إن مؤتمر التعريب العاشر المنعقد في دمشق في المدة الواقعة بين 20 ـ 25 تموز ( يوليوز ) سنة 2002 يؤكد :
أولاً : أن التعريب قضية أمن قومي لأمتنا العربية وقضية كيان وهوية، وقضية تربوية مجتمعية، يحافظ على الذاتية الثقافية، ويعزز الانتماء، ويصون وحدة الأمة في مواجهة هيمنة العولمة، ومحاولتها طمس هويات الشعوب، وتهديد ثقافتها بالذوبان والإمحاء.
ثانياً: أن التعليم العالي هو أساس التنمية البشرية الشاملة في الوطن العربي، إذ انه يضطلع بإعداد الأطر القيادية في المجتمع، وينهض بإجراء البحوث العلمية اللازمة لتطوير عملية التنمية في مختلف مجالاتها، ويتولى خدمة المجتمع في جميع الميادين.
ثالثاً : أن التعليم العالي والبحث العلمي ليس بمقدورهما تأدية رسالتهما التنموية في البلاد العربية ما لم يستخدما اللغة العربية في جميع المستويات وفي مختلف التخصصات لمساعدة الطلاب على استيعاب المعطيات العلمية والتقانية وتمثلها والإبداع فيها، ولتمكين الجامعات من نشر المعرفة العلمية والتقانية باللغة العربية التي تفهمها جماهير الأمة.
رابعاً : أن اللغة العربية بما لها من خصائص ومزايا وعمق حضاري قادرة على التعبير ومواكبة مستجدات الثورة العلمية والتقانية ومعطياتها، أثبتت ذلك في الماضي، كما أثبتته التجربة السورية في التعريب في مختلف ميادين المعرفة في الوقت الحاضر.
خامساَ : ضرورة سيرورة اللغة العربية في جامعات الوطن العربي ودعوة أعضاء الهيئة التدريسية في جامعات الوطن العربي إلى استخدام اللغة العربية في التدريس والبحث والتأليف والترجمة على أن يضطلع اتحاد الجامعات العربية بدوره في هذا المجال، تيسيرا ًللتواصل العلمي والثقافي بين أبناء الأمة وتوحيداً للفكر بينهم، وتعزيزاً لاستخدام المصطلحات العربية الموحدة.
سادساً : تشجيع عملية الترجمة في الجامعات ومراكز البحوث والمؤسسات العلمية المتخصصة انطلاقاًمن دورها في إغناء المكتبة العربية وتيسير عملية التعريب على ان تستخدم المصطلحات إذا اشتملت عليها المعاجم المتخصصة.
سابعاً : دعوة الجامعات العربية إلى التوسع في إنشاء مواقع معرّبة لها في شبكة الاتصالات الدولية (الانترنيت)، وتدريب الطلاب على كيفية الاستفادة من الكم الهائل من المعلومات التي تزخر بها الشبكة، وتوفير البرامج الدراسية المعرّبة على الشبكة، تأكيداً للحضور المعرفي العربي، وانتقالاً بالتعليم العالي من تعليم الخاصة إلى تعليم العامة، كما يدعو المؤتمر إلى تطوير البحث العلمي بتقنيات المعلومات والاتصال، وتعريب البرمجيات التطبيقية ليتمكن أوسع الجماهير العربية من الإفادة من ثورة التقانة والمعلوماتية والاتصال والمشاركة فيها وتوظيفها في عملية التنمية.
ثامناً : أن الحفاظ على اللغة العربية وتنميتها واستخدامها في جميع مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والإدارية، هو حفاظ على الوحدة النفسية والثقافية للأمة العربية وصون لكرامتها وتسريع لعملية التنمية، وقيام بالواجب تجاه الشعوب الإسلامية التي تشارك الأمة العربية في استخدام العربية لغة دين وثقافة.
تاسعاً : دعوة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى دعم مكتب تنسيق التعريب والمركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر نظراً لدورهما الفعال في تأمين مستلزمات التعريب من معاجم متخصصة وكتب مرجعية والعمل على إيصال إصداراتهما إلى الجامعات والتعريب بها على أوسع نطاق.
عاشراً : تقديره العالي للتجربة السورية في التعريب ودعوة الجامعات العربية إلى الإفادة من هذه التجربة التي أثبتت على مدى قرن كامل شجاعتها في تخريج الأطر الكفية في مختلف ميادين المعرفة، ولم تكن دراسة الدارسين بلغتهم الأم بحائل دون تفوقهم وإبداعهم على مختلف الصعد المحلية والعربية والدولية.