قد… نصبح فلا نجدها


هكذا تتعاقب الأيام، يوم فيوم… فيتولد فينا إحساس بالخوف من أن نصبح ولا نجدها: الشمس تشرق مع فجر يومنا الجديد، فتسود الظلمة المكان بعدما سادت القلوب والنفوس…

كل شيء يحيط بنا يغلي، ينفث حمما، الكل ثائر، والكل ثورته قد خبت نارها قبل اشتعالها،…هكذا اعتدنا، وهكذا هي ثورتنا، وهكذا نقضي مسيرتنا بصوت صاخب بشعارات رنانة، لكنها باردة، صقيعية، لا يكاد الصوت يولد فيها حتى يجهض، ويعدم، تحاول الأجساد التكدس، تعمل على تضخيم جسد المسيرة، تتوافد الحشود، كل فرقة يتغنى بليلاها دون أن نسمع الصوت، هي أصوات الكف دون الصوت الذي عشقناه، وتمنيناه… فتنتهي المسيرة، وتعود الحشود مبحوحة الأصوات، و تستلقي بين جدرانها وعلى أفرشتها، دون أن يصل الصوت إلى هناك، دون أن يزلزل المردة على تلك الأرض، وكأني بأصواتنا عادت بلا صوت…

فتخبو نار  الثورة من جديد… وتتعاقب الأيام، يوم فيوم… ولا تغدو المسيرة سوى ذكرى…

فيتولد الإحساس، من جديد بالخوف من أن نصبح ولا نجدها: الشمس -تشرق مع فجر يومنا الجديد، فتسود الظلمة المكان بعدما سادت القلوب والنفوس…

ذة. نادية المديوني

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>