الخطبة الأولى
الله أكبر (سبعا) الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده وأعز جنده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده. لاإله إلا الله لا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.
الله أكبر ما أهل هلال رمضان ففتحت أبواب الجنان، وغلقت أبواب النيران، وسلسلت شياطين الإنس والجان وفاضت رحمة الرحمان على عباده المؤمنين.
الله أكبر ما صام المسلمون النهار، وقاموا الليل وأحيوْا شهر القرآن بالصيام والقيام والصدقة وقراءة القرآن.
الله أكبر ما وصل المسلمون أرحامهم، وعادوا بالفضل والعون على الفقراء والمساكين من فضل الله الذي أتاهم، الله أكبر ما أكرم الغني الفقير، واحترم الصغير الكبير، وعاد الصحيحُ المريضَ، ورد الظالم مظلمة المظلوم، وتصافح المتخاصمون، وتغافر المتغافرون، واتلف المختلفون، وتواضع المتكبرون، وتاب المذنبون والمخطئون. فاتحدت بذلك القلوب وارتبطت بحب الله الأخوة والنفوس فاجتمعت الكلمة واتحدت الأمة مصداقا لقول الله عز وجل : {إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون}.
الله أكبر- الله أكبر- الله أكبر
الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول، لا إله إلا هو إليه المصير، والصلاة والسلام على إمام المرسلين وقائد المجاهدين وقدوة الصالحين المصلحين، والداعي إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين وعلى التابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ثم أما بعد فيا أيها المسلمون؛ هذا يوم العيد وشعاره التكبير، فالله أكبر الله أكبر- الله أكبر.
الله أكبر من استكبار المستكبرين، وطغيان المتجبرين، وجيوش المستعمرين والكفار المتحالفين، وجيوشالمسلمين المتخاذلين، الله أكبر من كل المتآمرين على المسلمين، المنتهكين لحرماتهم، المروعين لأطفالهم ونسائهم، والمهددين لأمنهم وراحتهم. الله أكبر المنافقين، واستسلام الجبناء والخائنين لاملاءات الظالمين والمعتدين.
فبالتكبير نزين الأعداء، بالتكبير نصنع الأمجاد، بالتكبير نقاوم الأوغاد فالله أكبر ليست كلمة تقال وليست شعارا يرفع فحسب، إنما هي نور يضيء الطريق للمؤمنين، ويبعث الروح في الخاملين، وزلزال يهز أركان الفراعنة والمتجبرين، الله أكبر إذا انبعثت من قلب المؤمن الصادق عظمت الآخرة عنده، وحقرت الدنيا، فقدم العمل للباقية على الفانية وبذلك يبذل لخدمة دينه وإقامة شرع ربه ماله ونفسه وعقله وأبناءه ولا يبيع إيمانه ودينه -على أي حال- ومسؤوليته ورسالته، ووطنه وإخوانه بعرض من الدنيا دنس زائل. وقدوة المؤمن الصادق في ذلك رسول الله محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم الذي زاده ترهيب الكفار وترغيبهم، ثباتا على ثباته، ويقينا بسمو طريقه. لقد عُرِضَ عليه ليتخلى عن رسالته، الجاه، والملك والمال، وما يشاء من الشهوات. ولكنه يقول في يقين وثبات وعزة : “مابي ما تقولون، ماجئت بما جئتكم به أطلب أموالكم، ولا الشرف فيكم، ولا الملك عليكم، ولكن بعثني الله إليكم رسولا وأنزل علي كتابا، وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا”.
الله أكبر- الله أكبر- الله أكبر
أيها المسلمون لقد مضى عام كامل من عمرنا، وكل لحظة من لحظاته شاهدة لنا أو علينا فلا يتكلم العبد بكلمة، ولا يعمل بعمل صالح أو طالح إلا ويكتب عليه. قال تعالى: {وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون} فالكيس العاقل منا من حاسب نفسه في كل يوم يمر عليه، وفي كل شهر يمضي من عمره، وفي كل سنة تنقضي من أجله، وعمل لما بعد الموت من الحساب والجزاء، والخاسر من اتبع نفسه هواها وانقاد لشهواته وهواه وتمنى على الله الأماني الكاذبة.
لقد مضى عام من عمرنا، وأحوالنا ووقائعنا شاهدة علينا.
