مجرد رأي : بين “المنار” و2M من قمة الجدية والالتزام إلى منحدر السفاهة والسفالة


…وأنا أتناول طعام الافطار كنت أتابع إحدى حلقات المسلسل الرائع ” فارس بلا جواد” على قناة ” المنار” اللبنانية . وبعد انتهاء الحلقة, انتقلت – مجاملة فقط- الى قناة 2M عليِّ أجد فيها أخبارا مفيدة.

ولاأخفيكم فقد شعرت وقتها بهبوط فظيع وسقوط مفاجئ وأنا أرى مستوى حلقات المسلسل المعروض ” للا فاطمة”؟ فكيف لا والحالة أنني انتقلت من قمة العمل الدرامي الجاد الى وهدة التفاهة والاستخفاف بعقول الناس. تفاهات بعضها فوق بعض، إذا “عصرتها” لن تخرج منها شيئا:

- خادمة شمطاء تضحك الناس بقبحها وذمامة وجهها, همها الوحيد اصطياد زوج كيفما اتفق.

- أولاد “صگَّع” لايجيدون سوى التهريج وتقليد ” الشمكارة” والمتسكعين والمخنثين والشواذ يلبسون لباس الفتيات ويضعون الحلي والمساحيق على وجوههم في إحدى الحلقات.

- أبوان همهما في الحياة جمع المال من حلال وحرام عن طريق المتاجرة بالسلع المهربة أوبيع أشرطة الفيديو الماجنة.

كل تلك السخافات تمرر إلى المشاهد وسط ضحك “بايخ” مسجل على طريقة الافلام الامريكية.

هكذا إذن تحتفل القناة الثانية الممولة من جيوب ” الغلابة” بشهر رمضان المبارك.

هكذا إذن تجازي القناة الشعب المغربي الكريم على جميله في إنقاذها من ا لافلاس قبل بضع سنين, وذلك من خلال تقديمه للعالم في شكل يبعث حقا عل الاسى والتشفي.

- أسرة ممسوخة لامن هؤلاء ولا مع هؤلاء، أسرة إمعة ومائعة لاضمير ولا كرامة لها.

إن الاسرة التي تقدمها ” للافاطمة” لاعلاقة لها بالاسر المغربية الحقيقية حيث الوئام والنظام والدفء الاسري والأخلاق ا لفاضلة, حتى أصبح المغاربة مثالا يحتذى بهم في الكرامة والصدق والاخلاص أينما حلوا وارتحلوا..

وإمعانا في الاستخفاف والضحك على الذقون؛ تقوم لللافاطمة وحرمها المصون بالتنقل عبر العديد من دول العالم والقيام بأدوار بليدة من أجل طرح أسئلة أكثر بلادة وغباء تضحك العالمين علينا. وتعطي الانطباع لكل من يشاهد هذا الهراء بأننا شعب ” مكلخ” وعريق في الامية والبلادة.

وإلا بربكم ايها السادة، ما معنى أن يسافر “البطلان” إلى الخارج بالشئ الفلاني ويقومان بتمثيل أدوارا “ساذجة” لبعض مشاهير العالم لكي يطرحا في النهاية سؤالابليدا :

“واشْ كانت ميلودة هَازّ؟

- شانطة

- صاك

- رزمة…؟

هكذا تكون الثقافة وهكذا يكون الفن وإلا فلا؟

وإذا لم تستحي, فافعل ماشئت.

ذ. عبد القادر الوكيلي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>