{فلا تهنوا وتدعو ا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم}


إن الإسلام ثورة على الباطل، ثورة على الظلم والطاغوت، ثورة على الاستعمار والاحتلال..

وأتباع الاسلام المعتصمون بحبل الله الثابتون على الحق والمبدأ لابد من أن يتعرضوا للمحن والشدائد، لأنهم يدعون إلى الحق فيقاومه أنصار الباطل، وينادون بالحرية فيجابههم المحتلون والمستعمرون، ويطالبون بالعدل والمساواة والشورى  فيحاربهم الطغاة والمستبدون، وبذلك يعيشون سلسلة من المحن والشدائد والكروب. هكذا قضت سنة الله، أن يكون الحق في تدافع أبدي مع الباطل.

والصراعبين الحق والباطل قائم منذ الخليقة الأولى، وسوف يستمر إلى يوم يبعثون، ولكن الحقيقة التي لاريب فيها أن الحق هوالمنتصر في نهاية المطاف مهما طال الزمن ومهما اشتدت شوكة الباطل {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون} (الصافات: 171، 172، 173).

ولكن لماذا هذه المحن؟ وما الغاية من تلك الشدائد؟

إن المحن والشدائد تصنع الرجال وتقوي العزائم وتكسب الإنسان قوة ومناعة، وتمنحه ثقة وخبرة، وتكون له عظة وعبرة، والمحن والشدائد اختبار للإيمان وامتحان للإخلاص وغربلة للصف وتمييز للناس، بها يعرف المؤمن من المنافق وطلاب الدنيا من طلاب الآخرة {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين}(العنكبوت : الآيات : 1، 2).

والمحن والشدائد فرصة للجهاد،  فرصة للصبر والثباب،  فرصة لنيل رضوان الله والفوز بجنات النعيم : {وكأين من نبئ قتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا}(آل عمران : 106).

ولقد تعرض معسكر الإيمان ومايزال للمحن  وسيظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولكن المؤمنين الحقيقيين كانوا دائما يصمدون في وجه المحن ويثبتون على العقيدة والمبدأ مهما كانت ضراوة الباطل، ومهما كانت قوة التحديات وضخامة التضحيات.

وهذا رسول الله  “يخسر” معركة أحد فلا ييأس، ولايحزن، ولايستسلم ولا يركع، بل سرعان مايجمع الصفوف وينطلق مع أصحابه لمواجهة قريش برغم الآلام ورغم الجراح، لأنه كان يعلم أن خسارة معركة لاتعني خسارة الحرب وأن هزيمة اليوم درس لنصر الغد وأن النصر مع الصبر.

وأن الله يمهل الظالم ولايهمله، وهذا ماينقص اليوم بعض المسلمين وهو التوكل على الله والإيمان في كل الميادين، لكن يجب أن لاننسى أن هناك من هو أقوى  ممن يقولون من أشد منا قوة؟

ولقد هزم المسلمون بحنين حين أعجبتهم كثرتهم ونصروا ببدر وهم قلة حين توكلوا على الله.

وعلينا أن نعلم أن العاقبة للأصلح وليس للأقوى،  إلا إذا كان الأصلح هو الأقوى  والأقوى  هو الأصلح. وأنا أتعجب لبعض الناس يتحدثون عن السلم والجنوح إليه وأن الاسلام دين قوة وهو كما أمربالسلم أمر بالجهاد وأن السلام في الاسلام يكون عن قوة، فإذا كان عن ضعف كما هو حالنا اليوم فهو هوان واستكانة وليس بسلام، وأن نعد العدة لكي نحافظ على السلم. {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل تهبون به وعدو الله عدوكم}( الأنفال : 61). هذا هو الحل وليس التوجه إلى مجلس الأمن وما أصدق الشاعر إذ يقول :

ما مجلس الأمن الوقور بمرجع

يوما حقوق العاجز المتظلم

يامسلمون الخصم ليس بناصري

فدعوا اعتقاد الغافل المتوهم

الحل في إعداد جيش واحد

فيه يشارك كل قطر مسلم

بالسيف يرجع كل حق ضائع

ويقوى الباغي بأنف مرغم

لابد من جيش وإلا تصبحوا

لذئاب هذا العصر اسير مطعم

السيف أصدق أنباء من الكتب

في حده الحد بين الجد واللعب

إن سبب المصائب والهزائم كلها هو بعدنا عن الدين.

فنحن أمة إما أن نكون بالاسلام أولا نكون، وفي هذا الظرف العصيب الذ ي يقتل فيه الشعب الفلسطيني ويباد فيه الشعب العراقي، في زمن ادعاء حقوق الانسان والديمقراطية والحرية إلى آخر الشعارات المزيفة.

ويجب علينا نحن المسلمين :

1- الرجوع إلى الله والصلح معه.

2- توحيد صفوف الأمة على  الجهاد بالمال والنفس ضد الغزاة لأرضنا والهاتكين لأعراضنا من الأمريكان وحلفائها.

3- مقاطعة بضائع العدو والعلم بأن من يشتري اليوم بضائع أمريكية أو بريطانية أو صهيونية فهو مشارك في الجرائم التي يتعرض لها الشعبان العراقي والفلسطيني.

4- الدعاء للمجاهدين وهذا أضعف الإيمان :

اتهزأ بالدعاء وتزدريه

وما تدري بما صنع الدعاء

سهام الليل لاتخطى ولكن

لها أمد وللأمد ا نقضاء.

عزوز البرودي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>