من أوراق شاهدة – عندما يُشَيَّعُ الدين إلى القبر!!


هو تشييع دولي مؤسس ومصادق على كل مراسيمه بالقوانين والمساطر الأكثر دقة وحزما وإجرائية وبرقابة فوقية من واشنطن، لاراد لقضائها- بعد إرادة الله طبعا -، وكل من لم يحضر هذه المراسيم سيصنف في عداد المارقين  والمساندين لدراري الإرهاب. والذي يحز في القلب عميقا هو أن على الحكومات والشعوب لتفادي العصا السياسية والاقتصادية والفتن الاجتماعية المفبركة أن تسارع إلى المشي بقنوت وراء جنازة الدين باكية نائحة، ومن المستحسن أن ترافق عويلها ببعض تصريحات تنحي بالسب والشتم الأكثر تطرفا وعدوانية في “أصل وفصل ومعدن” هؤلاء الإرهابيين، حتى وإن كانت تعرف مسبقا من خلال هذا الإنبطاح أنها تنسلخ من جلدها وعنوان أمجادها وخصوصيتها .. وحتى إن كانت تعرف أنها تتنازل عن أبجديات تاريخها..، ومع ذلك فالأفضل لها أن تتنازل حتى عن جغرافيتها -وهذا هوالأهم – قربان انخراط لامشروط في مكافحة أعداء الديمقراطية..

على قافلة الأكباش إذن  أن تتخلى عن كل هذا الإرث المزعج وأن تسير في جنازة جثمانها لاباكية فقط بل وحتى ضاحكة مستبشرة للتأكيد على حسن طويتها وإيمانها الراسخ بأن الرأي مايراه الأسياد.. وأن ماوقع لها في دينها خير لها وللديمقراطية والتعايش  والحرية..مصداقا لفلسفة الكبراء الحكماء  المتباهية استكبارا وطغيانا مع قوله سبحانه وتعالى “وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم” !!..

فكيف السبيل إلى مقاومة شاملة لهذا الطوفان الذي يعصف بالدين تحت ذريعة مكافحة الإرهاب المعزول، هذا الإرهاب المفبرك في الكثير من تفاصيله  والذي لاعلاقة له بتعاليم الدين الإسلامي ورسوله الكريم الذي بعث هاديا، لا سفاحا ولا قرصانا مقنبلا للبلدان  من أجل أوساخ الدنيا الفانية..

كيف السبيل للتصدي لهذه الحملة الماغولية التي تجرف الآن كل القيم السامية في حياة الشعوب وتسعى بتعليماتها المقدسة إلى تجريد الآدميين من كل الصفات التي خلقهم بها سبحانه في أحسن تقويم،  إبتغاء ردهم أسفل سافلين..أي مجرد بهائم لايفرمل غرائزها الأشد حيوانية أي رادع، ليسهل بعد ذلك الإستعمار والإذلال؟؟..

لنتأمل قليلا في الواقعة الخطيرة الدلالة التي عرفتها الساحة الإجتماعية الألمانية في الأسبوع الماضي والتي خلقت سابقة قانونية في القضاء الألماني.. لقد وجد هذا القضاء نفسه أمام حالة إستثنائية إذ رغم النفحة الليبرالية الجامحة التي تميز القانون الأوروبي في تعامله مع ميولات الأفراد الأكثر شططا وشذوذا ، فقد وقع القضاء الألماني في حرج تشريعي كبير في هذا الجانب،كيف ذلك؟

يتعلق الأمر بالخبر الذي أوردته قناة ” أورونيوز” الفضائية حول إقدام ألماني يعمل في المعلوميات ! على إفتراس صديق له يعمل مهندسا !!! وقد تم التعارف بينهما من خلال شبكة الأنترنيت، حيث حدث المعلوماتي   ضحيتهالمهندس من خلال لعنة الأنترنيت هذه عن ميولاته الجنسية الشاذة المثلية وأيضا عن نزوعاته الكانيبالية -أي أكل اللحم البشري -، فأعرب له المهندس عن نفس الميولات فضربا موعدا التقيا بعده في بيت المعلوماتي ، وتأكيدا لمشاعره تلك إزاء مضيفه أقدم المهندس في بداية الوليمة الهمجية على أكل جهازه التناسلي الخاص، وبعد انتهاء هذا الطقس المرعب قام السيد المعلوماتي بقتل صديقه المهندس وتقطيعه إلى أجزاء صغيرة، وضعها في أكياس بلاستيكية وأدخلها للبراد ليأكلها جزءا جزءا !! والمصيبة في هذه الحكاية الغريبة الوحشية هو أن الوحش المعلوماتي  قام بوضع كاميرا لتصوير وقائع الممارسة الشاذة وكذا  تفاصيل التقطيع والإلتهام للمهندس!!..

السقوط الحضاري الغربي لم يعد إذن ضربا من أحلام اليقظة، الإسلامية الهوية، يستعيض بها المهزومون الإسلاميون عن واقع مأمول للتخلص المجاني من عدو ثقيل، بل هي الأحداث المتعاقبة في شذوذها بالساحة الغربية  وبين الفئات المتعلمة يا حسرة، مما يؤكد تواصل العد العكسي للحضارة الغربية وموت إنسانها الأكيد،  مقابل  غياب المسلمين الدعاة في ديار المسلمين طبعا  لا في ديار الغرب وغفلتهم عن مد جسر عاجل لإخواننا الغربيين الضائعين   الذين شيعوا باسم الحرية الفردانية  والديمقراطية  “الدين ” إلى مثواه الجبري الأخير فكان ماكان..وفي نفس السياق، ألا يمكن أن تصدق في شيطان الأنترنيت مقولة ” رب ضارة نافعة ”  في مد  هذه الجسور (لانتشال العبيد الغربيين من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد) من طرفكم أنتم يا مسلمين، بل يا أكسل أمة أخرجت للناس تنام على خير دين أخرج للناس ؟!..نحن  الذين يصدق فينا المثل المستهلك البليغ ” فاقد الشيئ لايعطيه ” !.. ودائما في نفس السياق، هل نحن بعيدون عن هذا المآل التراجيدي؟!!.. وماالعمل سادتي ورثة الأنبياء من العلماء والصالحين ويا كل الأنقياء ونحن ننوء بأثقال المطرقة الأمريكية الصهيونية الهوى لتسريع مسطرة دفن الدين،  أنواصل الغطيط والشخير في انتظار أكل بعضنا البعض .. وإني لأكاد أجزم أننا بدأنا طقوس التهام بعضنا البعض، وإن بصيغ أخرى ليست بأقل درامية، فالطف ياخفي الألطاف، وأنتم يا كتاب جريدة المحجة وكل من يقرأ ندائي هذا، يأيها الشرفاء هل فيكم من يجيب ندائي ويطفئ بداخلي لوعة الوحشة والسؤال سؤال النهوض  ؟؟.. ولتكن البداية كتابة، من خلال جريدة المحجة ،وذلك أضعف الإيمان.

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>