عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : >من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم<(رواه البيهقي والطبراني).
أخي المسلم إن الأمة تعيش على مؤامرة عالمية خطيرة من قبل دول الاستعمار المتمثلة في الصليبية بجيمع دولها وأجهزتها، واليهودية بفروعها ونواديها الروتاري والماسونية..، والشيوعية بأحزابها وحكوماتها، والغرض من هذا التآمر والتكالب هو منع الأمة من النهوض والقيام بدورها الحضاري والريادي من جديد، وإسقاطها في التبعية لأهواء اليهود والنصارى، قال تعالى :{ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير}(البقرة : 118) يقول الأستاذ جودت سعيد : جاء في كلمة لأحد المسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية سنة 1952 : >ليست الشيوعية خطراً على أوربا فيما يبدو لي فهي حلقة لاحقة لحلقات سابقة وإذا كان هناك خطر فهو خطر سياسي عسكري فقط، ولكنه ليس خطراً حضارياً تتعرض معه مقومات وجودنا الفكري والإنساني للزوال والفناء، إن الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديداً مباشراَ عنيفاً هو الخطر الإسلامي، فالمسلمون عالم مستقل كل الاستقلال عن عالمنا الغربي، فهم يملكون تُراثهم الروحي الخاص، ويتمتعون بحضارة تاريخية ذات أصالة، فهم جد يرون أن يقيموا بها قواعد عالم جديد دون حاجة إلى الاستغراب : أي دون حاجة إلى إذابة شخصيتهم الحضارية والروحية بصورة خاصة في الشخصية الحضارية الغربية. ويزيد قائلا: وفرصتهم في تحقيق ذلك هي اكتساب التقدم الصناعي الذي أحرزه الغرب فإذا تحقق لهم ذلك انطلقوا في العالم يحملون تراثهم الحضاري الغني، وانتشروا في الأرض يزيلون منها الروح الغربية، ويقذفون رسالتها في متاحف التاريخ وقد حاولنا خلال حكمنا الطويل في الجزائر أن نتغلب على الشخصية التاريخية لشعب هذا البلد فكان الإخفاق نتاج مجهودنا الضخم والكبير< ـمن كتاب لم هذا الرعب كله من الإسلام ص : 24-.
فهل أدركنا أن حضارتنا تقوم على أسس متينة من المبادئ والقيم والعقائد، سجلنا خلالها صفحات مشرقة في تاريخ الإنسانية، في شتى العلوم والفنون، وهل عرفنا أننا مقصرون في العمل للوصول إلى مفاخرنا وأمجادنا لنقود الناس من جديد نحو الخير والسلام والأمن؟!.
عبد الحميد صدوق