ليلى، سناك قد احتواني
ورججت قلبي ما دهاني
مرت على حلمي الدهور
ليلى، فديتك، كيف لا
تفديك أعناق الرجال
حسبي بأنك ها هنا
وبأن نورك في الضلوع
جاءت من الصحراء تهديــــــــــــــــــــك الهوى ذرر البيان
هيهات، لا وصل الغواني
إني لأرجو من هواك
غنَّاك نور الدين وهو
نسجته من ورع بَنَا
غناك ناي العاشق
ليلى، سيوف الروم مشرعة، ولفح الشر دان
من ذا يجدد عزمة الفرسان من بعد التواني؟
üüüüüüüü
وبهاؤك الحر اصطفاني
من صباك؟ وما اعتراني؟
فهل سيرجع لي عناني؟
يفديك ما ملكت يدان؟
وصبوة البيض الحسان
في القلب، خفقة شمعدان
يضيئ من طرب كياني
يُصْبِي، ولا بيض الأماني
بأن أنال ذرى الجنان
يجر أبهى طيلسان
نٌ أصغرت كف الزمان
المملوك، مشتعل الحنان
üüüüüü
أنا لا أغني
ولكنني أستظل بأفياءِ حزني
نقراتٌ على وتر القلب
قد وقعتها أصابعُ شاعرة من زلاغ
تعلمنا صبوة الحرف للحرف،
كيف يصير القصيد عبادَهْ
كيف يصير النشيد ولاده
تقول العنادل :
ما زال يتلو على الكائنات الغريبة شعر الغزل
وأضمومة الشيب في رأسه تشتعلْ
وهل يهرم القلب؟ هل يهزم الحب؟
هل تستقل الفراشاتُ عرش الغناءِ المباركَ قبل الغروبِ الخَضِلْ؟
إذا لم تَغِضْ شفةُ النهر،
أو يهجر الدمعُ عيني
فلن تُسكتَ الريحُ نايي المطوقَ بالعشق والفرحِ المشتعِلْ
الصبايا يطوقنني بالحديث الشهي
وبالأمنياتِ البعيده
يفتحن لي شرفاتٍ إلى الوهم
لكن وجهك يُسكنني وحده
مُدُنَ العشق والحكمة اليمنية
لا يمنعي القِطْر، لا تحجبي الشمس
عن حقلِ عُمْرٍ هَوَاهُ شريدٌ جموح
أراه…
أرى الوشم غصنا على ساعديك يلوح
كأطلال عزم بَرَتْهُ جروح
و أشجى الطلول العزائم، لو تعلمين،
عليها الليالي تنوح
على ساعديك أراه يلوح
فماً للصلاة ينادي
وحلما مطاياه ريح
يقول فتى طوقت جيده الغضَّ أنوالُ :
“كانت لنا هاهنا راية، وحسامٌ رهيف
فصار لنا مزهر ودفوف
وقلب نزيف”
وتقول مكحّلةٌ بالسهاد النبيل :
أبيت عليكم، بحق المصوّر، إلا انتضاءَ العزائم
جفن سعاد الذي كحلت طَرفه صلوات السحر
يضيء صُوَى العابرين إلى صبوات الشهادة :
كالنور في ليلة القدر، يطوي العُصُر
تضيق المسافات بيني وبينك
عند امتداد البصر
وحين أطل عليك هوى نازفا
وقصيدا يوزع أبهى الصور
تلوذين بالصمت، تنأى المسافاتُ ما بيننا
ويضيع الوتر
ويهرم هذا الفتى العاشق البدوي الذي لوحته حكايا سجلماسة اليَنْبُعِيَّة
ينمو بأحشائه شجر النار،
لا أعرف الآن حظي من الحب
ضاعت خطانا سدى .. وغبار السفر
الصبايا اللواتي يطوقن ذاتي ليلا
بما ليس يملكنه في الصباح
ويغزلن من سعف النخل ما تصطفيه الرياح
شهدن أمام العزيز بما قد علمن ..
وشققن من طيلسان البراءة
ما كان بلسم حُمْر الجراح
تقول العنادل : رخم سعادك،
كي لا يغار من الطيب تسبيحةُ الطير،
أو نفحاتُ الزهر
ورائحةُ الياسمين العطر
وكي لا تدرس ظلالَك أحذيةُ الشانئين
فقلت : أُكَنّي وأفتح للقلب شرفة حب إلى الخالدين.
تباعد ما بيننا وتناءى
وأصبح ماءُ العيون دماء
لأني تركت دهرا طويلا
على الرغم مني ..وراء ..وراء..
وأنت هنا تسكنين جفوني
وتغتسلين بدمعي، صباحَ مساءَ
وأنت هنا تُسكنين حصاني الضياءَ
تَباعَدَ ما بيننا ..وتناءى القمر
وأنتِ هنا ملء سمعي، وملء البصرْ
لأني نسيتك تحت أعاصير قشتالة
ورماح الغَجَر
نسيت اسمك المغربيَّ البهيجَ
وطال علينا العُصُرْ
إلى أن تهاوى -على النأْي- عزم
وأصبح مثلَ حصانٍ كسيح
وساق إلى ضفتيك العلوجُ
جحافلَ حقد ..
كوثبة ذئبٍ غويٍّ جريح
ألا عفوَ مجدك ليلى
إذا أَلْجَمَتْ شهواتي زمانا
إباءَ جوادي الجموح
قناديل عبد الكريم تعد مهيأة للصلاه
ومكاحله تترصد ظل “سبستيان”
في سبتة، ومليلية، والجزر
فمدي رداء ك، ليلى، إلـــــــــى عــــاشقٍ
طوحت خيله عادياتٌ أُخَرْ
أما تبصرين على البعد تلويحة المتعبين
إلى طارق، وهو يطرد عن ضفتيك ضحى
نائبات الغجر
فتهوي إلى القعر راية روم …
ويزرع طارق في مقلتيك نشيد الظفر؟!
الدار البيضاء : 28 يوليوز2002