الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين، إياك نعبد، وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيمـ صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين }
س 1 : لماذا سميت هذه السورة سورة الفاتحة؟
ج1 : سميت كذلك لأن بها يفتتح القرآن، وبها يفتتح المصلي صلاته، وهي ركن من أركان الصلاة، لاتصح بدون قراءتها وهي أعظم سورة في القرآن الكريم كما جاء في حديث الرسول .
س2 : بدأت سورة الفاتحة بالحمد لله ، فلماذا؟
ج2 : لأن الله سبحانه هو المستحق للحمد والشكر والثناء الجميل لما أنعم على عباده من النعم التي لاتعد ولاتحصى لكثرتها.
س3 : وهل ذكرت في هذه السورة بعض صفات الله تعالى التي توضح استحقاقه للحمد والشكر الكثير المتواصل؟
ج3 : نعم ن صفات الله سبحانه وتعالى المذكورة في سورة الفاتحة أنه رب العالمين، أي خالق ومنشئ وصانع العوالم كلها كعالم الأرض وعالم السماوات وعالم الانس والجن والملا ئكة وعالم الحيوان والنبات وعالم الدنيا والآخرة وغير ذلك من العوالم المشهودة والغائبة، المعروفة والمجهولة، الله رب هذه العوالم كلها خالقها ومربيها، مالكها وراعيها، مسيرها ومدبر أمورها.
س 4 : أجل هذه صفة الربوبية، فهل ذكرت صفة أخرى في سورة الفاتحة توضح استحقاق الله للحمد والشكر؟
ج 4 : نعم ” الرحمن الرحيم” فهو سبحانه رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما. رحمته وعظمته ولطفه بعباده كبير كثير، فمن رحمته وجودنا وخلقنا في أحسن صورة وأحسن تقويم، أكرمنا بجهاز السمع والبصر والعقل وجهاز الهضم وغيره… أكرمنا بالهواء والماء والطعام وبالأرض نحيا عليها ونستقر، ولولا رحمة الله لما تمكنا من الحياة والعيش على سطحها، وبرحمته خلق لنا الشمس والقمر والليل والنهار، وبرحمته أرسل لنا محمدا وأنزل عليه القرآن وهدانا لدين الاسلام خير الأديان، فهو سبحانه حقا رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما يستحق أن نحمده حمدا كثيرا لاينقطع.
س5 : لكن لما ذا جاء ذكر يوم الدين بعد ذلك؟
ج5 : يوم الدين هو يوم الحساب والجزاء، هو يوم سيأتي بعد نهاية عالم الدنيا وفنائه، نعم الدنيا سينقضي عمرها مهما طال، ستنتهي ويموت كل من على الأرض ثم يحيي الله الناس كلهم ويجمعهم في أرض المحشر وقد تركوا كل ما كانوا يملكون في الدنيا، سيحيي الله الناس بعد موتهم ويجمعهم في المحشر جميعا لافرق بين غني لاوفقير ولابين حاكم ومحكوم وسيكون هو سبحانه الملك في يوم الدين ذلك، يحكم بين الناس ويفصل بينهم.
س6 : لقد عرفتنا بيوم الدين لكن لماذا جاء ذكره على الخصوص؟
ج6 : جاء ذكره لأنه يوم صعب حاسم، يوم مصيري يتقرر فيه مصير كل فرد هل سيكون من السعداء أم من الأشقياء، هل سيكون من الفائزين أم من الخاسرين. جاء ذكره ليبقى حاضرا في عقول الناس فلا يغفلون عنه ولاينسونه.
س 7 : ومامعنى قوله تعالى : “إياك نعبد وإياك نستعين”
ج 7 : أي نخصُّك وحدك يا ألله بالعبادة فلا نعبد معك غيرك ونخضع لك وحدك بطلب الاعانة والتوفيق والسداد فيما نقول ونفعل دون أن نطلب شيئا من ذلك من غيرك فلا نستغيث بأحد غيرك ولانلتجئ لسواك فيما نخاف منه أو نرجوه.
س 8 : ولماذا جاء بعد ذلك سؤال الهداية “اهدنا الصراط المستقيم”؟
ج 8 :جاء طلب الهداية من الله بعد حمده وشكره وتمجيده والثناء عليه، لأنه سبحانه الهادي لكل خير، تقول يا الله يا ربنا نسألك ونرجوك أن تهدينا، توجهنا تقودنا للصراط المستقيم، للطريق الذي لااعوجاج فيه ولاالتواء وهو طريق الاسلام الصحيح، الذي اتبعه من أنعم الله عليهم ورضي عنهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين.
س : 9 ولماذا جاء الاستثناء ” غير المغضوب عليهم ولا الضالين”؟
ج9 : لكي تؤكد أنك تبرأ من هؤلاء المغضوب عليهم وتفر منهم كما تفر من الضالين وتبتعد عنهم.
س 10 : ومن هم المغضوب عليهم؟
ج 10 : المغضوب عليهم هم الذين عرفوا الحق ولم يتبعوه، عرفوا أن الرسول صادق ولم يؤمنوا به ولم يتبعوه وعرفوا أن القرآن الكريم كتاب الله ولم يعملوا بما فيه ولذلك غضب الله عليهم ولعنهم، واليهود والذين يتشبهون بهم، هم أبرز المغضوب عليهم.
س11 : ومن هم الضالون؟
ج11 : الضالون هم الذين ضلوا عن الطريق ولم يعرفوها أصلا. هم الذين تاهوا عن الجادة وا تبعوا أهواءهم وشهواتهم ولم يهتموا بالبحث عن الحقيقة والصواب. اشتغلوا بالدنيا ونسوا الآخرة والنصارى والذين يتشبهون بهم هم أبرز الضالين.
س 12 : كم مرة يقرأ المصلي سورة الفاتحة؟
ج12 : يقرأ المصلي سورة الفاتحة سبع عشرة مرة في اليوم إذا هو صلى الصلوات المفروضة فقط، أما إذا زاد النوافل فإنه يقرؤها أكثر من ذلك.
س 13 : هل تذكر لنا الحديث القدسي الذي يبين كيف يتم التجاوب بين الله تعالى والعبد المصلي الخاشع في صلاته وهو يقرأ سورة الفاتحة؟
ج 13 : نعم الحديث الذي جاء في صحيح مسلم عن رسول الله يقول الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل.
إذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين، قال الله : حمدني عبدي، وإذا قال : الرحمن الرحيم، قال الله: أثنى علي عبدي، فإذا قال : ملك يوم الدين قال الله: مجدني عبدي. وإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين، قال الله : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولاا لضالين، قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل.”
الله أكبر ما أعظمها، من سورة جامعة شاملة، قصيرة بكلماتها طويلة بمعانيها ومقاصدها.
الله أكبر إن سورة الفاتحة أعظم سورة في القرآن الكريم فلنكثر من قراءتها لأن فضلها كثير وخيرها عظيم.