مفارقات


عقب أحداث 11 شتنبر 2001، طفت على السطح مسألة التضييق على الجمعيات الخيرية الاسلامية العاملة في ميدان جمع التبرعات، في الغرب بصفة عامة، لقطع إمداداتها للإرهابيين! فهناك من دعا إلى تجميد هذه الأرصدة في البنوك، وهناك من ألح على استغلالها في استئصال شأفة الإرهاب، وتعويض الضحايا وأُسَرهم..! لكن الملاحظ النزيه سيلاحظ أن حملة العداء هذه سلطت الأضواء على جمعيات محددة، وغضت الطرف عن أخرى، تابعة لبلدان تمارس الارهاب نهارا جهارا في حق المسلمين.

إنها دعوة حق أريد بها باطل، والمرجو لدى هؤلاء، هو إثارة البلبلة والشكوك وتثبيط المتبرعين.. {والفتنة أشد من القتل}.

إن الحقيقة الساطعة فيما يخص هذه الجمعيات، هي أنها تقوم بمهام إنسانية وتقيم مشاريع تنموية في مناطق نائية، في العالم الإسلامي، تعجزعن إقامتها الحكومات مجتمعة أحيانا. فبتبرعات صغيرة من المسلمين، تبنى المدارسوالمساجد، لنشر العلم والنور، وتشيد المستشفيات وتجهزها لعلاج الناس، وتحفر الآبار لإغاثة الكائنات الحية، من بشر وحيوان ونبات، امتثالا لقول الحق سبحانه {وجعلنا من الماء كل شيء حي}. كما أنها -بهذا- تعمل على ربط الوشائج الإنسانية، وتعضيد عُرى العقيدة والدين المشترك، وبالتالي تسد الثغرات التي ينفذ منها المبشِّرون؛ وقد تكون هذه هي النقطة التي أفاضت الكأس. فالحضور والدعم الإسلامي اجتاز الحدود الضيقة، وشمل البوسنة والشيشان وأفغانستان، وقد ساهمت التبرعات في التخفيف من آلام وويلات الحرب العرقية الشرسة التي اتخذت المسلمين حطبا لنارها..

أما في فلسطين، فلا شك أن إخواننا هم في أمس الحاجة إلى العون والمساعدة الدائمة، حتى النصر بإذن الله تعالى..

وإذا كان اللوبي اليهودي ينشط في طلب وجمع المعونات للصهاينة، وينتهج أسلوب الابتزاز مع بعض الدول وأسلوب الترهيب والتهويل من الخطر الأخضر، مع أخرى، فإن المسلمين أولى بأن يجمعوا التبرعات لإخوانهم، وعن طيب خاطر، من باب انصر أخاك ظالما أومظلوما.

> أمة الله س.م

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>