فبلدنا الحبيب ما زال يعاني من شيوع الفاحشة، وانتشار الخمور والحشيش وزيادة وتيرة السرقة والغصب والاعتداء, وما زلنا نسمع بين الحين والآخر عن العصابات المتخصصة في السرقة والاحتيال والقتل الممنهج. إنها رذائل ومنكرات عظيمة تهدد أمن الآمنين، وتروع الساكنين والمطمئنين.
وما زال الجدال دائرا حول وضعية الأسرة، وحقوق الزوجة والزوج والطفل, ولن يتوقف الجدال، ولن يحل الإشكال بالقوانين والمساطير البشرية.
الله أكبر- الله أكبر- الله أكبر
أيها المسلمون إن تشجيع الفاحشة والرذيلة وإشاعتها في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، والتقليل أو انعدام التربية الإسلامية الصحيحة في المدارس والجامعات والأسر، وإشاعة ثقافة الحقوق الغربية بلا أدنى واجبات غربية أو شرعية سيؤدي لا قدر الله لانتكاسة اجتماعية خطيرة.
فلو أن المسؤولين وعموم أبناء الأمة صدقوا الله وأخلصوا في حبهم لله ثم في حبهم لهذا الوطن لتدبروا أسباب هذه المصائب، ودواعي هذه الفواحش وبحثوا لها عن حلول شرعية حقيقية تخلص البلاد والعباد من آفاتها ومخلفاتها. لو أن المسئولين كبروا الله حق تكبيره واقتدوا برسول الله وجعلوا وظيفتهم في أداء الرسالة وتحمل الأمانة وصيانة أموال الأمة، وحفظ تدينها وأخلاقها وشرفها وطهرها وأنشأوا من الأعمال والبرامج التعليمية والإعلامية والثقافية، والاقتصادية ما يقوي طهرها وفضائلها، وأوقفوا ما يؤدي إلى انحطاطها ومسخها، وأقاموا العدل في الأحكام بين كل أبنائها ومنعوا منعا كليا احتكار السلع والمناصب، والامتيازات الخاصة بأصحاب الرشاوى والمعارف، ووفروا العمل المناسب للشباب العاطل لو أُخِذَ بهذه الأسباب، وتمت الاستعانة بالله والتوكل عليه بحق وصدق ويقين، لاستتب الأمن واطمأن الناس على أعراضهم وممتلكاتهم.
أيها المسلمون إن قضية الأسرة وما أثير حولها وما يزال من نقاش من قبل أهله وخاصته، أو من قبل من ينصبون أنفسهم للدفاع عن المرأة، وهم يسيئون إليها، وإلى دينهم ووطنهم، حله فيما قاله عاهل البلاد الملك محمد السادس سدد الله خطاه “لن أحل حراما أو أحرم حلالا” فلا حق لأحد مهما كان منصبه أو علمه أو ماله من المسلمين أن يحل ما حرمه الله أو أن يحرم ما أحله الله، فالذي يحل ويحرم هو الله وحده. والله عز وجل يقول مخاطبا المؤمنين والمؤمنات : {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما} (النساء : 32). وإن سبب نزول هذه الآية ما رواه الترمذي عن أم سلمة أنها قالت : “يغزو الرجال ولا تغزو النساء وإنما لنا نصف الميراث.” فأنزل الله تعالى : {ولا تتمنوا ما فضل اللهبه بعضكم على بعض} وقال قتادة : كان الجاهلية لا يورثون النساء ولا الصبيان، فلما ورثوا، وجعل للذكر مثل حظ الأنثيين تمنى النساء أن لوجعل أنصباؤهن كأنصباء الرجال. وقال الرجال : إنا لنرجوا أن نفضل على النساء بحسناتنا في الآخرة، كما فضلنا عليهن في الميراث، فنزلت {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}. فكل منهما قد فضل بما يوافق فطرته وطبيعته.
الله أكبر- الله أكبر- الله أكبر
أيها المسلمون إن مجرد التمني من الرجال أو النساء منزلة ووظيفة ما وهبه الخلاق العليم لكل منهما يُنْهَى عنه. فما بال من تطالب بدون حياء ولا خلق ما ليس لها؟ وما بال من يستغل ضعف المرأة بما لا يحق له؟.
لقد صدر البخاري كتاب التمني في صحيحه بحديث : “لاحسد إلا في اثنين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار”.
فهذا هو التمني المشروع تمني فعل الخير والبر والإحسان، والعمل لدار البقاء بدفع الطاقة والجهد والمال في دار الفناء. وإن أعظم التمني هو ما يتمناه الشهيد في سبيل الله، حيث يتمنى أن يحيي ثم يقتل، ثم يحيى ثم يقتل وهكذا….
