مجرد رأي : شــذوذ وانـحـلال في مدينة سبعة رجال..


.. منذ أن هبت رياح التناوب على هذا البلد الأمين، والنوائب تتناوب عليه بعضها فوق بعض. كل واحدة تنسيك في سابقاتها. وحتى بصيص الأمل الذي خلنا أننا نراه عقب كل استحقاق سرعان ما يتبخر المرة تلو الأخرى حتى أصحبنا “كباسط يديه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه”؛ نلهث وراء سراب من الأمل في صحراء قاحلة حتى إذا جئناه لم نجده شيئا فوجدنا أنفسنا كل عام في نفس العام أو أسوأ من ذلك بكثير، ومن لم يكن في الزيادة فهو إلى نقصان؛ فتتكاثر الأزمات ويعم اليأس حتى الأطفال الرضع، وتُفرغ الصناديق تلو الصناديق لتملأ من جديد من قوت هذا الشعب الغلبان، وهكذا دواليك دواليك، بينما اللصوص والحرامية يسرحون ويمرحون دون حسيب ولا رقيب”ولا من شاف ولا من درى” ومت أيها المواطن الشريف بغيضك!!

… أجل إن النوائب وهي تتناوب علينا تنسيك كل واحدة في أختها، وآخر هذه النوائب والدواهي هو الخبر الذي نشرته جريدة “الأسبوع الصحفي” مؤخراً ومفاده أن “أنصار الانحلال الخلقي يدفعون لتشكيل حركة لهم بالمغرب تماما على شاكلة الحركات الانحلالية في بعض بلدان الغرب وليس كلها. ويضيف الخبر الكارثة بأن “الشواذ سيعقدون مؤتمرهم في مراكش” كما أنهم حصلوا على ” الموافقة المبدئية للقيام بمظاهرة في مدينة مراكش”، وقد يحضرها أحد أقطاب الشذوذ الجنسي “رئيس بلدية باريس” (de la nuit) دولانوي والمعروف بترؤسه لهذا الاتجاه في باريس.

بعد قراءتي لهذا الخبر الفاجعة، لا أخفيكم أنني تمنيت أني : {متُّ قبل هذا وكنت نِسيا منسيا}، فهل بعد هذا السقوط في الرذيلة سقوط، لقد كنا نسمع عن هذه الأمور في بعض البلد الغربية ونستغرب ونظن أننا في منأى عن ذلك وبيننا وبينهم بعد المشرقين وبيس القرين. فإذا بنا اليوم نرى أن تلك الموبقات قد حلت بينظهرانينا وقد تصبح من البديهيات في يوم من الأيام لاقدر الله مالم يتدارك أولو الأمور من المسؤولين والعلماء والصالحين في هذا البلد وأصحاب الرأي الأمر قبل وقوعه..

إن مجرد التجرؤ على ترويج ثقافة الشذوذ والتفسخ الأخلاقي والانفلات السلوكي في هذا البلد، ليُعَدّ سُبّة لذكرى كل شرفاء هذا الشعب الأحياء منهم والأموات. فذاكرة هذا البلد المسلم زاخرة ولله الحمد بآلاف الأعلام والصالحين والشرفاء والمجاهدين الذين استرخصوا كل غال ونفيس واسترخصوا حتى أرواحهم لتكون كلمة الله هي العليا في هذا البلد وأن تبقى راية الإسلام وقيمه الرفيعة ترفرف على ربوع هذا البلد لقرون عديدة، فحافظوا بذلك على الأمن والاستقرار المادي والروحي في هذه الرقعة من العالم حتى صارت محجَّ كل طالب علم وكل زاهد وكل عابد على مدار قرون وقرون، ولا زالت قبور وأضرحة العديد منهم شاهدة شامخة الى يومنا هذا تراقب بكل حسرة وأسف ما يقع من مسخ وانحدار أخلاقي في هذا البلد المسلم الذي كان وإلى عهد قريب منارة للعلم والصلاح والتقوى والورع.

إن الأرواح الطّاهرة لهؤلاء وغيرهم لتستصرخ شرفاء هذا الوطن الحبيب ومثقفيها ودعاتها وعلماءها وسياسييها من أجل الوقوف أمام هذا المسخ والانفلات الأخلاقي، وما لم يقم كل واحد بمسؤولية من أجل فضح هذه الأمور والتشهير بها والعمل الجاد على وقف زحفها، فإن الفتنة قد تصيب الكل {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} وكلمة أخيرة نوجهها لكل أولئك المنبطحين على أبواب الغرب والمنبهرين برياح العولمة والأمركة أن يعودوا إلى رشدهم ولا يكونوا معاول هدم لأمتهم بأيدي أعداء هذه الأمة. وليعلموا أن النّار التي يعملون صباح مساء على إيقادها سوف يكونون أول من سيصلى بلهبيها بحول الله لما ينتظرهم من عقاب يوم القيامة أعظم وأفضع، وحتى الساكتون والمتفرجون على هذا المسخ الحضاري هم شركاء في الجريمة، ويشملهم قوله تعالى : {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون} صدق الله العظيم.

ربنا لا تواخذنا بما فعل السفهاء منا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ذ. عبد القادر لوكيلي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>