لاءات الخرطوم تظهر من جديد… فــــي الــمـؤتـمـر الإســلامــي


احتضنت العاصمة السودانية الخرطوم الدورة العادية التاسعة والعشرين للمؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية في الفترة من 25- 27 يونيو الماضي، بحضور وزاري كبير بلغ 47 وزير خارجية من جملة (57)، ومشاركة أكثر من 60 منظمة شعبية غير رسمية، في ظروف استثنائية تمر بها الأمة الإسلامية، خاصة في ظل الممارسات التعسفية تجاه الفلسطينيين وتداعيات أحداث سبتمبر، والاتهامات المسلطة على الإسلام والمسلمين، واستمرار ضعف التضامن الإسلامي.

وجاء شعار المؤتمر بعنوان “التضامن والحوار” تأكيداً لأهمية التضامن بين الدول وإعادة الثقة للأمة في نفسها، وتعزيز التعاون ع القارة الإفريقية (50% من أعضاء المؤتمر في إفريقيا) وكذلك أهمية الحوار مع الآخر -أو الغرب- لتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام وحضارته وثقافته.

صحيح أن المؤتمر لم يخرج بما يشفي غليل الشارع الإسلامي، وذلك بسبب الظروف والمعطيات المختلفة داخلياً وخارجياً، والتي تحيط بالمؤتمر مكاناً وزماناً، ولكن يمكن القول إن المؤتمر نجح في عكس الإجماع الإسلامي على القضايا المطروحة، وتفادى مناقشة القضايا الخلافية، مركزاً جهده على القضية المحورية (فلسطين)، وعلى قضية الإرهاب وتداعياته، ودعم مؤسسات المجتمع المدني -بعد ما أصابتها تهم دعم الإرهاب- وإصلاح المنظمة، والتعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، والاهتمام بالقارة الا فريقية.

اللاءات الثلاث مرة أخرى

أرسل الرئيس السوداني عمر البشير في الجلسة الافتتاحية ثلاث لاءات للعالم هي :

< لا تراجع عن ديننا بل ثبات على منهجه بحكمة وبصيرة.

< لا إرهاب في الاسلام، بل سلام وتسامح وتفاعل ودفاع عن النفس والأرض والعرض والدين.

< لا تفرّق أو شتات بل وحدة وتضامن وحوار.

وتذكرنا هذه اللاءات الثلاث في هذا المؤتمر بالاءات الثلاث التي أطلقت في القمة العربية التي عقدت عقب هزيمة 1967 بالخرطوم وكان >لا اعتراف ولا صلح ولا تفاوض مع العدو الإسرائيلي<.

إعلان الخرطوم

جاء >إعلان الخرطوم< في ختام المؤتمر مؤكداً على كثير من الثوابت كأهمية التضامن الإسلامي بين المسلمين في كافة المجالات، والتضامن مع القضية الفلسطينية، واحترام سيادة الكويت وأمنها، ورفض التهديدات الأمريكية للعراق، والتضامن مع الشعب الأفغاني، وحث الدول الأعضاء على إنشاء محكمة العدل الإسلامية، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري للوصول إلى السوق الإسلامية المشتركة. وأكد المؤتمرون التزام الدول الإسلامية بالحوار كأساس في التعامل مع القضايا الدولية، والتعايش الإيجابي، واتخاذ التدابير اللازمة لإظهار الصورة الحقيقية للإسلام، وأعلنوا رفضهم للإرهاب أو ربطه بالإسلام والمسلمين، داعين المجتمع الدولي للتضامن مع القضية الفلسطينية وممارسة الضغط على إسرائيل، وحل الخلافات بين الدول الأعضاء وسائر الدول الأخرى عن طريق الحوار، وتأييدهم للشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا. كما أكدوا اهتمام الحكومات بقطاعات >المجتمع المدني< والعمل على ترقيتها وحمايتها ومساعدتها، وتعاونها مع الأجهزة الحكومية لتحقيق المصالح العليا والأهداف الاستراتيجية للأمة.

المجتمع ع 2002/7/6

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>