عباد الله إنه ما لم يستحضر الرجل والمرأة على السواء أن الله بكل شيء عليم، وأن الحرام لا يحل لمؤمن بالله واليوم الآخر أن يفكر في الطلب به، وما لم يتم فتح المجال للعلماء والمصلحين أن يبينوا عن الله ما هو حلال وما هو حرام، وأن يبينوا للمسلمين ما ينفعهم ولا يضرهم وما لم تُعْنَ البرامج التعليمية والاعلامية بتربية الرجال والنساء على أداء حقوق الله تعالى التي تتفرع عنها حقوق العباد، ما لم يتحقق هذا المنهج الشمولي في معالجة كل مشاكل الأمة فستبقى دار لقمان على حالها. وبما أن الأسرة هي اللبنة الأولى في البناء التربوي للأمة وهي المحضن الثقافي المستمر للأفراد، وهي القلعة الأساسية في حماية القيم والتربية عليها، وهي السانية المتواصلة في بث التواصل العقدي والتوارث الاجتماعي والتماسك المجتمعي، لذلك كان الحفاظ على وحدتها وتماسكها ودفع الأضرار عنها من أوجب الواجبات على جميع أبناء الأمة المسلمة. فتماسك الأسرة وترابطها ووحدتها وانتفاء الخلافات والنزاعات بين مكوناتها كل ذلك يُمَكِّن من تحصين وحفظ الأمة في قوتها وهيبتها ووحدتها. وإن التآكل الأسري مرده للتآكل الخلقي، والتآكل الخلقي مؤداه إلى التآكل المجتمعي، والتآكل المجتمعي بوابة واسعة للفساد والدمار والفتن والاستعمار.
الله أكبر- الله أكبر- الله أكبر
أيها المسلمون اسمعوا إلى قول الله تعالى وهو يبين لكم خطورة الظلم والاعتداء الذي لا يحكمه قانون ولا مسطرة، ولكن الله يعلم حقيقته وآثاره. قال تعالى محذرا الرجال من ظلم النساء والاعتداء عليهن {ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزؤا واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم} لقد نصت الآية على أن الإمساك بقصد الإضرار عدوان وظلم للنفس والزوج، ثم ذكرهم الله بنعمة الله عليهم، ونعمه لا تحصى ولا تعد ثم ذكرهم بما أُنزل إليهم من الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ثم ذكرهم بالحكمة التي لا يعرفها إلا الله. فهذا الخطاب الرباني هو الذي يحقق في الرجال والنساء التقوى فيكون خوفهم من الله يمنعهم من ظلم الآخرين والاعتداء عليهم.
ولقد ختم الله سبحانه ما يقع من الأضرار والظلم من الزوج لزوجته ومن الزوجة لزوجها، ومنهما للرضيع في حالة الطلاق قال تعالى : {لاتضار والدة بولدها ولا مولود له بولده وعلى الوارث مثل ذلك} ثم ختم هذا النهي بقوله : {واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون بصير} فبغير تقوى الله، وبغير استحضار معية الله، ومراقبته الدائمة، وبغير استحضار علمه سبحانه بما نخفي وما نعلن، وبصره الذي لا يحده زمان ولا مكان ولاشيء بغير ذلك كله لا تحد أضرار الأمة ومفاسدها ومظالمها.
فاللهم بصرنا بعيوبنا وغلب التقوى فينا، وغلبنا على شهواتنا وأهوائنا وأعدائنا، وألهمنا مراشد أمورنا، وول أمورنا خيارنا، ولا تول أمورنا شرارنا، وردنا إلى دينك ردا جميلا. اللهم اشملنا برحمتك ومغفرتك، وبالعتق من نارك. نفعني الله وإياكم بكتابه المبين وبأحاديث سيد الأولين والآخرين وغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم. والحمد لله رب العالمين.
الخطبة الثانية
الله أكبر(خمسا)
أما بعد فيا أيها المسلمون إن المتأمل في أحوال المسلمين عالميا يلاحظ الانحطاط الذي أصابهم والضعف الذي عمهم، أصبحوا مزقا وأشتاتا لا يستطيع حكامهم الاجتماع على شيء، فها هي فلسطين تذبح يوما بعد يوم، يقتل شبابها ويرمل نساؤها وييتم أطفالها وتجرف تربتها، وتحاصر قيادتها.
