نفضت غبار الكسل والخمول، ووضعت نهاية لحياة المجهول رفعت قدمي وضعتها على عتبة الندم، فغبت في غابة الاستفهام، ما لهذه الوجوه يكسوها السرور وأنا لماذا تعشش في قلبي سحب كثيفة من القلق، كان واضحا أنني أبحث عن شيء ما.
بحثت وبحثت، كانت أمامي عدة طرق، وقفت ناقة سيري حائرة، سلكت طريق “طوبى للغرباء” لعلني أنتشل من براثين الجهل بنفسي.
كانت فقاعات غبار الذنوب تتطاير كلما وطئت قدمي أرض العودة والتوبة، تناثرت خيوط الزمن كورقات الخريف الذابلة، يوما بعد يوم، أزمعت على العودة وعلى عاتقي حقيبة ألم أجرها في يأس وقنوط،ولساني لا يفتر عن الآية الكريمة :{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله…}
كانت الطريق شاقة وكل ما فيها يوحي بالوحدة والغربة، كدت أستسلم لنوازع النفس الأمارة بالسوء، أيها السائر وحدك لم تركت المتاع والتمتع وسلكت طريق الزهد والتقشف؟ قلت أبعد كل هذه المسافة أستسلم كلا؟.
عقدت العزم على مواصلة السير والمسير رغم كثرة الآهات والزفرات، لم أجد أمامي إلا بقايا الرماد، قلت لعل في الرماد جذوة عصمة أصطلي بها من قر النزوات والغرائز وأستطيع التخلف عن ركب “التقدميين” حيث الكعب العالي والأجساد الكاسية العارية و … آه لقد وصلت حافة الهاوية في زمن التقدم والحداثوية، صوت الأمارة بالسوء يصرخ : لقد جرفك التيار فعد إلى رشدك، وضعت قطن الإخلاص في أذني، نداء الفطرة جاء متأخرا كصوت غريق في وحل الزمن المر الماجن.
تقدم إلى الأمام واكتشف نفسك في غابة العشق المرير، وقف مستضيئا بشموع الأمل في الوصول، كانت كلماتها تنزل بردا وسلاما على قلبي الذي نسفته الأيام نسفا، فتركته هشيما تذروه رياح العودة والأمل في الوصول.
عبد الواحد بن الطالب