بارقة : بين شمطاء واشنطن و”فتى ماليزيا”


من المعلوم بالضرورة أن أولبرايت المدعوة بحسناء واشنطن على سبيل السخرية، يهودية أصيلة استطاعت أن تصل إلى وزارة الخارجية بسرعة مذهلة مثل زملائها : كوهين وزير الدفاع وروبن وزير العدل وهولبروك مهندس تمزيق البوسنة وغيرهم. وهي لا تشذ عن فصيلتها التي تؤويها في العداوة للاسلام والمسلمين، وفي عهدها المشؤوم إبان تمثيلها لأمريكها في مجلس الأمن ورئاستها لوزارة الخارجية نال المسلمين من الويلات والكوارث ما يجعلها تفوق أختها عُولدا مائير رئيسة وزراء عصابة القردة والخنازير بفلسطين.

فهذه الحسناء أو الشمطاء لا تفتأ تهاجم نظام الحكم بماليزيا وتتظاهر بأنها تدافع عن الديمقراطية في هذا البلد، والعجب أنها تولت الدفاع عن مسجون سياسي (أنور إبراهيم) الذي كان أكبر زعماء التيار الإسلامي، وكان اتفاقه مع مهاتير من أكبر النعمعلى ماليزيا، ولما دب الخلاف بينهما رأينا أولبرايت تنحاز إلى صف الزعيم الإسلامي!!، وقد سألتُ أستاذاً جامعياً كبيراً يناصر هذا الزعيم عن سر تعاطف أولبرايت معه، فأجاب بأن الحكومة الماليزية دخلت في صراع مع سوروس اليهودي الذي زعزع الاقتصاد في جنوب شرق آسيا وكان وراء كارثة أندونسيا وما تلاها من انفصال تيمور الشرقية التي أصبحت قاعدة أمريكية ومركزاً هاماً للنشاط التنصيري في تلك المنطقة الهامة، وقد قرأنا هذه الأيام انتقادات أولبرايت لبوش واتهامها له بأنه يناصر أنظمة غير ديمقراطية وتقصد الحكم في ماليزيا، وهي في الحقيقة تريد إذكاء الفتن داخل ماليزيا والتحريض غير المباشر على أنور ابراهيم نفسه بأسلوب يهودي ماكر.

فالواقع أن الذي يؤلم حسناء أو شمطاء واشنطن هو ما تشاهده من صمود ماليزيا  واجتيازها الصعوبات والعراقيل التي وضعها سوروس ومن وراءه أمام الاقتصاد في أندونسيا وماليزيا.

لقد استأنف “فتى ماليزيا” مسيرته في التنمية وفي بناء دولة استطاعت أن تتفوق في مجالات تكنولوجية على دول كبيرة من العالم الأول مما جعلها تتمتع باحترام كل من يزورها ويشاهد تقدمها العلمي والتكنولوجي في جو من النظافة والحياء والانضباط والآداب العامة والأخلاق والشعور بالواجب، وقد شاهدنا ونشاهد فتى ماليزيا من خلال مجموعة الحجاج والمعتمرين الماليزيين الذين يحظون بتقدير وإعجاب جميع من يراهم في تلك الديار المقدسة وهم يمشون على الأرض هوناً وفي انتظام وأدب وحياء وانضباط ونظافة وجمال. ولا نرى منهم سوى التحية والابتسامة وحسن الخلق حتى أصبحوا مضرب الأمثال في العالم الإسلامي، كما أن فتى ماليزيا أصبح يصدر عدة منتوجات تكنولوجية حتى للدول العظمى وهو ما يغيظ “المتآمرين” على هذه الدولة التي عرفت طريقها إلى اللحاق بالركب المتقدم ومحاولة بناء دولة قوية ومجتمع سام متطور، إنه المكر اليهودي البشع والحقد اليهودي الأسود.

إن الحديث عن ماليزيا مشوق، إذ هو حديث عن جانب مشرق من خريطتنا الاسلامية التي تظللها سحب قاتمة وغيوم مكفهرة لا تسمح بأدنى شعاع ليتسرب من خلالها، وليضيء ولو قليلا من أرضنا ا لواسعة الكبيرة، ولكن ماليزيا منطقة مضيئة بل مفعمة بالضياء وهي تصلح أن تكون نموذجاً يحتذى في التقدم في ظل القيم الاسلامية والثوابت الشرعية..

فهنيئاً لفتى ماليزيا بفوزه على مخاطر المؤامرات ونجاته من مكايد الشياطين، وهنيئا لنا بالنموذج الكبير والعظيم الذي تقدمه لكل دولة إسلامية ما تزال تبحث عن طريق الخلاص ومرسى الانطلاق الحضاري العظيم.

إن لماليزيا ولنا أيضاً الافتخار لا بالتقدم العلمي والتكنولوجي الذي حققته فقط، ولكن قبل ذلك وبعد ذلك بالإنسان الماليزي المتحضر المثقف ثقافة عالية، والذي أصبح من فرسان التفوق الحضاري بما يؤهله أن يحمل لقب “فتى ماليزيا”، ويكفيه أنه يغيظ شمطاء واشنطن ومن وراءها من عصابات الشر وطوابير الحقد والتآمر والمكر.. {إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون}.

فلتمت شمطاء أمريكا وحليفتها هيلاري حسداً وبغضاً وليزدد فتي ماليزيا تألقاً وانتصاراً وتقدما ونمواً وقوة في ظل الاسلام الحق.

د. عبد السلام الهراس

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>