إلى من نعتت الإمام البخاري بأقبح النعوت عقول بينها وبين ضوابط الجرح والتعديل حجاب


ردا على مقال نشرته جريدة الأحداث المغربية عدد 1571 بتاريخ 23 مارس تحت عنوان :” البخاري  بينه  وبين الحق حجاب” للمدعوة خديجة البطار .

قال تعالى : {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}(الحجرات : 6).

و قال أيضا :{و من يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا و إثما مبينا}(النساء : 112).

إن محاولة الاحتواء تدفع ببعض الجهلة المتعصبين إلى التأويل و التحريف والتلبيس و إحقاقا للحق و إبطالا للباطل و دفاعا و إنصافا لإمام المحدثين محمد بن إسماعيل البخاري .

قال تعالى : {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله و لو على أنفسكم أو الوالدين.

والأقربين}(النساء : 105).

فكاتبة المقال تجهل تمام الجهل, آداب.

وضوابط الجرح و التعديل و الله تعالى يقول: {و لا تقف ما ليس لك به علم إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا}( الإسراء : 36) .

فمن هو البخاري الذي نسبت إليه كاتبة المقال كثيرا من الترهات و الضلالات ووصفته بأقبح النعوت ؟؟ و التي لا يمكن أن تصدر إلا عن الجهلة المتعصبين الذين أعمتهم الأيديولوجيات عن الحق.

وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا .

و قد اشترط العلماء في المعدل و الجارح أن يكون من أهل العلم و التقوى و الورع و الصدق.

ومعرفة أسباب الجرح و التعديل .

فقد جاء في مقالها بالحرف الواحد “البخاري رمز لفقه التطرف” عمل البخاري على إعدام مبادئ الديمقراطية  .لقد أخرج قبحه الله الخ …

فليس من المروءة و أدب الحوار أن تقولي للبخاري قبحه الله .و أقول لكاتبة المقال : إن هذا الموضوع تنعدم فيه منهجية البحث العلمي من توثيق و رجوع إلى المصادر الأصلية, فقداعتمدت الكوثري و هو غير مشهور .

وقد ذكر صاحب كتاب كشف الظنون أن شروح البخاري وصلت إلى 82 شرحا من أهمها فتح الباري لابن حجر العسقلاني و إرشاد الساري للقسطلاني و غيرها من الشروح,  و قد جمع البخاري صحيحه في 16 سنة و شرحه ابن حجر في 24 سنة حتى قيل لا هجرة بعد الفتح . وقال ابن تيميه رحمة الله عليه يجب أن يكون كلامنا في الآخرين بعلم و عدل لا بجهل  وظلم.

و رحم الله علماء الشريعة الذين علمونا كيف نتعامل مع كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم..

فالجامع الصحيح للبخاري من اصح الكتب بعد كتاب الله تعالى, و مما جاء في مناقب البخاري رحمه الله انه كان يقوم في الليل أكثر من عشر مرات ليدون حديثا. و كان لا يدون حديثا إلا بعد أن يصلي ركعتين و يستخير الله تعالى . و كان يصلي في وقت السحر 13 ركعة و يوتر بواحدة . .و يقول ابن حجر حكاية عن قصة موت البخاري رحمه الله   : فلما دفنوه فاحت من تراب قبره رائحة الغالية  (الغالية نوع من الطيب).وقال ابن أبي حاتم الوراق :  “رأيت محمد ابن إسماعيل البخاري في المنام يمشي خلف النبي صلى الله عليه و سلم و النبي يمشي، فكلما رفع النبي صلى الله عليه و سلم قدمه وضع البخاري قدمه في ذلك الموضع”(مقدمة فتح الباري ص 10).

و ردا على ما جاء في المقال : “لقد اظهر العلماء في أمهات الكتب بأن البخاري يعد رمزا لفقه التطرف واللاعقل”. هذه كلمات فضفاضة و مصطلحات ضبابية عائمة بعيدة  كل البعد عن مصطلحات الجرح و التعديل. فماذا تعنين بفقه التطرف؟؟..

إن كلمة التطرف قريبة من كلمة الإرهاب التي يتهم بها الغرب المسلمين حاليا و من وراء الغرب دعاة التغريب والفكر الاستشراقي و دعاة التشكيك في عقيدة المسلمين.

ومما جاء في المقال عمل البخاري في صحيحه على إعدام مبادئ الديموقراطية و الشورى و التنوير التي نصت عليها السنة و الكتاب . إن مصطلح التنوير وعصر الأنوار مصطلحات لها ظلال ودلالات وخلفيات تاريخيةوفلسفية فمن الظلم إسقاطها على عصر البخاري.

و ردا على قولها تحت عنوان : شيوخ البخاري و رجاله المجروحين.

فان جماعة من الأئمة و العلماء قد صنفوا في الدب عن رجال البخاري كابن جرير الطبري و ابن حجر و غيرهم .و على سبيل المثال لا الحصر الدب عن عكرمة قال ابن حجر : رمي بالكذب و بأنه كان يرى رأي الخوارج و بأنه كان يقبل جوائز الأمراء. قال ابن حجر : “و أما قبول الجوائز فلا يقدح الا عند التشديد”(مقدمة فتح الباري ص597).

و في دفاعه عن المنهال بن عمر فيما روي عن شعبة أنه قال:  أتيت منزل المنهال وسمعت صوت الطنبور فرجعت و لم أساله قال بن حجر و هذا اعتراض لا يوجب قدحا في المنهال.

و ردا على ما جاء في المقال تحت عنوان : الأحاديث الضعيفة في صحيح البخاري بصفة عامة.

الرد على حديث لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه.

هذا حديث ليس بضعيف كما ادعت كاتبة المقال فقد صححه غير البخاري و قد أخرجه مسلم في صحيحه تحت رقم 2910 رواه أبو الغيث عن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان . و قد صححه الألباني رحمه الله  في السلسلة الصحيحة تحت رقم 7425).

و ردا على ما جاء في موضوع باب الحدود و مما جاء فيه قولها يتضمن البخاري في صحيحه شرا و ظلما قادحا في الحدود لأنه ينص على قطع يد السارق حتى في البيضة و العياذ بالله”. انتهى كلامها.

إن الجهل كامن في سوء فهمها للحديث,  فعن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:  لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده.

قال ابن حجر إن المراد به التنفير فقط والمراد باللعن الإهانة و الخذلان . و يضرب به المثل في الشيء الذي لا وزن له و لا قيمة فقد جرت العادة أن من يسرق بيضة قد تمتد يده إلى ما فوقها.

و ردا على تضعيفها لحديث (إنما الشؤم في ثلاثة في الفرس و المرأة و الدار).

فكأن كاتبة المقال وقفت على ويل للمصلين فان هذا الحديث منقطع . .فعن مكحول قال قيل لعائشة رضي الله عنها إن أبا هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم  الشؤم في ثلاثة الخ فقالت لم يحفظ أنه دخل  – تقصد الرسول صلى الله عليه و سلم  -و هو يقول: ” قاتل الله اليهود يقولون الشؤم في ثلاثة فسمع آخر الحديث” قال ابن حجر فهو حديث منقطع(فتح الباري رقم 2858).

و خلاصة القول إن هذا المقال ينقصه أدب الحوار و قواعد الجرح و التعديل و كيفية التعامل مع السنة النبوية المطهرة.

و رحم الله ابن دقيق العيد إذ يقول  أعراض المسلمين حفرة من حفر النار، فاستغفري الله قبل أن ينكشف نور الحقيقة و يكون الإمام البخاري رحمه الله خصيمك يوم القيامة.

< ذ.سمان علال <

 

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>