إشراقة – فلسفة الزكاة في الإسلام


الزكاة عبادة مالية تساهم بحظ وفير في تحقيق التكافل الاجتماعي بين أبناء الأمة، وليس التكافل فحسب بل نجدها تحمل معنى الطهارة والتوبة، قال تعالى : {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلِّ عليهم إن صلواتِك سَكَنٌ لهم والله سميع عليم، ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده، ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم}(التوبة :103)

قال الإمام ابن كثير رحمه الله :>هذا تهييج إلى التوبة والصدقة اللتين كل منهما يحط الذنوب ويمحصها ويمحقها< مختصر الصابوني ج2 ص.167

ومن معاني الطهارة، طهارة النفس من الشح والبخل، واللغو والرفث، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : >فرض رسول الله  زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين….<(رواه أبو داود).

والصدقة والإنفاق، أخي المسلم، لهما أثر كبير في إنهاء الفساد والرذيلة، وأخلاق السوء والفحشاء.

جاء في الصحيحين  أن رجلا تصدق بالليل فصادفت صدقته سارقا فتحدث الناس بذلك، ثم تصدق بالليل مرة أخرى على امرأة فصادفت صدقته زانية. فأصبح الناس يتحدثون بذلك، “تصدق الليلة على زانية”، فجاءه في المنام من قال له : أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما صدقتك على زانية فلعلها أن تستعف عن زناها<.

فلهذا ربطت الشريعة بين الصدقة والأخلاق، واعتبرت كل عمل صالح فاضل صدقة، قال  : >تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك للرجل في أرض الضلال صدقة، وإماطتك الأذى والشوك والعظم عن الطريق صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة< رواه البخاري.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>