كشف الدكتور يوسف عبد المعطي المستشار بمركز البحوث و الدراسات الكويتية التابع للأمانة العامة لمجلس الوزراء الكويتي النقاب عن دراسات وندوات غربية أكدت أن مائة ألف من الأفارقة المسلمين الذين اختطفوا كعبيد في الأمريكتين، وجلبوا إلى أمريكا في الفترة ما بين 1560- 1860م، كانوا مسلمين، وأنهم كانوا من القادة والسياسيين وعلماء الدين في مجتمعاتهم، كما كانوا كعادة علماء السلف، تجارا، وطلاب علم، ومعلمي قرآن، وأساتذة مربين وقضاة، وفي حالات كثيرة كانوا أعلى في مستواهم التعليمي من سادتهم الأمريكيين.
وأوضح الدكتور عبد المعطي سر هذا الكشف في دراسة حديثة له بدأها بالقول: لقد أصابني الذهول حين قرأت في نشرة مكتبة الكونجرس المجلد رقم 61 العدد الثاني الصادر في شهر فبراير2002م مقالا عن تاريخ المسلمين في الولايات المتحدة وثقافتهم في القرن السابع عشر والثامن عشر.
والمقال يلخص نتائج مجموعة ندوات أقيمت في 29 يناير عام 2002م بالتعاون بين مؤسسات رائدة في الولايات المتحدة بإشراف وحدة الدراسات الافريقية الشرق أوسطية بمكتبة الكونجرس، ومكتب البرامج البحثية وقد شارك فيها مائة من كبار المهتمين بإشراف مكتبة الكونجرس.
وقد تناولت الحلقة النقاشية الأولى في سلسلة هذه الندوات الجذور التاريخية للمسلمين المهاجرين إلى الولايات المتحدة وكان المتحدث الأول فيها ديرك بيرد Derrick Beard وهو أحد كبار المشهورين في مجال جمع المقتنيات الأمريكية الإفريقية التي ترجع إلى القرون 18، 19، 20 في مجالات الفن، والتصوير الفوتوغرافي، والكتب النادرة.
وقد تحدث ديرك بيرد عن مخطوط فريد هو السيرة الذاتية لعمر بن سعيد وهو سنغالي اختطف وبيع كعبد في أمريكا في نهاية القرن 18، وهو مسلم واسع الثقافة، كان يكتب بالعربية وقد خلف عددا من المخطوطات 13 منها موجودة الآن.
ويشير المقال إلى أ ن بعض الباحثين يعتقدون أن(%10) من العبيد الذين جلبوا إلى أمريكا في الأعوام 1811م و 1815م كانوا من المسلمين وأن أغلبهم كانوا متعلمين.
ويضيف الدكتور عبد المعطى: المتحدث الثاني في هذه الندوة كان البروفسور جون هنوك أستاذ التاريخ والدين الإسلامي في جامعة نورث وسترن وهو أحد الاعلام المشهورين عالميا في مجال المخطوطات العربية المجلوبة من افريقية، وقد أشار البروفسور للتقاليد البالغة القدم في التعليم بإفريقيا إذ كان المسلمون يقضون مئات السنين في تحفيظ الأطفال القرآن ابتداء من سن السادسة ثم يعقد لهم امتحان من يجتازه يعتبر أنه قد تخرج فيمكنه الالتحاق بمستوى التعليم الأعلى.
وقد شبه البروفسور هنويك اللغة العربية في افريقية باللغة اللاتينية في أوروبا مشيرا إلى أن اللغات الإفريقية كانت تكتب بحروف عربية وأن تمبكتو كانت في القرن السادس عشر واحدة من أكبر مراكز التعليم في القارة الافريقية، وأن أعمال عالم مثل أحمد بابا 1564- 1627م وهو من مالي توضح أنه ألف دراسات في القانون، والفلك، والحديث النبوي وكتب تراجم عن أخبار العلماء ما تزال حتى اليوم موجودة يستخدمها الباحثون.
وقد بينت سلفيان ديوف العالمة الباحثة في مركز سكومبرج Schomberg لدراسات ثقافات السود والحاصلة على جائزة عن كتابها: خدام الله: الأفارقة المسلمون الذين اختطفوا كعبيد في الأمريكتين وهو كتاب ناقشت فيه خلفية العبيد الذين جلبوا إلى أمريكا في الفترة ما بين 1560- 1860موأوضحت أن مائة ألف منهم على الأقل كانوا مسلمين وأنهم كانوا من القادة والسياسيين وعلماء الدين في مجتمعاتهم، كما كانوا كعادة علماء السلف: تجارا، وطلاب علم، ومعلمي قرآن، وأساتذة مربين وقضاة. وفي حالات كثيرة كانوا أعلى في مستواهم التعليمي من سادتهم الأمريكيين.
ولأنهم عبيد كان من المحرم عليهم دائما ممارسة القراءة والكتابة ولم يكن مسموحا لهم بحبر، أو ورق ولذلك كانوا يستعملون عصائر النبات كأحبار والخشب والورق للكتابة عليه، وبعض هؤلاء كانوا يكتبون بالعربية آيات من القرآن التي كانوا يحفظونها عن ظهر قلب حتى لا ينسوا الكتابة بالعربية.
وقد اكتشفت مخطوطات مكتوبة بالعربية وخرائط، كتبها أولئك المسترقون.