لقد دعيت في صيف 2001 للإشراف على دورة علمية بجمهورية سيراليون لفائدة الأئمة والدعاة فوقفت على حقيقة المناهج التعليمية الرسمية في القارة السمراء
إن نظام التعليم المستورد إلى هذه البلاد لا يغفل أهدافه الاستعمارية الرامية إلى اقتلاع كل القيم والأخلاقيات الإيجابية، والتوجهات الفكرية المعتمدة على أساس الإسلام، ويسعى إلى غرس الإحساس بالشعور بالتبعية لأوروبا والغرب عموما
كما أن مناهج التعليم المستورد تعمق النزعة القومية والنعرات الجاهلية الشيء الذي يذكي الحروب بين القبائل ويقوي النزاع بين الفصائل
يقول والتر رودني في كتابه أوروبا والتخلف في إفريقيا: لقد أفسد نظام التعليم الأوروبي تفكير الإفريقي وحساسيته وملأه بعقد شاذة”ل
إن التعليم المدرسي عبارة عن تعليم من أجل زرع الشعور بالخضوع للرجل الأبيض، والاستسلام للاستغلال وبث التشويش الذهني وتنمية عقد التخلف واليأس من أية دعوة للنهضة الإفريقية، وبهذا يعتبر التعليم الاستعماري في إفريقيا من أكبر العقبات التي تحول دون تقدم البلاد الإفريقية، كما أنه جعل هذه البلاد قابلة للغزو الحضاري، والإحصائيات هنا في سيراليون تشير إلى أن نسبة الملتحقين بالتعليم الثانوي بأنواعه حوالي 25% من عدد الحاصلين على شهادة إتمام الدراسة الابتدائية
ونسبة الملتحقين بالتعليم ما فوق الثانوي والكليات الجامعية نحو5% من عدد الحاصلين على شهادة إتمام الدراسة الثانوية، فالنسبة هزيلة جدا كما ترى
أما نسبة تعليم البنات فهي أقل من نسبة تعليم البنين، وأنها تتناقص كلما ارتفعنا بالسلم التعليمي
ومن المشكلات كذلك عدم كفاية الموارد المالية التي تكفي التعليم الجامعي وتحقق له الأهداف الحديثة، فإن الموارد المالية المخصصة للتعليم في إفريقيا تعد زهيدة جدا إذا قورنت بعدد السكان من ناحية، وبزيادة تطلع الإفريقيين للالتحاق بالتعليم الجامعي من ناحية ثانية، وأيضا إذا قورنت بمتوسط الإنفاق على التعليم في الدول المتقدمة من ناحية ثالثة