{إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين} (التوبة : 18)
أخبر تعالى أن مساجد الله لا يعمرها إلا أهل الإيمان بالله واليوم الآخر الذين آمنوا بقلوبهم وعملوا بجوارحهم وأخلصوا له الخشية دون من سواه فأثبت لهم عمارة المساجد بعد أن نفاها عن المشركين. لأن عمارة المساجد بالطاعة والعمل الصالح . والمشرك وإن عمل فعمله : {كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا} (النور : 39) {أو كرماد اشتدت به الرياح في يوم عاصف} (ابراهيم : 18) وما كان كذلك فالعدم خير منه. فلا تكون المساجد عامرة إلا بالإيمان الذي هو التوحيد مع العمل الصالح الخالص من شوائب الشرك والبدع وذلك كله داخل في مسمى الإيمان المطلق عند أهل السنة والجماعة : قوله :{ ولم يخش إلا الله} قال ابن عطية : يريد خشيةالتعظيم والعبادة والطاعة ولا محالة أن الإنسان يخشى المحاذير الدنيوية وينبغي أن يخشى في ذلك كله قضاء الله وتصريفه، وقال ابن القيم رحمه الله : الخوف عبودية القلب فلا يصلح إلا لله كالذل والإنابة والمحبة والتوكل والرجاء وغيرها من عبودية القلب (قوله) تعالى : {فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين} قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس ] : يقول : إن أولئك هم المهتدون وكل (عسى) في القرآن فهي واجبة” وفي الحديث إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان. نسأل الله السلامة والعافية.
> تزارين حمو