… في الوقت الذي تتسابق فيه جل القنوات العربية لتقديم ا لأفيد و الأجود من البرامج والمسلسلات في شهر رمضان، تتنافس قناتانا الأولى والثانية لإغاضة المشاهدين و تقديم كل ما تَفُه وهزُل من البرامج والمسلسلات والأفلام بدأ من مسلسل “للا فاطمة التافه الى مهزلة “إلى قلعتي شنو” مروراً بسهرة الشيخات والمسابقات البليدة و”رباعيات” قلة الحياء وإذا كا نت الخاتمة مسكاً كما يقال فقد اختارت قناتنا الأولى هذه المرة أن تجعل الخاتمة زِفتاً وذلك بتنظيم “ليلة الجامور” في الليلة الموالية “لليلة القدر” التي قال فيه عز من قائل {ليلة القدر خير من ألف شهر} هكذا إذن تستعيض القناة الأولى عن ليلة القدر بليلة الجامور تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً.
والجامور نسبة إلى الجمر (والعياذ بالله) كناية على السهر والسمرعلى دفء المجامير وما علم المنظمون أن ما قاموا به من منكرات في تلك الليلة وقد تتصادف ليلة القدر إنما يُعرضهم لغضب الله تعالى فيصلون جمراً وعذابا أليما.. {وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} وليلة الجامور هاته يلتمسها القوم في الخمس الأواخر من شهر رمضان من كل سنة، يحيونها بالمجون والكلام الفاضي وهي حرب على الله حتى مطلع الشمس…
ليلة هذه السنة من هذا الشهر المبارك توجها منظموها باستضافة أحد المبدعين وبديع زمانه في الفن ومكتشف المخبوء من كل فن رقيع في هذا البلد، فله الفضل -ما شاء الله- في اكتشاف جل المواهب الفنية وعلى يديه تخرج جل الفنانات والفنانين طيلة ما يقارب عقدين من هذا الزمن الرديء ولولاه لما عرفنا هذه الأجيال المتلاحقة من الفنانين والفنانات، وبعضهن ممن ساهم بقسط وافر في التعريف ببلادنا وسوَّد وجوهنا أمام العالمين خاصة أمام الأشقاء العرب في الخليج، ومنهن بل الكثيرات منهن من أصبحن يلعبن بالمال الوفير والأبهة وا لسيارات الفاخرة في وقت يتضور شباب هذه البلاد -خاصة حاملو الشهادات العليا منهم- جوعاً ولا يجد الواحد منهم ثمن حبل يخلصه من هذا الزمن الرديئ. ومن أسعفه الحظ منهم فدونه أمواج البحر وبطن الحيتان أو سجون العديان أو “مرمطة” الإسبان، وكل ذلك قضاءاً وقدراً في هذا البلد الغلبان.
فيا ربنا
لا تلم الميت فينا
إذا انتحر
فكل شيء عندنا
قضاء وقدر(1)
وبعد، فهنيئا لكم بليلة الجامور، وكل عام وأنتم في نفس العام.
ليلة الجامور
وما ليلة الجامور
قدر محفور
وجذع منخور
وتيه وفجور
وشباب مقهور
حرب هي على الله
من غسق الليل
حتى وقت السحور
————-
(1) أحمد مطر.