في الوقت الذي يشهد العالم الهجمات المنظمة والمحكمة والمتوحشة الشرسة على العالم الإسلامي برا وجوا وبحرا وإعلاما واقتصادا وتجارة وفي واجهات أخرى باتفاق دولي عالمي بقيادة أمريكية وقوادة إنجليزية – تنبري هنا وهناك وهنالك أبناء آوى وربائب عبد الله به سبأ وأحفاد عبد الله بن أبي للتشويش على المسلمين بغية شغلهم عن همومهم الكبرى وذلك بالهجوم على الإسلام وعلى رموزه وأعلامه العظام وقاداته وأئمته الكرام وإثارة الشبهات تكرارا لما وقع في الماضي القريب الشبيه بهذه الظروف.
وقد حذرنا القرآن كما حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وورثته من بعده من استفزاز هؤلاء وأمثالهم بالإعراض عنهم وتركهم ومؤامراتهم الدنيئة مع عدم الغفلة عن أسلحتنا و قوتنا حتى لا نباغت من الخلف أو من تحت الأقدام، ولنقبل على ما يفيدنا من أمورنا ولننصرف إلى ما يهمنا من البناء وترسيخ القواعد وتمتين الأواصر وإحكام خططنا وترشيد سيرتنا و ندع الكلاب تنبح وتتلعلع (أي تدلع لسانها عطشا) فإن القافلة تسير -والحمد لله- سيرا حثيثا وقاصدا وموفقا إذ لولا ذلك لما تحركت الخيانات وانطلقت في الأرض فسادا عبر الإعلام والنشر وغيرهما لقاء لعاعات وحوافز من مغريات الشهوات تحسبها فوائد وما هي إلا فتات الموائد وفضلات المكايد.
ونظرت في أمر هذه الحثالات فرأيت أن أربأ بالقلم أن ينشغل بها ففي ما قيل من ردود علمية رصينة ورزينة كفاية، وإن كنت أظن وراء اسم “تلك”… شخصا ذكرا جبانا ولم أقل رجلا، لأن الرجولة صفة كمال، والعجب أن المغرب لم يشهد في تاريخه مثل ظاهرة المروق من الحياء والنبل من علماء الإسلام على هذا النحو الذي نرى، ولكن الشهوات الحيوانية والحاجات البشرية الهابطة تفعل بصاحبها أكثر من ذلك.
ويكفي أن أردد ما يقول الشاعر الدكتور عبد الرحمان بارود لأمثال هؤلاء :
قــــــل لهذه الحثالات مــــــاذا
أنـتـــم إلا رمــــــــاد يــذر
لـــو ملا الدنيا مــــــا عدلتم
مومنا فالصفر الصفر صفر
{فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون}
< د. عبد السلام الهراس