اسهاما في تفعيل الاختيارات والتوجهات التي أطرت عملية مراجعة المناهج التربوية، سواء على مستوى الكفايات والقيم، أو على مستوى المحتويات التعليمية وطرق التدريس. ورغبة في إثراء وتطوير الطرائق البيداغوجية للرفع من مستوى استثمار كل ما هو متوفر من عوامل مساعدة على تفعيل العمل التربوي، وتنمية وتفتح المؤسسات التعليمية على محيطها وتفاعلها الإيجابي معه.
وحرصا على الاسهام في كل ذلك، نظمت “مجموعة مدارس إدريس الأول للتعليم الخاص” يوم 11 أكتوبر 2003 ندوة تحت شعار : “جميعا من أجل تدبير تشاركي للشأن التربوي” وقد فعل هذه الصبيحة مجموعة من الأساتذة المختصين في مجال التربية والتعليم والإعلام والعمل الجمعوي وكذا آباء وأولياء التلاميذ، كما حضره مجموعة من المربين والمربيات.
وقد أثرى هذه الصبيحة مداخلتين مهمتين، الأولى بعنوان :
“مقاربة مفاهيمية وفلسفية لخيار الشراكة” قدمها أ. عبد الكريم بوحاجة, إذ تطرق إلى تعريف الشراكة وأنواعها ودورها الفعال في دعم المؤسسات التربوية. كما أكد على ضرورة انفتاح المدرسة المغربية على محيطها بفضل نهج تربوي قوامه استحضار المجتمع في قلب المدرسة، والخروج إليه منها بكل ما يعود بالنفع على الوطن. مما يتطلب نسج علاقات جديدة بين المدرسة وفضائها البيئي والمجتمعي والثقافي والاقتصادي.
المداخلة الثانية قدمها أ. محمد عز الدين بنيس رئيس فيدرالية جمعية آباء وأولياء التلاميذ- بعنوان “مقاربة قانونية لخيار الشراكة”. أكد من خلالها على العناصر التالية :
- المؤسسات التربوية الخاصة أبانت عن احترافية كبيرة في التنافس لتحقيق الجودة التي تسعى إليها وزارة ا لتربية الوطنية عن طريق الإصلاح الجديد.
- الشراكة مفتوحة وممكنة لكن تبقى رهينة بإتباث الكفاءات العالية.
- كل القوى الحية في البلاد مدعوة لمواصلة الجهد الجماعي من أجل تحقيق أهداف إصلاح التربية والتكوين. وبعد الاستراحة، تمت مناقشة المداخلتين من طرف الحضور في إطار تنظيم ورشين :
الأولى : “الشراكة وجمعية الآباء”.
الثانية : “الشراكة والتربية”.
أسفرت عن مجموعة من التوصيات، أهمها :
- تحديد أولويات الشراكة.
- الاستئناس بالتجارب العالمية في موضوع الشراكة.
- ضرورة وجود إعلام تربوي مدعوم ومتخصص.
- وجوب تقوية شخصية المؤسسات التعليمية التربوية بخلق شراكة حقيقية مع الطفل داخل المؤسسة باعتباره حقل تبنى من أجله وانطلاقا منه كل المشاريع البيداغوجية من جهة، ومن جهة أخرى بتفعيل واقتناع الأطر التربوية بمشروعية هذا الخطاب البيداغوجي الذي هو أساس الشراكة.