كتاب في حلقات يوم الغضب هل بدأ بانتفاضة رجب؟! قراءة تفسيرية لنبوءات التوراة عن نهاية دولة إسرائيل الحلقة 6 : اليهود هم اليهود


اليهود هم اليهود من عبدة العجل طالبي الآلهة كما للوثنيين آلهة، وناقضي عهد الله في كل مرة والقائلين {لن نؤمن لك حتى نرى الله  جهرة}، والقائلين لرسوله الكريم {اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون} ومحرفي الكلم عن مواضعه، وأكلة السحت والربا، والقائلين يد الله مغلولة، وإن الله فقير ونحن أغنياء، وقاتلي الأنبياء، وكاتمي الحق، وتاركي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الملعونين على لسان داوود وعيسى بن مريم، والممسوخين قردة وخنازير… و … و …إلخ.

ومن قينقاع والنضير وقريظة وخيبر الجاحدين النور في الظهيرة، المتآمرين مع عُبَّاد اللات والعزى، الذين هموا بقتل خير البرية أول مرة، ثم وضعوا لـه السم أخيراً، الذين لا تحصى فضائحهم ولا تعد قبائحهم، إلى هرتسل وعصابته، وبيجن وشرذمته، وإلى السفاحين الذين جاءوا من بعدهم -وكلهم سفاحون- ومن لبس منهم جلد الضأن على قلوب الذئاب أو الثعالب، ومن كشر عن أنيابه وجاهر بإرهابه…

إلى العتاة القساة غلاظ القلوب، الذين استهدفوا أعين الأطفال بالرصاص المتفجر، وأحرقوا قلوب الأمهات، وكشفوا الوجه الحقيقي لرجسة الخراب “إسرائيل” بفظاعاتهم ووحشيتهم !!

من أولئك الأقدمين إلى هؤلاء المعاصرين لم تتغير الطبيعة، ولم يتهذب الخلق، ولم تختلف العقوبة !!

فاقرأوا معي ماذا قيل في توراتهم عنهم ؟ وأَنْـزِلوا ما تقرأون على أي مرحلة شئتم.

إما على عباد العجل، وإما على خونة قريظة، وإما على سفاحي إسرائيل اليوم، بل أنـزلوه على الجميع فلا فرق ولهذا فسوف نسوقه بلا شرح ولا تعقيب.

اقرأوا صفات الرؤساء، وجبلة الشعب، وطباع الكهنة، وملامح المجتمع الصهيوني، وخلقه وتعامله مع الآخرين بل مع الله خالقه، في مملكتي إسرائيل ويهوذا، وفي السبي البابلي، وفي الشتات العالمي، وفي دولة إسرائيل المعاصرة، لتجدوا أن شيئاً ما لم يتغير وأن ما صدق على زمن يصدق على كل زمن، وهذا الذي تقرأون إنما هو غيض من فيض وقطرات من بحر، من التوراة وحدها دع التلمود وما أدراك ما التلمود؟! :

1- موسى \ :

>أمر موسى اللاويين حاملي تابوت عهد الرب قائلاً : خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه بجانب تابوت الرب ليكون هذا شاهداً عليكم، لأني عارف تمردكم ورقابكم الصلبة هوذا وأنا بعدُ حي معكم اليوم قد صرتم تقاومون الرب فكم بالحرِيِّ بعد موتي< (تثنية 31: 17،16).

2- داود \ :

إن قارئ المزمور السادس بعد المائة يجد التشابه بين ما ذكره الله تعالى عنهم في سورة البقرة وما في هذا السفر، من تعداد لنعم الله تعالى وآياته التي أراهم ولكنهم كل مرة ينكصون وينكثون ويعبدون غير الله وينكرون نعمة الله، ولذلك كان الوعيد عليهم من الله >فرفع يده مقسماً ليسقطنهم في البرية ويسقطن ذريتهم في الأمم ويبددنهم في البلاد…< (26، 27).

>مرات كثيرة أنقذهم لكنهم تمردوا على تدبيره وانحطوا بآثامهم< (43).

3- بنفس الأسلوب تقريباً يوبخهم سفر [نحميا : 9رضي الله عنه.

4- وأما أشعياء فيسهب ويفصل ونحن نختار ونجمل :

>استمعي أيتها السموات وأنصتي أيتها الأرض فإن الرب قد تكلم.

إني ربيت بنين وكبَّـرتهم لكنهم تمردوا عليَّ.

عرف الثور مالكه والحمار علف صاحبه لكن إسرائيل لم يعرف وشعبي لم يفهم.

ويل للأمة الخاطئة الشعب المثقل بالآثام، ذرية أشرار وبنين فاسدين.

إنهم تركوا الرب واستهانوا بقدُّوس إسرائيل وارتدوا على أعقابهم.

علام تُضرَبون أيضاً إذا ازددتم تمرداً ؟ الرأس كله مريض والقلب كله سقيم.

