لا شك أن لهذا الشهر الكريم رسالة عظيمة، ومقاصد كبيرة ترمي إلى تزكية الأنفس وتنوير القلوب وربط الإنسان بالله، وتسعى إلى رد العبد الآبق إلى سيده ومولاه فما هي أسباب المغفرة في الشهر الكريم؟.
قال تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم}.وهذه الكلمات التي تلقاها آدم من ربه هي قوله تعالى : {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}.وهذه هي حالة الذل والانكسار لله الواحد القهار التي تستوجب المغفرة. قال تعالى: “يا ابن آدمإنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة.” ( رواه الترمذي وقال حسن صحيح).
إنها أبواب الأمل في عفو الله ومغفرة ا لله ورحمة الله يفتحها الله في هذا الشهر الكريم للمنكسرين والخائفين والتائبين والمقيمين الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل في شهر المغفرة.
عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فنزل قوله تعالى: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} فقال الرجل ألي هذا خاصة؟ فقال صلى الله عليه وسلم : “هذا لأمتي عامة” (متفق عليه).
ماء الوضوء يغسلك أخي المسلم من أدران الخطايا.قال صلى الله عليه وسلم : “إذا توضأ العبد المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه مع الماء أو مع آخر قطر من الماء، وإذا غسل يديه خرجت كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر من الماء. وإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشت إليها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر من الماء”(رواه مسلم).