هل من أحد من الناس كالمسلم رجلا للسلام ؟
لنَرَ !
أجل – يا من ينتظر الجواب – : إن المرء المسلم يردد يوميا في صلواته الخمس فقط أكثر من مئة مرة لفظ السلام في جلسات التشهد في كل مرة بين كل ركعتين اثنتين : “السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين”، وفي ختام الصلاة في كل مرة مرتين : يمنة ويسرة :” السلام عليكم ورحمة الله”، ناشراً أجنحة السلام الكبيرة الفضفاضة على المشرق والمغرب ، ليظلل كل حي ومخلوق وكائن.
ثم إنه كلما لقي مسلم أخاً أو قريباً أو صديقاً أو حتى غريباً أحياناً ، ألقى عليه تحية السلام تلاقياً ووداعاً على نهج السنة النبوية : ” السلام عليكم.
هذا ومن أقدس معاني السلام عند المسلم أنه اسم جليل من أسماء الله الحسنى كما ورد في الآيات القرآنية الكريمة .
وشئ آخر أن اسمه ” المسلم ” كلمة مصاغة تتضمن معنى السلام وتضم فيها أحرف السلام . ففيها ” حرف السين ” ، و”حرف اللام ” و”حرف الميم “.
هذا فضلا عن مجموعة من التعاليم والوصايا الإلهية ، أصدرتها الإرادةالربانية العليمة الحكيمة الرحيمة بالالتزام في كثير من المواقف والمعاهدات والمواثيق والعهود ، والنصائح بمعاني السلم والسلام والاستسلام والتسليم بعزة إيمانية وكرامة إنسانية وطاعة ربانية .
فالمسلم بحق – بلا محاباة ولا تحيز – إنسان سلام ورجل سلام وشخصية سلام وحقيقة سلام ورمز سلام ،أين منها ” حمامة السلام ” التي اتخذت زورا و دجلا من قبل بعض الأحزاب والهيآت والمنظمات والدول رمزا لرحمة السلام ونعمة السلام وبركة السلام ؟
فهل – بعد ذلك – من أحد غير المسلم من يحمل حقا وصدقا واسما ومسمى كل هذه المعاني وكل هذه الشواهد في خلقه ودينه ويومياته ؟ .
ألم اقل في بداية هذه المقالة إنه مَنْ غَيْرُ المسلم يستحق أن يمنح مدالية السلام ووشاح السلام وقلادة السلام ، وتاج السلام وصولجان السلام ، بل وعرش السلام من هذا الإنسان العظيم المصنوع تحت عين الله ورعايته ، والمجسِّد الأمثل لحقائق السلام في الأرض كلها خَلقاً وخُلقاً وعلماً وأدباً ومعاملةً و واقعاً وحقيقةً وأمثولة ؟!
وهذا هو التاريخ المنصف النظيف شاهدُ حقٍّ على حسن مواقفه وروائع إنجازاته وعجائب واقعياته وبواهر سلوكياته بين بني البشر للامتثال النموذجي بروح السلام في كل أمر من أموره وفي كل خطوة من خطواته وفي كل أفق من آفاقه .
فهو لذلك ولكل ذلك : بطل السلام في كل الأحوال ، وحتى وهو يخوض غمار الحروب والمعارك والغزوات ، ففي قرارة نفسه المطمئنة المؤمنة يجاهد حق الجهاد لإقرار السلام الحق في الأرض بكل معانيه كما يخططه الباريء الحكيم ويوجه إلى خير البشرية وسعادتها والى كرامة الإنسانية وحريتها سواء بسواء .
الأستاذ عابدين رشيد