كانت طفلة
على حضن أمها بكت آخر دمعة
والأم تنظر إليها كالأيقونة
صاحت الطفلة
بصوت صرصر أسيف
ووجه أصفر قصيف
ماتت الأم وضاعت الطفلة
ضاعت وسط أصوات الأسرب
تبحث عن طريق لتهرب
تاركة أمها صريعة على الصعيد
كانت تنظر إليها من بعيد
وهي محاطة بأناس قلبهم حديد
اصطكت ركبتاها من الخوف
لكنْ رافعةً وجهَها، ناطقةً
بكلام كالسيف :
يا فلسطين
يا ذلك البلد الحزين
صبرا سيأتيك الفرج
وسيعيش أحفادك بلا حرج
سيعود ضياء الشمس
إلى وطن القدس
يا فلسطين يا ذلك البلد الحزين
مهلا فلن نخشى من الدبابات
أو ضربات القنبلات
وسيأتي يوم
من حيث أتوا سيعودون
كان آخر حرف نطقت به النون
وماتت شهيدة وفي يدها قصبة زيتون