من أخمص القدم إلى الرأس لا صحة فيه بل جروح ورضوض وقروح مفتوحة لم تعالج ولم تعصب ولم تُلَيَّن بدهن< (1 :1- 6)

>لولا أن رب القوات تـرك لنا بقية يسيرة لصـرنا مثل سدوم وأشبهنا عمورة -يعني مدينتي قوم لوط-< (1 : 8).

>اسمعوا كلمة الرب يا قواد سدوم أصغِ إلى تعليم إلهنا يا شعب عمورة ما فائدتي من كثرة ذبائحكم يقول الرب ؟…

أصبح دم الثيران والحملان والتيوس لا يرضيني .حين تأتون لتحضروا أمامي من الذي التمس هذه من أيديكم حتى تدوسوا دياري ؟

رأس الشهر والسبت والدعوة إلى الحفل… إنما هي إثم واحتفال، رؤوس شهوركم وأعيادكم كرهتها نفسي.

فحين تبسطون أيديكم أحجب عيني عنكم وإن أكثرتم من الصلاة لا أستمع لكم لأن أيديكم مملوءة من الدماء< (1 : 9- 15).

واستمع إلى هذا التقريع لأورشليم :

>كيف صارت المدينة الأمينة زانية ؟ لقد كانت مملوءة عدلاً وفيها كان بيت الرب أما الآن فإنما فيها قَتَلة.

فِضَّتك صارت خبثاً وشرابك مزج بماء .

رؤساؤك عصاة وشركاء للسراقين،كل يحب الرشوة ويسعى وراء الهدايا، لا ينصفون اليتيم، ودعوى الأرملة لا تبلغ إليهم .

فلذلك قال السيد رب القوات عزيز إسرائيل :

لأثأرن من خصومي وأنتقمن من أعدائي.

وأرد يدي عليك، وأحرق خبثك كما بالحرض وأنـزع نفاياتك كلها< (1 : 21- 25).

ويضرب لهم الأمثال ويهددهم بالويلات إلى أن يقول :

>ويل للقائلين للشر خيراً وللخير شراً، الجاعلين الظلمة نوراً والنور ظلمة، الجاعلين المر حلواً والحلو مراً.

ويل للذين هم حكماء في أعين أنفسهم عقلاء أمام وجوههم.

ويل للذين هم أبطال في شرب الخمر، وذوو بأس في مزج المسكرات.

المبرئين الشِّرِّير لأجل رشوة والحارمين البارَّ برَّة.

فلذلك كما يلتهم لهيب النار القش، وكما يفنى الحشيش الملتهب، يكون أصلهم كالنتن وبرعمهم يتناثر كالتراب، لأنهم نبذوا شريعة رب القوات واستهانوا بكلمة قدوس إسرائيل.

فاضطرم غضب الرب على شعبه فمد يده عليه وضربه، فرجفت الجبال وصارت جثثهم كالزبل في وسط الشوارع، ومع هذا كله لم يرتد غضبه ويده لاتـزال ممدودة< (5 : 20- 25).

وبعد هذا يتنبأ النبي بالعقوبة على هؤلاء – علماً بأنه حينئذ لم يكن لليهود دولة ولا اجتماع وإنما كانوا أسرى في بابل !! فيقول :

>فيرفع رايةً لأمةٍ بعيدةٍ ويصفر لها من أقصى الأرض فإذا بها مقبلة بسرعة وخفة.

ليس فيها منهك ولا عاثر، لا تنعس ولا تنام ولا يحل حزام حقويها ولا يفك رباط نعليها. سهامها محددة وجميع قسيها مشدودة. تحسب حوافر خيلها صواناً ومركباتها إعصاراً.

لها زئير كاللبؤة وهي تزأر كالأشبال وتزمجر وتمسك الفريسة وتخطفها وليس من ينقذ.

فتزمجر عليه في ذلك اليوم كزمجرة البحر. وتنظر إلى الأرض فإذا بالظلام والضيق وقد أظلم النور في غمام حالك< (5 : 26- 30).

وسوف نأتي بمزيد من صفات هذه الأمة التي يشرفها الله بحرب أعدائه من هذا السفر  وغيره. ثم يقول :

>آثامكم فرقت بينكم وبين إلهكم، وخطاياكم حجبت وجهه عنكم،فلا يسمع لأن أكفكم تلطخت بالدم وأصابعكم بالإثم.

ليس من مدع بالبر ولا محكم بالصدق، يتكلمون على الخواء وينطقون بالباطل، يحبلون الظلم ويلدون الإثم، ينقفون بيض الحيات وينسجون خيوط العنكبوت . وبيضهم من أكل منه يموت، وما كسر منه انشق عن أفعى.

خيوطهم لا تصير ثوباً ولا يكتسون، بأعمالهم إثم، وفعل العنف في أكفهم.

