنساني، فالجنس لا يمكن فصله بيولوجيا واجتماعيا عن غريزة الأمومة، لذا يمكن تصنيف الحنين إلى عصر العفة الذي تمثله مثل هذه الجمعيات كإشارات على وجود تفكير جمعي، كلي يحاول التصدي لمشكلات المجتمعات الحديثة.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>