ومن قاوم منهم الاستعمار الصهيوني اليهودي الغاصب اعتبروه إرهابيا. وها هي الشيشان التي رفضت الاستعمار الروسي تُدَكُّ بالطائرات والصواريخ ويداس المقاومون فيها بالدبابات. وها هي العراق التي دخلها الاستعمار الأمريكي بدعوى إزالة أسلحة الدمار الشامل لم يجد فيها ما ادعاه وافتراه، ولكنه أبى وحلفاءه إلا استغلال خيرات البلاد وإضعاف قوة العباد وانتهاك حرمة الأعراض، وها هي الدول المجاورة للعراق تنتظر نوبتها لتُؤكَلَ كما أُكِلَ الثور الأسود. إن اللوم ليس على المستعمرين الغاصبين، فتلك طبيعتهم وقناعتهم الكفرية اسمعوا إلى الله يبين لنا بعضا من صفاتهم في كتابه العزيز : قال تعالى : {أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون}.
فهم قتلوا الأنبياء والرسل وكذبوهم، كيف يقبلون للمؤمنين بالتدين السليم والاستقامة على هدى الله وهدى رسوله الكريم ؟ ويقول سبحانه : {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسكم من بعد ما تبين لهم الحق} إنهم يتمنون إخراج المسلمين من دينهم حسدا من عند أنفسهم.
وقال سبحانه : {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير} إن الذي يُرضي الكفرة هو أن يَتْرُكَ المسلمون إسلامهم ويَتَّبعوا باطل الكفار وأهواءهم. وعندما يتبع المسلمون الكفرة كما هو الحال ويعطونهم الولاء فمصيرهم الهزيمة والذلة والصغار. ولن يكون الله لهم وليا ولا نصيرا.
الله أكبر- الله أكبر- الله أكبر
أيها المسلمون إن هذا البلاء الذي ابْتُلِيَ به المسلمون، من ضعف عام فيهم وغلبة عدوهم لهم، وتهديد الرافضين ظلمهم بالقتل والتشريد والحصار والتجويع، ما كان ليحدثلو لم يُصَبْ المسلمون بالوهن المتمثل في حب الدنيا وكراهية الموت.
فاملأوا قلوبكم بخشية الله, واجعلوا ثقتكم فيما عنده، وضعوا الدنيا في منزلتها من الدنو والحقارة، ولا تيأسوا من إصلاح أحوال أمتكم، وتذكروا قول الله تعالى : {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولائك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} فالصابرون المبشرون بالثواب العظيم هم الذين لم ييأسوا ولم يقنطوا من رحمة الله، ولم يركنوا للذين ظلموا، ولم يفزعوا من كيدهم ومكرهم، فالصابرون إذا أصابتهم مصيبة دنيوية تذكروا الرجوع إلى الله وما أعد لهم فثبتوا وحمدوا، وما ضعفوا وما استكانوا.
وأقبلوا على كتاب الله بالحفظ والدرس والإمعان والتدبر، وليكن أنيسكم، واعملوا بأحكامه، وعظاته وعبره، فهو حبل الله المتين وهوالصراط المستقيم وهو النور المبين، من تمسك به عصمه الله، ومن اتبعه أنجاه الله، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم.
الله أكبر- الله أكبر- الله أكبر
أيها المسلمون اجعلوا من هذا اليوم المبارك الأحب إلى الله انطلاقة صحيحة سليمة للاعتزاز بدينكم، وبمظاهر تدينكم، وإصلاح قلوبكم وأعمالكم، والقيام بوظائفكم ومهامكم، وبتطوير بلدكم، وجمع شملكم، وإصلاح ذات بيبنكم، لا تفترقوا حتى تتصافحوا وتتغافروا وتتواصوا بالحق وتتواصوا بالصبر، وسلموا على من عرفتم ومن لا تعرفون، ولا تنسوا الدعاء لإخوانكم المجاهدين بالنصر والثبات، والدعاء على أعداء الدين بالخيبة والخسارة والهزيمة.
وليكن شهر رمضان الذي وفقكم الله لصيامه وقيام ليله مددا لكم على دوام السنة للتوبة المستمرة المتواصلة، ولتكن طهارته وفضائله ونفحاته مستمرة في أحوالكم وواقعكم، فهو محطة للتزود والوقود لما بعده. ولا تكونوا ممن يطيع الله في رمضان وإذا خرج رمضان عاد لما نهي عنه.