أرجلهم تسعى إلى الشر وتسارع إلى سفك الدم البريء، أفكارهم أفكار الإثم، وفي مسالكهم دمار وتحطيم.

لم يعرفوا طريق السلام ولا حق في سبيلهم، قد جعلوا دروبهم معوجة، كل من سلكها لا يعرف السلام.

لذلك ابتعد الحق عنا، ولم يدركنا البر، نترقب النور فإذا بالظلام، والضياء فإذا بنا سائرون في الديجور.

نتحسس الحائط كالعميان، وكمن لا عيني لـه نتحسس، نعثر في الظهيرة كما في العتمة، ونحن بين الأصحاء كأننا أموات.

نزأر كلنا كالأدباب وننوح كالحمام، نترقب الحق ولا يكون والخلاص وقد ابتعد عنا.

لأن معاصينا قد كثرت تجاهك، وخطايانا شاهدة علينا، لأن معاصينا معنا وآثامنا قد عرفنا.

العصيان والكذب على الرب، والارتداد من وراء إلهنا، والنطق بالظلم والتمرد والحيل بكلام الكذب، والتمتمة به في القلب.

فارتد الحكم إلى الوراء، ووقف البر بعيداً، لأن الحق عثر في الساحة، والاسقامة لم تقدر على الدخول.

وصار الحق مفقوداً، والمعرض عن الشر مسلوباً، وقد رأى الرب فساء في عينيه أن لا يكون عدل …فَلَبِسَ البَّر كدرع …وارتدى ثياب الانتقام لباساً، وتجلبب بالغيرة رداءاً.

على حسب الأعمال هكذا يجزي، فالغضب بخصومه والانتقام لأعدائه ويجزي الجزر الانتقام< (59 : 2 – 18).

5- وفي سفر حزقيال نقرأ :

>يا ابن الإنسان : إني مرسلك إلى بني إسرائيل إلى أناس متمردين قد تمردوا عليّ. فقد عصوني هم وآباؤهم إلى هذا اليوم نفسه. فأرسلك إلى البنين الصلاب الوجوه، القساة القلوب، فلا تخف منهم،ولا تخف من كلامهم، لأنهم يكونون معك عليقاً وشوكاً، ويكون جلوسك بين العقارب. من كلامهم لاتخف، ومن وجوههم لا ترتعب، فإنهم بيت تمرد< (2 : 3).

6- وفي سفر ميخا نقرأ :

>اسمعوا يا رؤساء يعقوب وقواد بيت إسرائيل أما ينبغي لكم أن تعرفوا الحق ؟

أيها المبغضون الخير والمحبون الشر النازعون جلود الناس عنهم ولحومهم عن عظامهم الذين يأكلون لحوم شعبي ويسلخون جلودهم عنهم ويشمون عظامهم عنهم…

هكذا قال الرب على الأنبياء ( الدجالين ) الذين يضلون شعبي ويعضون بأسنانهم وينادون بالسلام ومن لا يلقمهم في أفواههم يشنون عليه حرباً مقدسة<.

وفي ترجمة أخرى :

>ينهشون بأسنانهم وينادون سلام<.

>يا رؤساء بيت يعقوب ويا قواد بيت إسرائيل الذين يمقتون الحق، ويعوّجون كل استقامة الذين يبنون صهيون بالدماء، وأورشليم بالظلم< (3 : 1-5، 8-12)

7- ومع دعوى أنهم شعب الله المختار تقول الأسفار :

>لو أرسلتك إلىهؤلاء (الشعوب غير بني إسرائيل) لسمعوا لك ولكن بيت إسرائيل لا يشاء أن يسمع لك، لأنهم لا يشاؤون أن يسمعوا لي، لأن كل بيت إسرائيل صلاب الجباه وقساة القلوب… فلا تخف ولا ترتعب من وجوههم، لأنهم بيت تمرد< (حزقيال 3 : 6- 7).

وهذه العبارة >لأنهم بيت تمرد< تتكرر في السفر نفسه كاللازمة الشعرية.

8- وأخيراً استمع إلى ما يقول سفر عاموس وكأنما هو يخاطب أصحاب مشروع السلام:

>أتركض الخيل على الصخر أو يحرث الصخر بالبقر حتى تحولوا الحق إلى سم وثمر البر إلى مرارة… هاأنذا أقيم عليكم أمة يا بيت بني إسرائيل -يقول الرب إله القوات- فيضايقونكم من مدخل حماة إلى وادي العربة< (6 :12- 14).

وهذا غيض من فيض مما أسهبت فيه الأسفار عن أوصافهم، وقد تضمن أيضاً نصائح للمتعاملين معهم، وأعظم من ذلك تعرض لكيفية عقوبتهم، وهي ما سيأتي لـه فصل خاص به بإذن الله.

< بقلم : الشيخ سفر الحوالي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>